"الضوء الشارد"، "الرحايا" ، "ساحرة الجنوب"، " نسل الأغراب"، "نسر الصعيد "،و فيلم "الجزيرة"... وغيرها من الأعمال الناجحة التي قدمها مصحح اللهجة عبد النبي الهواري ، وكان اخرهم في رمضان الماضي مسلسل "عملة نادرة" مع الفنانة نيللي كريم وجمال سليمان وأحمد عيد، حيث أشاد عدد كبير من الجمهور على لهجة الأبطال .
تحاورت" الجمهورية أونلاين "مع الهواري عن كواليس تحضيراته لـ"عملة نادرة"، ومدي صعوبة اللهجة الصعيدية مع الفنانين، وتعاونه الثاني مع الفنان السوري جمال سليمان، وايضاً عن أقرب الأعمال لقلبه على مدار تاريخه الكبير مع أضخم المسلسلات وكبار النجوم..
أبطال "عملة نادرة" فاجئوني .. قصة المسلسل أكثر ما جذبني
"الضوء الشارد" و "الليل واخره" أعز الأعمال على قلبي
جمال سليمان محتفظ بالهجته السورية .. وهذا ردي على الانتقادات !!
الحمد لله أنا اقدم الأعمال بصدق وحب، وهذا الأمر يصل تلقائياً، وجميع أبطال المسلسل "شاطرين" ولديهم أذن موسيقية، لان اللهجة تحتاج إلى الاذن الموسيقية، وفاجئوني في التحضيرات وخاصة ان اللهجة الصعيدية تختلف من قرية لقرية ومركز لمركز.
قمنا بعمل بروفات عديدة، وجميع الفنانين استجابوا معي ومن كان يقف أمامه شئ اتابعه على انفراد بعد البروفات حتى نصل لما نريد، كما انه تم تغيير بعض الالفاظ الصعبة في النطق على الممثل، وايضاً تكون غير المفهومة للمشاهد بما لا يتناسب مع نفس المعنى الدرامي للعمل، حتى لا يحدث أي خلل .
"الحدوتة الجديدة والمختلفة"، دائما التفتت للجديد الذي يتم تقديمه، لان الجمهور يريد التغيير ويعرف اشياء لا يعلم عنها شئ قبل ذلك .
يجب ان يعلم جميع الصعايدة انه عند تقديمنا لعمل صعيدي لا نصنفه ولا نحدد مكانه، لان كل محافظة لها المفردات الخاصة بها، ونحن نقدم عملاً للوطن العربي بأكمله، لذلك يجب ان تكون كل ألفاظه ومفرداته مفهومة للجميع، حتى يستطيع ان يقدمها الممثل بأدائه ليصل تماما المعنى للجمهور .
بالتاكيد .. الجنسيات غير المصرية تحتاج لتمارين وشغل أكثر، كما إنه يجب ان يتعلم ويعرف تقاليد وعادات البلد حتي يستطيع ان يفهم مفرداتها، كما إنني مع التمارين اقدم لهم طريقة الاداء ليكون سهلاً للممثل فهم الأمر، بالاخير هي عملية درامية بحته .
هذه المرة الثانية في تعاملى مع الفنان جمال سليمان، حيث سبق وتعاونا في مسلسل " حدائق الشيطان" وكان اول عمل يقدمه في مصر، وكان دوراً جديداً عليه، وهذه المرة في "عملة نادرة" كان متمكناً اكثر من اللهجة والتدريبات كانت أسهل، نظراً لانه عاش وسطنا في مصر وتعرف على اللهجة أكثر .
احترم بالفنان جمال سليمان انه محتفظ بلكنته السورية، حتى عند التدريبات على الصعيدي، اصوله السورية أقوي ، فهو بالاخير يقدم الدور المطلوب منه، لا يجب ن نحكم عليه كإنه تربى معنا ، فهو من الاساس لا يتكلم مصري، فبالتاكيد الصعيدي صعب عنده، مع احتفاظه بلهجته، ولكن في المقابل نجد هذا الأمر مختلف مع الفنانة التونسية هند صبري، فهى تتحدث المصري بشكل ممتاز، لذلك عندما تعاملنا في الصعيدي بفيلم "الجزيرة" كان سهل عليها ،والجمهور شعر انها صعيدية حقيقية، فهذا هو الفرق، هناك فنانين يحتفظون بلهجتهم الاصلية، وتكون غالبة عند تجسيدهم أي شخصية أخرى .
بسبب تغيير الكلام في اللسان والاشارات التي يعطيها للمخ، فهذا الأمر صعب لمن يعيش في القاهرة، لغة الجنوب "سخنة وسريعة" ويجب ان يتم نطق كل حرف في الكلمة كاللغة العربية، إذ ان اللهجة الصعيدي هي مزيج بين اللغة العربية والعامية، لذلك تعتمد اللهجة على وسيلة توصيل المصحح لها، فيجب ان يفهم جميع الألفاظ حتى يستطيع تقديم الأداء المطلوب، وروحه تشعر بالحوار لا يكون مثل الراديو .
لا الاثنين.. فأنا لا اقبل إهانة عادات وتقاليد الصعايدة، لانها هي التي تحكمنا، جيل يسلم جيل هذه العادات الموجودة في كل محافظاته، ونحن محافظين عليها ومعتظين بها، فهو أشياء متوارثة، واي مجتمع يفقد عاداته وتقاليده يفقد هويته .
كل محافظة لها مفرداتها الخاصة، لذلك احاول ان اختار الكلمات السهلة السلسة، لان كلما تغير الزمن تتغيز للهجة، وايضاً دخول التعليم فرق كثيراً، زمان كانت الأمية هي الغالبة وبالتالي الألفاظ كانت أصعب.
الحمد لله بيني وبين جميع من عملت معه صداقة كبيرة، نخرج جميعنا من العمل أصحاب، لذلك لا استطيع ان اتحدث عن شخص بعينه، فأنا اقدم افض ما عندي للفنان، لان الدور الصعيدي يضيف للفنان، فهو من الأدوار المؤثرة وسلاح ذو حدين، والصعايدة لا يقبلون بأي شئ ، كما ان مفتاح كل بلد لهجتها .
نعم .. "الضوء الشارد" مع الراحل ممدوح عبد العليم وسميحة أيوب ، وايضاً "الليل واخره" مع الفنان يحيي الفخراني ، ولابد ان نعترف اننا فقراء كتابة، وللأسف التكنولوجيا والابتعاد عن القراءة أثرت بشكل سلبي علينا، ودائما اقول ان " مصر قديمها أحدث من جديدها" ، ودراما زمان كانت دراما المنزل تحترم افراد الأسرة .
اترك تعليق