انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من أنواع المكملات الغذائية وبأشكال مختلفة من أقراص أو كبسولات والمساحيق ويتم تداولها علي نطاق واسع "أون لاين" بواسطة مواقع التسوق الالكتروني وأنها في صالات الجيم مما ساعد الكثيرين علي سهولة استخدامها دون استشاة الطبيب ودون معرفة الجرعة المناسبة ومدي احتياج الشخص إليها, والأمر الخطير هو عدم معرفة مصادر ومكونات هذه الأنواع.
"الجمهورية أون لاين" التقت الأطباء والمتخصصين لمعرفة الأضرار والآثار التي قد تترتب علي استعمالها.
قالوا إنها ليست البديل الآمن من تناول الغذاء الطبيعي وأنه لابد من اجراء الفحص الطبي قبل الاستعمال.
أشاروا إلي ضرورة التصدي لبيعها خارج الصيدليات نظراً لانتشار أنواع غير آمنة وتم ايقافها وتجريم استخدامها في الدول الأوروبية.. كما أن القانون المصري يجرم تداول الأدوية ومنها المكملات خارج الأماكن المصرح لها.
أكدوا أن هناك أنواعاً مجهولة المصدر وهي كارثة صحية علي أجهزة الجسم المختلفة.
أشاروا إلي أن الهرمونات الاصطناعية تؤدي إلي الإصابة بأمراض القلب والسكر والأوعية الدموية.
د.خالد مصيلحي أستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة أكد أن تناول المكملات الغذائية بكل أنواعها يستحق وقفة واهتمام من المعنيين خاصة بعد الدراسة التي نشرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2019 عن وجود 800 منتج من هذه الأنواع غير مرخص ويتكون من مواد محرم استخدامها منها سيبوترامين التي تدخل في مكونات أدوية التخسيس وتسبب جلطات في القلب.
وكذلك وجود 150 منتجاً من ضمن المنتجات السابقة بها هرمونات ولا يوجد اشارة واضحة حول نوعية الهرمون المستخدم في التصنيع وبعضها ممنوع استخدامه وقد تسبب في حدوث مشاكل لبعض الرياضيين الذين تناولوا هذا المنتج دون معرفتهم بحقيقة المكونات وهل مسموح بها أم لا.
أشار إلي أنه تحت شعار "هذا المنتج طبيعي" تحدث كوارث ومخاطر جسيمة لمستخدمي المكملات بأنواعها خاصة في الأماكن غير المصرح لها بالبيع أو التداول فقد انتشرت في الآونة الأخيرة امبولات فيت المستخدمة للابقار ويتم اعطائها لممارسي الرياضة داخل نوادي الجيم ولابد من وقفة صامة ضد كل من تسول له نفسه التجارة بعض المواطنين لأن الخطر سوف يصيب نسبة كبيرة بالعديد من الأمراض أخطرها ما يدمر الكلي والكبد.
أوضح أن هيئة الدواء المصرية تقدم خدمة للمواطنين علي موقعها للابلاغ عن أي دواء أو اعطاء معلومات عنه مؤكداً علي ضرورة عدم شراء أية مكملات من مواقع التواصل الاجتماعي أو العيادات أو المراكز الرياضية فكلها تبيع الوهم والخطر.
د.أسامة حفني استشاري العلاج الطبيعي قال إن الخطر في قضية المكملات الغذائية هو تداولها في الأسواق وخاصة النوادي الصحية وبعض العيادات الطبية وبالتالي فالحصول عليها دون أي وصفة طبية متاح بشكل كبير علي الرغم أن القانون يمنع تداول أي أدوية أو عقاقير إلا في الصيدليات والأماكن المرخصة.
أضاف أن استخدامها يتم في عدة حالات منها تحسين حالة الصحة واللياقة البدنية أو لعلاج بعض الأمراض وتستخدم علي نطاق واسع لراغبي انقاص الوزن أو التنحيف. وكذلك لبناء العضلات وللأسف يتم ذلك دون الاشراف الطبي مما يعرض الأشخاص لعدة أضرار نتيجة للاستخدام الزائد منها حدوث الزمراض الجانبية مثل الغثيان والصداع والاسهال والقلق والأرق والاجهاد.
كذلك تناولها مع بعض الأدوية يحدث تعارضاً وتأثيراً علي الدواء وفي حال تناولها بجرعات عالية من الممكن حدوث تسمم. أيضاً بعضها يؤثر علي كفادة الكبد والكلي وزيادة خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب والسرطان.
أشار إلي أن خطر المكملات الغذائية قد يكون أكبر من فائدتها اعتماداً علي تركيب المكمل وجرعة ومدة تناوله.
أما المكملات الغذائية لبناء العضلات قد تحتوي علي هرمونات تساعد في زيادة الكتلة العضلية وتحسين الأداء الرياض ولكن هذه الهرمونات الاصطناعية يمكن أن تسبب بعض المخاطر الصحية فعلي سبيل المثال هرمون التستوستيرون الاصطناعي الذي يساعد في زيادة العضلات الهرمونات الطبيعية مما يسبب تضخم البروستاتا.
أيضاً المكملات التي تحتوي علي هرمون نمو العظام الذي يمكن أن يسبب زيادة حجم العضلات وتحسين الأداء الرياضي من الممكن أن يؤدي إلي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر والأوعية الدموية.
قال لكل هذه الأسباب نطلق صيحة تحذير لتجنب استخدام أي مكمل غذائي خاصة التي تحتوي علي هرمونات اصطناعية مع ضرورة استشارة الطبيب قبل الاستخدام كما ينبغي اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
ولأصحاب الأمراض المختلفة نؤكد علي ضرورة الحذر عند تناول المكملات الغذائية وبعد الفحص الطبي من الطبيب المختص لتحديد الجرعة المناسبة والنوع المناسب.
أكد أن الشراء يجب أن يكون من الصيدليات لوجود الأنواع المعتمدة والمصرح بها من وزارة الصحة خاصة وأن المكملات تشمل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأعشاب والنباتات وغيرها.
د.دينا عبدالحميد استشاري التغذية بالمعهد القومي للتغذية أوضحت أنه انتشرت في الآونة الأخيرة عدة أنواع من المكملات بهدف زيادة وسرعة النمو ومنح الطاقة للجسم بأشكال مختلفة قد تكون في صور بعض أنواع الحلوي مثل الشيكولاتة أو علي شكل مسحوق يتم اذابته في الماء وهذا أمر خطر وكارثي علي صحة الناس.
أضافت أن الافراط في استخدام بعض الفيتامينات مثل أ ــ د ــ هـ ــ ك في حالة عدم احتياج الجسم لها يتم تخزينها في الجسم وتؤدي لحدوث تسمم.
أما الفيتامينات مثل سي ــ بي فهي تذوب في الماء لكن تؤثر علي الكلي التي تعمل من أجل اخراج الماء الزائد داخل الجسم.
أكدت أن هذه المكملات يجب أن يتم ايقافها فور تحسن الصحة بالطبع إذا كان الطبيب هو من حددها للمريض وهي ليست البديل الآمن عن الغذاء الطبيعي ولكن يضعها الأطباء في حالات معينة.
طالبت بضرورة عدم بيعها خارج الصيدليات لأن الكثير من الأماكن غير المصرح لها تقدم أنواع مجهولة الصنع.
د.فؤاد فريد نائب رئيس معهد القلب السابق أشار إلي وجود أنواع كثيرة من المكملات الغذائية لكن بالطبع ليست كلها الأفضل وبالتالي لابد من مراعاة بعض القواعد قبل تناولها أهمها استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل تناول أي منتج كذلك التأكد من أمان المنتج وخلوه من المواد مجهولة المصدر وتجنب المواد المصنعة أو المركبات الكيميائية.
من المهم الالتزام بالجرعات المناسبة التي يحددها الطبيب لأنها تختلف من شخص لآخر.
أضاف أن تناول أكثر من نوع أو كميات كبيرة منها يمكن أن يسبب اضراراً جسيمة علي وظائف الكلي والكبد.
قال إن الأمر الخطير هو استعمال أنواع من الفيتامينات دون حاجة الجسم إليها مثل فيتامين أ لأن زيادته في الجسم يسبب التسمم.
كذلك بعض الأنواع يتم تخزينها داخل الجسم مما يؤثر علي الصحة بشكل كبير.
د.أحمد عبدالعزيز صيدلي أشار إلي أن المكملات الغذائية يتم تناولها بهدف دعم الصحة وتمكلة النظام الغذائي لكنها ليست بديلاً عن الطعام ويتم استخدامها لإضافة بعض العناصر الغذائية إذا أثبتت الفحوصات والتحاليل نقصها وتعدد أشكالها بين الأقراص والكبسولات والمساحيق وفي كل الأحوال لا يجب استخدامها دون استشارة الطبيب فهي تعامل معاملة الدواء ويجب تحديد الجرعات طبقاً للأعمار والحالة الصحية وينبغي توخي الحذر مع الأطفال والمرأة الحامل لأن لديها آثار جانبية كما أنها تتفاعل مع بعض أنواع الدواء وتسبب هنا بعض الأضرار كذلك من المعروف أن استخدام المعادن تقلل من فاعلية أدوية المضادات الحيوية وهو ما يزيد من فترة العدوي.
اترك تعليق