العديد من المشروعات القومية التي تنفذ على أرض مصر، تستهدف بصورة كبيرة إنعاش السياحة، وتغيير خريطة السياحة المصرية، لجذب عدد أكبر من السائحين.. وسط اهتمام كبير من الحكومة بتوفير الدعم اللازم لإنجاز تلك المشروعات علي أكمل وجه، عبر تطوير المناطق. وتسهيل حركةالسائحين وتوفير الخدمات اللازمة دون عناء. والارتقاء بمستوي السياحة المصرية.
يقول الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعيتى مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ومرسى علم، أن أبرز هذه المشروعات وبالتحديد فى منطقة غرب القاهرة وبالقرب من أهرامات الجيزة، وعلى مساحة 117 فدانا، شيدت مصر المتحف المصرى الكبير الذى يعد أكبر متحف فى العالم للآثار، يستوعب 5 ملايين زائر سنويًا، وبجواره مبانى للخدمات التجارية والترفيهية، ومركز لترميم الآثار، وحديقة متحفية يُزرع بها الأشجار التى كانت معروفة عند المصرى القديم، ومن المقرر أن يضم أكثر من 100.000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطى دفعة كبيرة لقطاع السياحة فى مصر.
وفى المنطقة الواقعة بين ميدانى التحرير والأوبرا، مرورًا بميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل.. تم إنجاز مشروع تطوير القاهرة الخديوية، الذى يهدف لاسترداد الواجهات الخارجية لمسرح دار الأوبرا الملكية، وإعادة توظيف الفراغات الداخلية لجراج الأوبرا، والمبنى الإدارى لمحافظة القاهرة، بشكل يُماثل الواجهات الأصلية للأوبرا القديمة له لتتناسب مع النسق المعمارى، ليكون للمشروع مردود ثقافى، واقتصادى، وسياحى، واجتماعى، ومن أبرز ملامح المشروع هو توحيد لافتات المحلات بوسط المدينة، من خلال النموذج الذى أعده جهاز التنسيق الحضارى، وإلزام أصحاب المحلات به، إضافة لتطوير حديقة الأزبكية، وميدان الأوبرا، وتحويل عدد من شوارع القاهرة للمشاة فقط، وقد أحدث المشروع نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة، عبر تحسين صورتها البصرية، وتعظيم شخصيتها المعمارية، والحفاظ على واجهات مبانيها المميزة.
أضاف عبد اللطيف أن بين هذه المشروعات أيضا مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة بمصر، أحد أهم المشروعات القومية، التى تُعد محورًا عمرانيًا تنمويًا يقوده قطاع السياحة، ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلو متر ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، ويضم كل موقع مجموعة من الآثار فى صورة كنائس وأديرة، وآبار مياه، ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع.. ويهدف المشروع لتحقيق تنمية عمرانية بمنطقتي الدلتا وصعيد مصر، وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية، والقضاء على موسمية السياحة.. حيث إن نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام، نظرًاً لكونه منتجا روحانيا فى المقام الأول، ولا يقتصر على شريحة معينة.
قال إن محور روض الفرج أحدث نقلة نوعية في الحركة القادمة من شرق القاهرة إلي طريق الإسكندرية الصحراوى ومطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة، ويبدأ من ترعة الإسماعيلية مرورًا بمنطقة شبرا المظلات وحتى غرب الطريق الدائرى فى اتجاه الإسكندرية الصحراوى، ويشمل 6 منازل ومطالع بالمظلات، و8 مطالع ومنازل بالدائرى.
ويضم المحور كوبري "تحيا مصر" الذى يبلغ طوله حوالى 400 متر، وعرضه 50 مترًا، وارتفاعه 14 مترًا من سطح الماء، وقد تم تسجيله فى موسوعة جينس كأكبر كوبرى ملجم على مستوي العالم، من حيث الاتساع بعرض 67.3 متر، وأكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل يصل عرضها إلي 300 متر، مما يسمح بمرور الفنادق العائمة، وارتفاع الأعمدة يصل إلي 100 متر، ويتحمل الكوبرى أوزاناً ثقيلة تصل إلى 120 طنًا.
أما الدكتورة ريم فوزي نائب رئيس لجنة الطيران والنقل السياحي بغرفة شركات السياحة سابقا فإنها تري أن المشروعات القومية الكبري مثل محاور الإسكندرية والطريق الدائرى تعزز الاقتصاد المصرى وتسهم في تطوير البنية التحتية للبلاد، ولا يمكن الحديث عن تأثير هذه المشروعات على الاقتصاد المحلى دون الإشارة إلى دورها فى دعم قطاع السياحة المصرية الذى يعد المستفيد الأول من هذه المشروعات.
قالت إن مشروع محاور الإسكندرية قد أسهم فى تطوير السياحة الساحلية فى مصر، وذلك بفتح طريق جديد يربط بين مدينة الإسكندرية والمدن الساحلية الأخرى فى الشمال الغربى للبلاد. مثل مطروح والساحل الشمالى، وهذا يعنى زيادة الإمكانيات السياحية في تلك المناطق وتحسين الوصول إليها، مما يزيد من عدد السياح الذين يزورون هذه المناطق.
أما بالنسبة للطريق الدائرى، فقد أسهم في تحسين الوصول إلي العديد من المناطق السياحية في القاهرة، مثل منطقة الأهرامات ومتحف الحضارة المصرية ومدينة نصر ومصر الجديدة وغيرها، وبزيادة الإمكانيات السياحية في تلك المناطق، يمكن زيادة الإيرادات السياحية للبلاد وتحسين الاقتصاد المحلى.
أضافت الدكتورة ريم، أن المشروعات القومية الكبري أسهمت فى تحسين الخدمات السياحية فى البلاد، مثل تحسين الطرق والمباني والمرافق العامة وتوفير المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، وهذا يعني تحسين جودة الخدمات التى يحصل عليها السياح فى مصر، وبالتالى جذب المزيد من السياح إلى البلاد وتحقيق المزيد من الإيرادات السياحية.
ويجب الإشارة إلي أن الاستفادة من المشروعات القومية الكبري لا تقتصر فقط على قطاع السياحة، بل تشمل العديد من القطاعات الأخرى، مثل النقل والصناعة والتجارة والخدمات والإسكان وغيرها، وبذلك، فإن تنمية هذه المشروعات تساهم فى تحسين البنية التحتية العامة فى البلاد وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، مما يؤدي إلي تحسين الاقتصاد المحلى بشكل عام.
وبشكل عام، يمكن القول إن المشروعات القومية الكبرى تساهم فى تحسين الاقتصاد المصرى وزيادة الإيرادات السياحية. وتحسين جودة الخدمات التي يحصل عليها السياح في البلاد. مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهذا يعني تحسين فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين المصريين وزيادة الاستثمارات فى البلاد، وبالتالى تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة في مصر بشكل عام.
يؤكد علي المناسترلى رئيس غرفة شركات السياحة بالإسكندرية أن المشروعات القومية الكبرى من أهم الإيجابيات المثيرة التى تحققت في عهد الرئيس السيسي.. مشيرًا إلي أن ما يحدث من بعض الكتائب الألكترونية عبر السوشيال ميديا لا يمكن أن يؤثر على المسيرة الناجحة للمصريين.
قال إنه بلا شك فإن هذه المشروعات نقلتنا نقلة كبيرة من خلال شبكات الطرق والمحاور والمونوريل، فالمواطن أو السائح يمكنه الآن التنقل بسرعة ولا توجد أزمات في الربط بين المدن السياحية، فمصر بلد متحضرة، وأساس كل ذلك النقل، إن ماحدث في هذا القطاع كان حلما لكنه تحقق على أرض مصر.. مشيرًا إلي أنه وآخرون يرون ذلك فى عيون شعوب الدول التى يزورونها وحتي فى عيون المصريين بالخارج.. فالجميع منبهر بما يحدث فى مصر من إنجازات نقلت مصر إلى المكانة التي تليق بها.
اترك تعليق