قد يحزن من يقف يطرق باب الرحمن طويلاً فى مسألة فـتتأخر الاجابة عنه او ربما قد حملت له فى الاخرة دون ان يعلم ان ذلك بلاءُ يحتاج الى الصبر ووسواس الشيطان فيه مرضُ يحتاج الى العلاج
وفى البداية نقول ان من مبشرات اجابة الدعاء ما ورد عنه صل الله عليه وسلم "ما من مسلِمٍ يَدعو ، ليسَ بإثمٍ و لا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ : إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها قال : إذًا نُكثِرَ ، قالَ : اللهُ أَكثَرُ"
وفد جاء فى فضل منع الدعاء لابن الجوزى ما يلى
_انه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة وساوس ابليس اذا ماقال دعوت وبالغت لكفى في الحكمة.
_الايمان بما ثبت بأن الله هو المالك المتصرف بالمنع والعطاء فلا وجه للاعتراض عليه فربما رأينا فى دعاءنا مصلحة الحكمة لا تقتضيها
_الالتفات أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فى نفس العبد فربما يكون في مأكوله شبهة او فى القلبُ وقت الدعاء فى غفلة او يكون فى المنع عقوبة من ذنب لم تصدق فيه التوبة
_ان يكون اجابة الطلب زيادة إثم أو تأخير عن مرتبة خير
_ان يكون فى التأخير مصلحة وفى الاستعجال مضرة .."لايزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي"
_ ان يكون المنع سبباً للوقوف على بابه واللجوء اليه والاشتغال به سبحانه
ولتقريب الصورة حول الحكم الغائبة والغير الظاهرة فى منع اجابة الدعاء علينا الالتفات الى ما ورد فى سورة الكهف فى قصة العبد الصالح"الخضر" وموسى عليهما السلام فنجد ان فى قصة خرق السفينة وقتل الغلام دون اثم او ذنب واقامة الجدار على الكنز فى القرية رغم لؤم اهلها ما كان الا لحكمة ففى القصص الثلاث اشياء تؤذى فى الظاهر يُقصدُ بها مصلحة غير ظاعرة
ويذكر ان ابن الجوزى هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ينتهى نسبه للخليفة الاول ابو بكر الصديق وهو شيخ من شيوخ الاسلام و امام عصرة
اترك تعليق