هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

د. عائشة الغيص: ضرورة تقديم الموروث الشعبي للطفل بشكل يناسب العصر

كيف يمكن إعادة تقديم التراث الشعبي لطفل القرن الحادي والعشرين؟ سؤال طرحته جلسة نقاشية أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ14  من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتحدثت فيها عائشة علي الغيص وهي الناشرة والكاتبة التي صدر لها عدة قصص تعيد إحياء الأمثال والحكايات الشعبية الإماراتية


وعلى هامش ذلك اللقاء تحدثنا  مع الكاتبة عن أهمية التراث الشعبي كمصدر لإلهام وإثراء أدب الطفل.. وقد استفاضت د. عائشة في توضيح الكثير من الجوانب الهامة المتعلقة بعملية اختيار موضوعات ونماذج الموروث الشعبي،   فأكدت في البداية على أهمية ذلك بشرط أن يقدَّم بأسلوب جذاب يناسب ذهنية واهتمامات طفل العصر الحديث.

 
                                        ثلاثة محاور                
وفي سياق الحديث عن تجربتها في الكتابة   أوضحت د. عائشة   أنها تراعي خصوصية الطفل كمتلقٍّ للحكايات والقصص التي تؤلِّفها بالاعتماد على الموروث الشعبي. ولخَّصت تجربتها في استخدام التراث بثلاث محاور: انتقاء الحكايات الشعبية التي تحمل عناصر الغرائبية وإعادة صياغتها بأساليب تخاطب الأجيال، واختيار شخصيات تاريخية مثيرة للاهتمام وسرد حكاياتهم بلغة تلائم الطفل، وتوظيف الأمثال الشعبية في سرد قصصي يشرح القيم الأخلاقية التي تنطوي عليها.
ونصحت عائشة الكاتب بأن يكون ماهراً في تقديم قصص التراث، بحيث يكون الأساس فيها تنمية شخصية الطفل. وقالت: "على الكاتب أن يقرأ قصته بعد كتابتها بعين الناقد، وأن يسعى لتطوير أسلوبه مع مرور الزمن، فالأطفال يشهدون تطوراً متسارعاً تبعاً لتسارع التقنيات الحديثة

قالت أيضا عن كيفية الوصول لعقل طفل القرن الواحد والعشرين: هناك ما يتم تقديمه من التراث كما هو وهناك ما يجب إعادة تقديمه بصيغة جديدة، وهناك ما يمكن تسميته بالموقف الانتقائي للكاتب بمعنى أنه لابد أن ينتقى من الموروث ما هو مناسب للحظة التي نعيشها ولعقلية الطفل ووعيه الحديث ، الطفل اليوم أصبح مطلعا على كل الثقافات وأكبر ما يجذب الطفل في الموروث الشعبي هو ذلك الموروث المحمل بالدهشة والغرائبية ولكن السؤال كيف يتم تقديمها الآن وهل كل هذه الحكايات تصلح الأن للطفل؟

وتضيف د. عائشة لا شك أن بعض الحكايات قد تكون جذابة لكنها لا تصلح مع قيم العصر التي تحض على التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، ولذلك على الكاتب مسئولية كبيرة هي الانتقاء الحسن أو الانتقاء الناقد، وأن نختار من الماضي ما يحفز للمستقبل،

وأضافت: أمر آخر يجب الانتباه له هو تقديم الموروث الشعبي بعيدا عن الجمود والتكرار والمط والتطويل، الذي كان يناسب العصور القديمة وهنا أشير لأسلوب السجع الذي يعد أنسب الأساليب واكثرها جاذبية للطفل وقد طبقت هذا على قصتي " عوشانة والذئب" التي عدت لها بعين الناقد بعد كتابتها وأعدتها بعد توظيف السجع فيها بطريقة مكثفة ورئيسية لتكون أكثر جاذبية للطفل، خاصة أن الطفل له خصائص سيكولوجية ونفسية يجب مراعاتها
القوة البصرية وتأثيرها
وعن القوة البصرية في كتب الأطفال وتأثيرها قالت د. عائشة إن إعادة تقديم التراث شكلا ومضمونا ليست عملية عشوائية ولكنها عملية مدروسة بحيث نأخذ منها ما يفيد المستقبل ولا يسيء للماضي فمثلا عندما نكتب وننشر قصة عن الجدة فلابد أن تقدم الرسوم التي تحفظ للجدة في الذهن حقوقها التراثية من زى كانت ترتديه وحلى تتحلى بها وطريقة تتحدث بها فلا نقدم جدة أخرى غير التي حفظها الموروث لذلك فلابد أن تعكس قصصنا التي تستدعي التراث طبيعة المجتمع الذي تتناوله وتقاليده وعاداته ولغته كذلك، فكيف نرسم جدة مثلا ترتدي زيا لم تكن ترتديه جداتنا فهذا تزييف وعشوائية وتشويه للهوية،





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق