أخيراً.. مصر تحصد ثمار المبادرات الصحية الرئاسية علي رأسها "مبادرة القضاء علي فيروس سي" الذي نجحت الدولة المصرية في علاج ملايين المصريين من هذا الفيروس الفتاك الذي أودي بحياة الكثيرين عبر عقود طويلة.
وها هي منظمة الصحة العالمية تعلن رسميا أن مصر أول دولة خالية من "فيروس" سي" بعد ان حققت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "100 مليون صحة" نجاحًا كبيرًا في تخفيض المعدل السنوي للإصابات الجديدة السنوية بنسبة تزيد علي 92% علاج جميع المصابين بالفيروس.

أكدت وزارة الصحة أن هذا النجاح تحقق من خلال حملة غير مسبوقة علي مستوي العالم لفحص فيروس "سي" والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. حيث تم فحص ما يقرب من 60 مليون شخص من المصريين وغير المصريين خلال فترة لا تتجاوز 7 أشهر.

أجمع خبراء الصحة والطب على أن معاناة الشعب المصري مع فيروس" سي" بدأت منذ خمسينات القرن الماضي وبدات أعداد المصابين تتزايد بشكل ملحوظ بسبب استخدام حقن عقار الطرطير المقيء في الريف من أجل علاج البلهارسيا ورغم ذلك لم تكن هناك أي دراية بوجود الفيروسات التي تنتقل عن طريق الحقن وكان الاطباء يعيدون استخدام المحاقن الزجاجية لعشرات المرات دون أن يعلموا أنهم ينشرون عدوي الالتهاب الفيروسي الكبدي" سي " بين آلاف المرضي.

وامام الأعداد الغفيرة التي كانت تعاني من مرض البلهارسيا لم تستطع الوحدات الصحية في القري انذاك توفير وسائل التعقيم للادوات الطبية وكانوا يستخدمون نظام" غلي"الحقن قبل استخدامها كما ان هذه الطرق لم تكن كافيه للتخلص من تلوث الحقن.
5 ملايين مصاب بفيروس سي
استمرت الاصابات بفيروس سي طوال هذه السنوات حتي وصل عدد المصابين بفيروس سي الي ما يقرب من خمسة ملايين ونظرا لهذا العدد المخيف من الاصابات اصبحت مصر من الدول الاكثر إصابة بالفيروس "سي "حتي ان بعض الدول وصفته بالوباء وقررت بعض الدول عدم دخول اي مواطن مصري الي اراضيها الا بعد اجراء تحليل بي سي ار للوافدين اليها من مصر للتاكد من خلوه عليها من الاصابه بفيروس" سي" لم تكن السلطات الصحية في مصر في هذه الفترة تمتلك اي مقاومات علاجيه سوي حقن الانترفيرون التي كانت تكلف الدولة ملايين الجنيهات بالاضافه الي حدوث مضاعفات للمرضي وإعياء شديد اثناء العلاج بهذه الحقن وكانت نسبة نجاح هذا العلاج ضئيلة جدا في الوقت الذي كانت نسبة الاصابة بعدوي فيروس سي تتعدي 150 ألف حالة سنويا بسبب إعادة استخدام المعدات الطبية عدة مرات وعدم كفاءة التعقيم فيها خصوصا المحاقن والإبر في وحدات الرعاية الصحية وطرق نقل الدم غير الآمنة دون فحص وتعاطي المخدرات بالحقن من خلال تقاسم معدات الحقن بين المدمنين بالاضافة الي انتقال فيروس" سي " ايضا عن طريق الام المصابة بالعدوي الي جنينها وايضا من خلال الممارسات الجنسية الخاطئة واستخدام حلاق القرية واستخدام فرش الاسنان لأكثر من شخص وأعمال الوخذ والحجامة بالطرق العشوائية كل هذه كانت وسائل نقل عدوي للاصابة بفيروس" سي" مما جعل مصر في صدارة الدول المصابة بالمرض حتي وصل عدد المصابين الي اكثر من 5 ملايين شخص وهذا العدد تعجز عن علاجه اي دولة وبعد ظهور الأدوية الحديثة لعلاج فيروس "سي" والتي تؤخذ عن طريق الفم وجاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء فحص شامل لجميع المصريين لعلاجهم من فيروس" سي" من خلال مبادرة 100 مليون صحة بالإضافة الي اكتشاف الأمراض غير السارية وعلاجها مثل الضغط والسكر وتم اطلاق المبادرة التي شارك فيها العديد من الوزارات والهيئات المعنية من وزارة الصحة وصندوق تحيا مصر والجمعيات الاهلية المعنية بهذا المرض وتم فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن في هذه الحملة خلال 7 أشهر فقط وتبين عن طريق المسح الشامل أن هناك 5 ملايين مصاب بفيروس "سي" بالفعل تم توفير العلاج لهؤلاء وإجراء التحاليل والفحوصات باستمرار حتي تم التأكد من شفائهم تماما ولم يبق سوي واحد في المئة من هم مازالوا يحتاجون للمتابعة الدورية لانهم كانوا يعانون من تليف الكبد قبل العلاج وهؤلاء مازالوا يخضعون للمتابعة الدورية في وحدات وزارة الصحة بالمجان.

أكد الدكتور وحيد دوس أستاذ أمراض الكبد ورئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة" ان الشعب المصري ظل يعاني من تفشي فيروس" سي " بين اكبادهم بسبب استخدام حقن عقار "الطرطير المقيئ" لمواجهة البلهارسيا في خمسينيات القرن الماضي، حتي ان معدات التشخيص والعلاج لم تكن متوفرة في هذا الفترة..حيث كان أطباء المناطق الريفية يستخدمون حقن عقار الطرطير المقيئ من أجل علاج البلهارسيا، ونظرًا لعدم معرفتهم بوجود الفيروسات التي تنتقل عن طريق الحقن، كان الأطباء يعيدون استخدام المحاقن الزجاجية لعشرات المرات، دون أن يعلموا أنهم ينشرون عدوي الالتهاب الفيروسي سي بين آلاف المرضي، وأمام الأعداد الكبيرة من مرضي البلهارسيا التي تصطف أمام الوحدات الصحية في القري والمدن تجاهلت الفرق الطبية تعقيم أدواتها الطبية، ولو باستخدام أبسط الطرق المتعارف عليها وهي الغلي.

أضاف" دوس " أن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات عدة لمواجهة هذا التفشي، كان أبرزها ما جري في عام 2006، عند إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية برئاستي حيث عملت اللجنة علي توفير الأدوية المتاحة في ذلك الوقت بسعر يتناسب وظروف المرضي المصريين، وبحلول عام 2013، أنشأت مصر 25 مركزًا لمكافحة الالتهاب الكبدي عبر الجمهورية، وفرت هذه المراكز العلاج لقرابة 50 ألف مريض سنويًّا علي نفقة الدولة، لكن نسبة النجاح للعلاج المتاح في ذلك الوقت بلغت 40% فقط.
اوضح انه في نفس العام اعلنت احدي الشركات العالمية ان هناك أملًا جديدًا لعلاج الفيروس من خلال دواء جديد عُرف بـ"السوفالدي" "سوفوسبوفير"، كان يتكلف نحو 84 ألف دولار لكل مريض، لكن لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية أقنعت الشركة بأن الحكومة المصرية ستتخذ إجراءات صارمة لمنع بيع الدواء في السوق السوداء، من خلال إجراءات تضمن حصول المريض المستحق فقط علي الدواء.

أضاف دوس انه من هذا المنطلق قسمت الشركة المنتجة للدواء الجديد دول العالم إلي ثلاث فئات، وفق الناتج المحلي الإجمالي بمعيار البنك الدولي، إلي مرتفع ومتوسط ومنخفض، وعليه قررت الشركة بيع الجرعة العلاجية الكاملة "تشمل 3 أشهر" من الدواء في الدول ذات الدخل المرتفع بثمانية وثمانين ألف دولار، وللدول متوسطة الدخل بسعر ستة آلاف دولار، وللدول ذات الدخل المنخفض بتسعمائة دولار أمريكي، تم تصنيف مصر كدولة متوسطة الدخل، مما يعني أنها ستقدم لنا جرعة علاجية بستة آلاف دولار. كان هذا السعر يفوق قدرتنا علي الدفع.
نوه إلي انه تم التوصل مع الرئيس التنفيذي للشركة على أن يتم منح العلاج لمصر بسعر الدول ذات الدخل المنخفض، أي تسعمائة دولار أمريكي. لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي كلف الحكومة المصرية آنذاك بالتواصل مع منظمة التجارة العالمية للحصول علي استثنائها من حقوق الملكية الفكرية من أجل إنتاج مجموعة الأدوية المضادة للفيروسات في مصر.. بالفعل بدأت 20 شركة مصرية تصنيع سبعة أنواع من مضادات الفيروسات بتكلفة أقل بكثير من سعر السوق.

اشار الي انه مع بداية أكتوبر 2018، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة 100 مليون صحة للكشف عن أمراض "التهاب الكبد الفيروسي سي"، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة لدي كل المصريين البالغين، وشملت الحملة أيضًا توفير العلاج المجاني للأمراض الثلاثة الأولي، وتوفير المشورة الصحية للمصابين بالسمنة.وكان هدف الرئيس من هذه الحملة الوصول إلي مصر خالية من فيروس سي، وتقليل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، وتم من خلال الحملة خدمات الكشف عن فيروس سي، وقدمنا معها خدمة المتابعة والتقييم من خلال مراكز العلاج ووحدات الصرف المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، هذا بالإضافة إلي استخدام السيارات المتنقلة أو منشآت الدولة المختلفة.
أوضح دوس أنه بدأ التخطيط للحملة من خلال تجهيز قواعد البيانات وشراء الاختبارات المعملية في مايو 2018، وبعدها تم تدريب الأطقم البشرية، لتبدأ الحملة في 1 أكتوبر 2018. علي أن تستكمل جهودها في مايو 2019.

أكد أن الحملة استهدفت 62 مليونًا و505 آلاف و564 مصريًّا فوق عمر 18 عامًا، وعلي الرغم من أن المشاركة كانت اختيارية، كان حجم المشاركة كبيرًا للغاية.. إذ شارك فيها 49,630,319 شخصًا. وهو ما يجعلها واحدة من أكبر حملات الكشف عن الأمراض في التاريخ، بلغ عدد الذكور المشاركين 24,018,428. بنسبة مشاركة بلغت قرابة 74,57% من الفئة المستهدفة، وفي المقابل بلغ عدد الإناث المشاركات 25,611,891، بنسبة مشاركة 84,53% من إجمالي المستهدف.

واثبتت الإحصائيات من خلال الحملة أن عدد المصابين بفيروس "سي" كان أقل من التقديرات السابقة، وهو ما يدل علي نجاح حملات العلاج السابقة باستخدام مضادات الفيروسات. وكانت نسبة الإصابة بالفيروس أعلي في الذكور مقارنةً بالإناث.. إذ بلغ عدد المصابين الذين جري اكتشاف إصابتهم بالفيروس في أثناء الحملة إجمالًا 2,229,328، بنسبة 4,61% من المشاركين في الحملة، وكانت النسبة في الذكور 5.37%، وفي الإناث 3.9% كما كانت نسبة الإصابات في المناطق الريفية أعلي منها في المناطق الحضرية، وفي محافظات الدلتا وشمال وادي النيل "5.73%"، إذ كانت أعلي نسبة إصابة في محافظة المنوفية "8.43%"، وهي المناطق التي كان يتم فيها استخدام عقار الطرطير المقيئ لعلاج البلهارسيا علي نطاق واسع.

قال دوس لقد استطعنا لأول مرة وضع خريطة لانتشار فيروس "سي" في كل أنحاء مصر بشكل دقيق. بالإضافة إلي ذلك. جري التعرُّف علي خريطة مرضي الضغط والسكري والسمنة. وتم تحويل هؤلاء المرضي إلي الأماكن المختصة لتلقي المشورة الطبية والعلاج.بالفعل ان مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي جعلت مصر تقدم نموذجًا أثبتت به أن المسح المجتمعي لعدد من الأمراض ليس مستحيلًا. وهو ما قد يجعل منها أول دولة في العالم تنجح في التخلص من فيروس "سي".

يقول الدكتور عبد الحميد أباظة رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضي الكبد بالوطن العربي ومساعد وزير الصحة سابقا واستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد ان التخلص من فيروس" سي " كان حلما يراود الاطباء قبل المرضي لأن مخاطر هذه العدوي لم تقتصر علي المواطن فحسب بل كان الطبيب يتعرض لخطورة يومياً بسبب تعامله مع أشخاص مصابين بفيروس"سي" سواء في الجراحات المختلفه او خلع الاسنان لشخص مريض بفيروس"سي" و هذا الحلم كان بعيد المنال بسبب طرق العلاج العشوائية التي لم توجد فيها اي احصائيات او متابعات للمرضي كما ان جيل الخمسينيات وما بعدها كانوا يعانون من البلهارسيا التي كانت سببا مباشرا في انتشار فيروس"سي" بسبب استخدام الحقنه الواحدة لاكثر من شخص بالاضافة الي عدم التعقيم الكافي في وحدات علاج الاسنان و حلاق القرية واستخدام امواس الحلاقة لاكثر من شخص ونظرا لهذا العبء الثقيل لم يكن لدينا احصائيه كافيه باعداد المرضي المصابين بفيروس "سي" مما ادي الي وفاة ملايين المرضي بهذا المرض ونهش الفيروس اكباد البشر في كل دول العالم ولم يكن امامنا سوي الحقن بعلاج الانترفيرون الذي كان يمثل عبئا علي الدولة ومضاعفات علي المرض ولم تكن نتائج مبشره بالخير.

أضاف الدكتور أباظة انه بعد ظهور الادوية الحديثة لعلاج فيروس سي تمكنت مصر من انتاج الدواء داخل مصر من خلال 20 شركة مصرية وتم البدء في تصنيع اكثر من 7 أدوية من مضادات الفيروسات الكبديه فيروس" سي" بتكلفة اقل بكثير من سعر السوق وفي عام 2018 جاءت الارادة السياسية وكانت بداية انفراج الازمة عندما اطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادره 100 مليون صحة.

نوه د. أباظة إلي أن الإرادة السياسية حركت جميع الاجهزة والوزارات المعنية للقضاء على وباء فيروس سي و أمراض الضغط والسكر باعتبارهم أكثر الامراض التي تهدد الشعب المصري بالفعل تم إعداد الحملة بطريقة علمية وواقعية في جميع ربوع مصر سواء القري اوالمراكز اوالنجوع وانتشرت الفرق الطبية في الشوارع والميادين والمستشفيات و الوحدات الصحية ومراكز الشباب والاندية الرياضية و غيرهم و تم توفير وسائل الفحص والكشوفات وحصر المصابين بامراض الفيروس "سي "و امراض الضغط والسكر وبدأ التخطيط للحملة من خلال تجهيز قاعدة بيانات وتوفير الاختبارات المعملية وتدريب الاطقم البشرية سواء اطباء وتمريض او القائمين علي الاعمال الإدارية والفنيين.

قال د. أباظة إنه تم علاج جميع المصابين بفيروس سي وعددهم خمسة ملايين من خلال الحملة بمعدل نسبه شفاء وصلت الي 98,8% واستطاعت مصر ولأول مرة وضع خريطة لانتشار فيروس سي في كل أنحاء مصر بشكل دقيق بالاضافة الي ذلك انه تم التعرف علي خريطة مرضي الضغط والسكر والسمنة وتم تحويل هؤلاء المرضي الي الاماكن المختصه لتلقي العلاج كما ان مصر قدمت نموذجا اثبتت به ان المسح المجتمعي لعدد من الامراض ليس مستحيلا وهو ما قد يجعل منها اول دولة في العالم تنجح في التخلص من فيروس" سي".

أشار د. أباظة الي أن برنامج الكشف المبكر عن فيروس سي في فئه الاطفال بدأ في فبراير 2019 للطلاب اكبر من 15 عاما وفي سبتمبر من عام من العام ذاته للطلاب اكبر من 12 عاما مؤكدا ان مبادرة القضاء علي فيروس" سي" لم تنته بعد حيث ان المرحلة الثانية من المبادرة تشمل الاستمرار في الكشف عن الفيروس في خمس فئات تشمل الطلاب والبالغين ومرضي الاقسام الداخلية بالمستشفيات والفئات الاكثر عرضة للاصابة مثل مرض الكلي ونقل الدم المتكرر وكذلك الكشف عن اصابات جديدة قد تظهر في المتبرعين في بنوك الدم و الاشخاص الاكثر عرضة للاصابة بفيروس "سي " وهناك محور اخر وهو محور العلاج الذي يستهدف ايضا العديد من الفئات والمحور الثالث الكشف المبكر عن اورام الكبد وهذا ما يتم حاليا في جميع مراكز الصحة ومتابعة مرضي التليف الكبدي من اجل تقليل حدوث المضاعفات وتقليل نسب الوفاة الناتجة عن امراض الكبد مؤكدا انه لابد ان نحافظ علي هذا الانجاز بوضع خطط جديدة لعدم نقل العدوي او ظهور عدوه جديده بفيروس "سي"
أوضح أن المبادرة الرئاسية للقضاء علي فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية تكلفت أكثر من 4 مليارات جنيه وهذه التكلفة سوف ترفع عن الدولة عبء مضاعفات المرض الذي كانت تتحمله الدولة سابقا في تكاليف علاج مضاعفات فيروس سي والتي كانت تصل إلي 64 مليار جنيه سنويا.

قال د. جمال شيحة رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضي الكبد بالدقهلية ومديرمستشفي الكبد المصري بشربين واستاذ امراض الكبد ان منظمةالصحة العالمية حددت خطة عالمية للقضاء علي فيروس "سي" بحلول عام 2030 لكن القيادة السياسية في مصر تبنت القضية القومية عن طريق منظومة متكاملة تحت عنوان 100 مليون صحة للكشف عن المصابين بفيروس "سي" و امراض السمنة والسكر والضغط.

أضاف أن القيادة السياسية وفرت كل وسائل النجاح لهذه الحملة وجعلت الموازنة الخاصة بتكاليف الحملة مفتوحة بدون سقف محدد مما اعطي نجاحا كبيرا للحملة التي تمكنت من القضاء علي فيروس "سي " في مصر خلال 7 اشهر وقبل المواعيد التي حددتها منظمة الصحة العالمية بحوالي 10 سنوات و منظمة الصحة العالمية اشادت بهذا الانجاز الرائع التي وصلت اليه مصر في محاربة فيروس "سي" والقضاء عليه نهائيا خلال مدة وجيزة مؤكدا أن مصر تستعد للحصول علي الاشهاد الدولي من المنظمة كأول دولة في العالم تستطيع القضاء علي الفيروسات الكبديةوعلي راسها فيروس "سي" قبل المدة التي حددتها المنظمة بـ 10سنوات.

أشار د. شيحة إلي إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي 100 مليون صحة كانت نقطه تحول للمنظومة الصحية في مصر كما اثبتت للعالم قدرة مصر علي الاستثمار الحقيقي في بناء الانسان المصري وتوالت مبادرات الرئيس في المنظومة الصحية التي خلصت الشعب المصري من امراض عديدة منها مبادرة صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي و مبادرة الكشف المبكر عن الانيميا والتقدم وأمراض ضعف السمع عند الاطفال وكذلك مبادرة الكشف المبكر علي الامراض الوراثية عند حديث الولادة و مبادرة الانتهاء من قوائم الانتظار في الجراحات المعقدة كل هذه المبادرات النجاة كانت بمثابة طوق النجاة للشعب المصري حتي يتخلص من الامراض التي كانت تحاصره من كل جانب كما ادت هذه المبادرات الرئاسة الي تحسين الصحة العامه للمواطنين ولاقت إشادة من المنظمات الدولية خاصة ان التجربة المصرية في مواجهة فيروس" سي" تمثل اكبر مسح في تاريخ الانسانية يتم إجراؤه لاحد الامراض المعدية من حيث السرعة والجودة والكفاءة و عدد المنتفعين الذين تلقوا أفضل وأجود الخدمات الطبية بالمجان وتم انقاذ أكباد المصريين من "غول" اسمه الفيروس "سي ".

أشاد د. جمال شيحة بمبادرة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتقدم الذي حققته الدولة في التغطية الصحية الشاملة ودعمها لبلدان أفريقية اخري بهدف الدعوة الي القضاء علي التهاب الكبد الوبائي في تسع دول أفريقية وهناك خطة لعلاج مليون أفريقي من فيروس "سي" بالمجان تضامنا مع الشعوب الأفريقية الشقيقة في التخلص من هذا الوباء ونقل التجربة المصرية إلي هذه الدول.

أوضح د. جمال شيحة ان مصر كانت من أعلي معدلات نسبة الاصابة علي مستوي العالم من فيروس سي وكانت محل انتقاد من بعض الدول بسبب انتشار هذا الوباء بطريقة تدعو للقلق مشددا علي ضرورة استمرار حملات التوعيه اجراءات الوقايه من المرض وفحص المعرضين للاصابة مثل مرضي الايدز والمدمنين و مرضي الغسيل الكلوي حتي تتم مواجهة المرض بطريقة مستمرة حتي لاتظهر اي اصابات جديدة.
لفت الي ان التجربة المصرية في مبادرة 100 مليون صحة ومكافحة فيروس سي و الامراض غير السارية اصبحت تجربة فريدة يحتذي بها في جميع دول العالم و تم نقلها الي عدة بلدان مجاورة مثل السودان واريتريا و اثيوبيا والصومال وتشاد واوغندا وغيرهم

قال د. وديع عزيز استشاري امراض الاسنان ان مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي 100 مليون صحة صححت الكثير من الاخطاء الطبية التي نقع فيها في الماضي واهمها وضع برامج وقائية لمنع نقل عدوي فيروس سي داخل العيادات الخاصة بالاسنان وغيرها كما وضعت رقابة صارمة علي كل العيادات التاكد من التزام بالاشتراطات الصحيه الواجب تنفيذها في العيادات الخاصة وغرف العمليات لمنع نقل العدوي بين المواطنين.

اشار الي ان المبادرة الرئاسية تم تنفيذها بكل دقة للتخلص من كابوس فيروس سي الذي كان يجعلنا في رعب حيث ان اطباء الاسنان هم اكثر عرضة للاصابة بهذه العدوي الخطيرة لان التعامل مع الاسنان وطرق الخلع تؤدي الي مخاطر عديدة في نقل العدوي للطبيب من المريض او العكس ومن هذا المنطلق كانت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي 100 مليون صحة طوق النجاة للطبيب والمريض معا حيث ان شبح فيروس "سي" كان يطارد جميع الفئات حيث ان التعامل مع خلع الاسنان مع مريض مصاب بفيروس سي كانت تستلزم الحيطة والحذر وعدم التعامل بالادوات التي يتم استخدامها مع هذا المريض الي مريض الاخر وكانت المستلزمات الطبية تحتاج الي تدقيق النظر والتعقيم الجيد من خلال جميع المطهرات و التقنيات العلمية الحديثة في أجهزة التعقيم.
اضاف د. وديع عزيز ان التخلص من فيروس "سي" كان حلما يراودنا منذ عشرات السنين والحمد لله الرئيس السيسي انقذنا من هذا الوباء الذي كان يمثل حاجزا بين مريض فيروس "سي" وجميع افراد المجتمع حتي أسرة المريض كانت تتعامل معه بحرص وكانت هناك حالات طلاق تمت بسبب خوف الزوج او الزوجه من الاصابه بالعدوي في حالة إصابة أحدهما بالمرض وكانت هناك مفاهيم مغلوطة بسبب الرعب من هذا الوباء.

لفت الدكتور وديع الي ان الحملة شملت التنسيق بين 14 وزارة وهيئة ومنها الهيئة الوطنية للانتخابات التي قدمت قاعدة بيانات والجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء و هيئة الرقابة الادارية و صندوق تحيا مصر و منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي و الهيئة العامة لقناة السويس والجمعيات الاهلية المعنية بهذا المرض.
أشار الي ان المبادئ الرئيسية للقضاء علي فيروس "سي" شملت الوافدين علي أرض مصر بالتساوي مع المصريين تنفيذ للتوجيهات الرئاسية وقامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بتوجية الشكر لمصر لما قدمته من خدمات صحية بالمجان للاجئين وتطعيم اطفالهم ضد شلل الاطفال والقضاء علي الطفيليات المعوية وضمهم في مبادرة الكشف عن الانيميا والسمنة والتقزم.

نوه الدكتور وديع إلى أنه يتم حالياً غلق منافذ العدوى فى كل الاجهزة وهناك شرطاً للحصول على ترخيص عيادة خاصة وهو ضرورة وجود تعاقد مع محرقة نفايات وهذا من أولويات تطبيق معايير مكافحة العدوى فى العيادات والمستشفيات الخاصة وممارسة الحقن الامن وضمان مامونية تداول الادوات الجراحية الحادة والنفايات والتخلص منها والتمنيع باللقاحات المضادة للالتهاب الكبدى والتدابير العلاجية الطبية الرصد المبكر للمرض وفحص الاشخاص المصابين بالعدوى من الالتهاب الطبدى "سى" ورعايتهم رعاية كاملة.
اترك تعليق