انتهت فترة أعياد المصريين، سواء اجازة عيد الفطر المبارك، أو اجازة عيد القيامة المجيد، والتي امتدت لما يقرب الاسبوع، وبدأ الموظفون من اليوم العودة للعمل والتى نتمناها أن تكون عودة بنشاط وهمة لتعود باثارها الإيجابية على زيادة الإنتاج فى كافة القطاعات وحتى يستفيد الوطن من ذلك.
والسؤال: هل يعود المظفون اليوم، إلي أعمالهم: أم يمدون الاجازات حتى نهاية الاسبوع؟!
الخبراء أكدوا أن العودة للعمل بعد إجازة طويلة - لحد ما - لكي تؤتي ثمارها الإيجابية بزيادة الهمة والنشاط للموظفين لها قواعد وشروط لها نتناولها في هذا التحقيق.
يقول الدكتورهشام حتاتة استاذ علم استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، ان العمل يشكل لدي العديد من الموظفين عبئا يوميا في اغلب الاحيان مما يحمله من أعباء ومسؤوليات تقع على عاتق الموظف وضغوط نفسية وعصبية وهذا كله يختلف باختلاف طبيعة العمل وشخصية الموظف وكيفية قضائه اجازته هل كانت مريحة او متعبه ومرهقة فكثير من الناس يشعرون بالارهاق بعد عودتهم من السفر لقضاء الاجازة في اماكن بعيدة عن مقر عملهم ويكونون في حاجة لاجازة اخري حتي يتخلصوا من هذا الشعور.
ويضيف الدكتور حتاته ان الموظفين ينقسمون لنوعين الاول يشعر بالحماس والسعادة لعودته لعمله وهذا النوع الذي يحقق له عمله نوعاً من الترضية والتفوق والاستقرار المادي والمعنوي ويشعر فيه الموظف باشباع رغباته واحتياجاته و ابراز مواهبه وقدراته.
اما النوع الثاني وهو الذي يصاب بإحباط و إكتئاب والضجر من عودته الي عمله لان عمله محبط و لا يمنحه القدر الكافي من الاكتفاء الذاتي او التميز الوظيفي او اشباع رغباته واحتياجاته المعنوية والمادية والاجتماعية.
وطبيعة العمل تحدد نوع الموظف فلو كانت طبيعة العمل تتسم بالمجهود او الرتابة والروتينية بدون القدرة على الابتكار وحل المشكلات وعلاجها وشعور الموظفين ان ليس لهم اهمية او قيمة فهذا العمل يصيب اصحابه بالضجر وعدم الراحة.
اما لو كان العمل يتسم بالتحدي في الانجاز و اظهار قدرات الموظف وإتاحة فرصة على التفكير والابداع حتي لو كانت المهنة شاقة فيشعر اصحاب هذه الوظيفة بالسعادة لعودتهم للعمل بكامل لياقتهم الذهنية والنفسية والجسدية بعد ايام الاجازة.
طالب الدكتور حتاتة كل الموظفين بالعودة النشيطة للعمل بعد هذه الإجازة غير القصيرة والتي كانت كفيلة بشحن بطاريات العزم والتحدي والإرادة وتجديد النشاط مما يصب في خانة زيادة الإنتاج وبالتالي يكون ذلك لصالح الوطن.
يري الدكتور ماهر أحمد عبد العال الضبع أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع جامعة المنوفية، ان الجميع يتطلع لاجازات مريحة ومن المفترض أن تجعلنا نشعر بالسعادة والارتياح، وبالفعل حصل جميع الموظفين على إجازة تقترب من اسبوع وهي فترة كافية تماما لإعادة شحن الإرادة والعزيمة للتركيز في العمل وبالتالي يصب الأمر في النهاية لصالح زيادة الإنتاج ويعود بالفائدة علي الوطن والمواطنين.
وقد اجرت احدي الجامعات الامريكية استطلاع رأي حول أهمية الإجازة جاءت نتيجة الدراسة أن للإجازة آثارا إيجابية وأن حوالي 68% يكون مزاجهم أكثر إيجابية وحوالي 57% يكون لديهم طاقة وحافز أكبر للعمل وحوالي 58% أفادوا بأنهم يصبحون أكثر إنتاجية بعد الإجازة رغم ذلك قال واحد من كل 5 "حوالي 21%" بأنهم يشعرون بالتوتر والإجهاد أثناء الإجازة وقال حوالي 42% إنهم يخشون العودة إلي العمل.
أضاف أنه اذا كانت الإجازة مناسبة دينية قضاها الموظف مع الاهل والاحباب في راحة تامة يكون عودته للعمل حماسية وذلك يعود بالايجاب علي عقليته في زيادة الابداع والتفكير والابتكار والعمل بنفس راضية وذلك بالتأكيد سيكون في صالح زيادة الإنتاج
صدمة العودة
وتقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ مساعد علم النفس السلوكي جامعة بدر، ان الإجازة الطويلة او القصيرة لا تسبب اي مشاكل نفسية بالنسبة للموظف ولكن الذي يسببها ضغوط العمل المستمرة مثل التوتر والإجهاد وعدم وجود موارد كافية لمساعدة الموظفين علي إدارة ضغوطهم بالإضافة إلي ضغوط أخري مثل الأجور الضعيفة وساعات العمل الطويلة والإرهاق المستمر.
قدمت الدكتورة رحاب بعض النصائح للتغلب على صدمة العودة إلي العمل ومن أهمها أن نمنح أنفسنا وقتا بين الإجازة والعودة إلي العمل يتيح ذلك الوقت الاسترخاء واستعادة مزاج العمل تدريجيا بدلا من العودة إلي العمل مباشرة.
يمكن أن يكون جدول المهام مفيدا في أول أيام العودة إلي العمل حتي لو لم تعتده لأنه يساعد على تحديد أولويات المهام دون الشعور بالغرق الكامل في العمل بعد الإجازة مباشرة.
وربما يكون من المفيد أيضا كتابة قائمة بالمشروعات والمهام العالقة قبل بدء الإجازة حتي يسهل علي الشخص إكمالها ومتابعتها بعد العودة مباشرة.
واضافت أن العطلات والإجازات أمر جيد للحفاظ على الروح الودية بين زملاء العمل بعد ساعات عمل طويلة ومرهقة..حيث أنه في كثير من الأحيان لا تتحمل أجسامنا ضغوط العمل وعندها كل ما نريده هو إجازة نشعر فيها بالسعادة والانتعاش والحيوية.. مشيرة إلي أن بعض الشركات أدخلت إجازات على مستوي الشركة لتشجيع الناس علي الاهتمام بصحتهم الجسدية والعقلية.
أوضحت أن خيار الإجازة على جهة العمل قد يكون مكلفا لكنه سيضمن إنتاج أكبر للموظفين حتي لو توقف نشاطه لعدة أيام فالإجازة أداة تحفيزية رائعة لجميع الموظفين إذا تمكنت الشركات من التركيز علي رضا الموظفين فيمكنها زيادة عدد الموظفين الذين سيحتفظون بوظائفهم في نفس الشركة مع كسب فريق عمل سعيد وهو ما يعني إنتاجية ونجاح أكبر.
تؤكد ايضا ان اجازة العيد ترتبط دائمًا بالأجواء العائلية والابتعاد عن ضغوط العمل بالتنزه والسفر إلي المصايف مع الأصدقاء . مشيرةً إلي أن العطلات بمثابة فرص قوية للتعافي من الضغوط النفسية والإجهاد البدني.
أشارت الي أن صحة الموظف النفسية تتحسن خلال فترة الإجازة القصيرة ولكن الآثار الإيجابية لهذه العطلة سرعان ما تتلاشي فور العودة إلي العمل، مؤكدةً أن العطلات باختلاف مدتها الزمنية تحسن من الصحة النفسية والعضوية للموظف كما أن ذكريات الإجازات تعزز بشكل مؤقت من حالته المزاجية وتحميه من الضغوط النفسية في المستقبل.
مهام جديدة
ويقول الدكتور خالد عبد السلام استاذ النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة المنصورة، انه للعودة بهمة وعزيمة بعد إجازة طويلة من العمل بعد نهاية إجازة عيد الفطر والتي امتدت لعدة أيام يجب اتباع بعض النصائح منها تناول أيس كريم أو أي قطعة حلوي أثناء الجلوس على المكتب والتى تساعد عقلك على التركيز والشعور فمفعولهما ايضا يعطي احساساً بالسعادة وبالراحة كما لو كنت في إجازة وحاول بقدر الإمكان تخفيف المهام التي يجب أن تنجزها في أول أيام العمل حتي لا تشعر بالملل وانصح بالبدء بإنجاز المهام القديمة التي لم تستطيع إنجازها قبل الإجازة حتي تتفرغ للبدء في إنجاز مهام جديدة وحاول أن تركز في عملك والإهتمام بأدق التفاصيل والبدء بالمهام البسيطة لإستعادة ثقتك بنفسك من جديد.
طالب الدكتور خالد الموظفين أن يكونوا يدا واحدة خلال العمل لأن الأمر في النهاية يعود على الشركة أو الهيئة أو المصنع بالايجاب وبالتالي يعود علي كل الموظفين بالخير وايضا علي الوطن والمواطنين بصفة عامة، منوها إلي اهمية تحفيز الزملاء بعضهم البعض خاصة أن الإجازة كان دورها الاسترخاء وإعادة شحن العقل والبدن لبداية جديدة كلها همة ونشاط.
تشجيع العاملين
يقول الدكتور طارق عبد النبي عوض سلامه استاذ الموارد البشرية بجامعة القاهرة، ان نوعية الاجازة وايضا نوعية الوظيفة والطبيعة البشرية تختلف وهذا امر طبيعي فاذا كانت الوظيفة تتسم بالمجهود البدني و الذهني والنفسي الذي يعود علي الموظف بعائد مادي مريح وبها تحدي يومي بدون روتين وملل تجد ان الموظف متحمس للعودة للعمل اما اذا كانت العكس تجد ان الموظف يتكاسل ويشعر بالارهاق البدني والنفسي لعودته الي عمله.
وايضا طبيعة الموظف الشخصية تفرض شعوره عند عودته لممارسة عمله فهناك من نجدهم سعداء بالعودة ويشعرون بالنشاط والحيوية و البعض يشعر بالارهاق والكسل والضيق من عودتهم.
وتختلف ايضا طبيعة الاجازة وعدد ايامها ففي المناسبات الدينية المبهجة كعيد الفطر او عيد الاضحي يختلف الشعور عن ايام اعياد اخري مثل عيد العمال ولو كانت الاجازة اختيارية يعود الموظف لعمله بحماس اما لو كانت اجبارية فيتكاسل الموظف وايضا هناك اختلاف بين كيفية قضاء الموظف للاجازة وهل كانت كيفية مريحة تبعده عن الضغوط النفسية والعصبية وبعيدة عن التوتر ام انه كان تحت ضغوط كثيرة جعلته يشعر بالحاجة الي مزيد من الوقت ليستمتع بالاجازة.
أضاف أن كل هذا يؤثر علي الانتاجية وعلي العمل بشكل مباشر فقد لاحظنا ان بعد العودة من الاجازة يتسم رتم العمل بالبطؤربط والرتابة ويتكاسل الموظفين ثم ترتفع وتيرة العمل شيئا فشيئا بالتدريج.
وكذلك طبيعة الادارة والمديرين هل هي ادارة محفزة متفاهمة ام ادارة محبطة فالادارة المتفاهمة المحفزة تشجع العاملين علي العودة بشكل اسرع لأداء اعمالهم بالوتيرة الطبيعية ام المحبطة المتخاذلة تجعل الموظفين يشعرون بالكسل والارهاق بعد عودتهم للعمل.
ولهذا يجب ان يشعر الموظف بأهميته في عمله حتي يتحمس للعودة الي عمله بكامل حيويته ونشاطه مع وجود حوافز ومكآفات تحفيزية والبعد عن النمطية والروتين وزيادة التشجيع هذا يشجع الموظفين على العودة.
اترك تعليق