استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش السودانى، ومليشيا الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، رغم إعلان طرفى المواجهات عن هدنة جديدة لمدة 72 ساعة.
والهدنات القصيرة المتعددة لم توقف القتال، لكنها خلقت ما يكفي من الهدوء لعشرات الآلاف من السودانيين للفرار إلى مناطق أكثر أمانا، وللدول الأجنبية لإجلاء الآلاف من مواطنيها برا وجوا وبحرا.
اشتباكات بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم فى الخرطوم وأم درمان ودارفور
تردى الوضع الإنساني والغذائي في العاصمة السودانية.. نقص كبير في الإمدادات الطبية
ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن شهود، إن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الجمعة، وتعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف، على الرغم من اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة.
ولقى ما لا يقل عن 512 شخصا حتفهم، وأصيب نحو 4200 آخرون، وفر عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم منذ بدء الاشتباكات بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع، في 15 أبريل الجارى.
وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار، هز إطلاق نار كثيف وتفجيرات أحياء سكنية في منطقة العاصمة الخرطوم حيث تركزت المواجهات خلال الأسبوع الماضي. وذكرت "رويترز" نقلا عن مراسلها، إن الدخان الكثيف تصاعد فوق منطقتين في بحري.
وأفاد سكان باندلاع اشتباكات عنيفة في حي كافوري الراقي بالخرطوم، حيث استخدم الجيش في وقت سابق طائرات حربية لقصف قوات الدعم السريع، في المنطقة. كما وردت أنباء عن اشتباكات حول مقر قيادة الجيش والقصر الجمهوري والمنطقة القريبة من مطار الخرطوم الدولي.
وأفاد محمد إبراهيم مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة الخرطوم، بتجدد المواجهات والاشتباكات بأنحاء متفرقة بالعاصمة الخرطوم، فضلًا عن سماع دوى إطلاق نار وهو ما دفع قوات الجيش لإغلاق محطات الوقود لتجفيف منابع الميليشيا لتزويد سياراتهم بالوقود.
وذكر مراسل "القاهرة الإخبارية" أن عناصر ميليشيا الدعم السريع تتواجد بعدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة، وتمارس عمليات تفتيش للسيارات وسرقة ونهب الممتلكات بولاية الجزيرة ومنطقة شرق النيل، وهو ما خلق حالة من الرعب، ودفع المواطنين للالتزام بالبقاء في منازلهم خوفا من التعدي عليهم من قبل العناصر المتمردة.
وأشار إلى أنه رغم عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش السوداني، إلا أن عناصر الميليشيا تتخذ من مساكن المواطنين في الأحياء دروعًا بشرية للاحتماء بها بوسط الخرطوم.
وكشف مراسل "القاهرة الإخبارية" عن نوايا عناصر الميليشيا من البقاء في العاصمة لمحاولة إحكام السيطرة على شوارعها، وتحاول من حين لآخر الاستيلاء على مقر القيادة العامة الذي يسيطر عليه الجيش السوداني.
ونقل مراسل "القاهرة الإخبارية" عن مصدر في الجيش السوادني، أن عناصر الميليشيا تحتمى بعدد من المباني الواقعة في وسط الخرطوم ثم يظهرون فجأة في الشوارع ويطلقون الرصاص بشكل عشوائي، غير أن عددهم قليل، والجيش السوادني في استراتيجيته يستهدف الأعداد الكبيرة من العناصر المتمردة.
وفي أم درمان، المدينة التي تقع على طول نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، أفادت مجموعة احتجاجية بوقوع "انفجارات مستمرة" في منطقة كرري في وقت مبكر من الجمعة.
وأفاد عثمان الجندي مراسل "القاهر الإخبارية" من أم درمان، بوجود خرق للهدنة في مناطق مختلفة حيث تتعرض المدنية لعاصفة من القصف الذي يتركز في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون.
وأضاف مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن القصف وإطلاق النار من أسلحة مختلفة، منها مضادات طائرات ومدافع ودانات تُحدث انفجارات قوية في أنحاء متفرقة من أم درمان، مشيرًا إلى الأدخنة تصاعدت بكثافة في منطقة كافوري التي يتواجد بها أحد معسكرات ميليشيات الدعم السريع وهو ما يرجح وقوع اشتباكات بين الجيش والعناصر المتمردة بعد سماع إطلاق أعيرة نارية.
وفي سياق متصل، لم تلتزم ميليشيا الدعم السريع بتمديد وقف إطلاق النار بعدما شن المتمردون اليوم الجمعة، هجومًا على قوات الجيش السوادني بمنطقة جبل أولياء التي تمكنت من صد الهجوم بنجاح، وكبدته خسائر كبيرة، بحسب ما ذكر مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.
من جهته، قال العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش السوداني، إنه رغم الهدوء النسبي الذي يسود المدن السودانية حاليًا، إلا أن هناك بعض الخروقات للهدنة من جانب ميليشيا الدعم السريع، حيث يوجد قصف على المنطقة المحيطة بمطار الخرطوم.
وأضاف "عبد الله"، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، يوم الجمعة، أنه "من المبكر الحكم على مستقبل الهدنة التي نلتزم بها وبعدم خرقها"، موضحًا أن الميليشيا فقدت توازنها منذ الأسبوع الثاني للاشتباكات.
ويشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان، وميليشيا الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وامتدت الاشتباكات إلى منطقة دارفور غربي السودان، حيث كشفت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، أن الاشتباكات المسلحة بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر خلفت ما لا يقل عن 13 طفلا قتيلا و39 جريحا، فيما تجاوز عدد القتلى المدنيين الــ62 شخصا و383 جريحا.
وأثرت الاشتباكات بشكل سلبي على عمليات توزيع الغذاء في السودان، حيث قال عبده ديانج، أكبر مسؤولي المساعدات للسودان في الأمم المتحدة إنه "لا يمكن فعل الكثير" بخصوص المساعدات الإنسانية.
ولا يزال عدد كبير من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من إجلاء الآلاف. كما يفر المدنيون السودانيون، الذين يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام والماء والوقود، من الخرطوم إحدى أكبر المدن في أفريقيا.
ومع استمرار الاشتباكات، قال الهلال الأحمر السوداني، إن الوضع الإنساني والغذائي خطير جدا، وإن هناك نقص كبير في الإمدادات الطبية بالخرطوم، حيث أوشكت المخزونات الطبية على النفاد، وأطلق مناشدة للحصول على معونات طبية من الخارج السودان.
وتلقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اتصالات هاتفية في إطار المساعي العربية والدولية لحل الأزمة السودانية.
وجاءت الاتصالات من الآلية الرباعية التي تضم دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ومن الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيجاد. وأكد الجميع الوقوف إلى جانب السودان في حل قضاياه وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.
اترك تعليق