وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.فأجاب بالآتي:
لو عثر شخص علي شيء ذي قيمة لا يُعرَف صاحبُه. فأخذه. وبحث عن صاحبه حتي اهتدي إليه. فهل له الحق في أن يطالبه بمكافأة علي ما فعل؟
** علي من وجد شيئًا ضائعًا مما له قيمة مالية أن يبادر بتسليمه إلي الشرطة. ولو علم صاحبه فله أن يطلب منه أن يتبرع له بشيء دون أن يشترط ذلك عليه. ولو بذل صاحب الشيء الضائع مكافأة للملتقط ابتداء دون طلب منه فهو جائز أيضًا. وتقدير المكافأة في الحالين موكولى لصاحب الشيء.
استأجرتُ قطعة أرض لأزرعها. فهل زكاتها عليَّ أم علي صاحبها؟ وإذا كانت الزكاة عليَّ فهل تخصم أجرة الأرض قبل إخراج الزكاة أم لا؟ وهل يجوز إخراجها نقدًا؟
** زكاة الأرض المستأجرة تقع علي المستأجر علي رأي الجمهور. وهو ما عليه دار الإفتاء المصرية. وتقع علي صاحبها عند الإمام أبي حنيفة. وأما خصم أجرة الأرض قبل إخراج الزكاة فيجوز عند بعض العلماء. ويري بعضهم وجوب إخراج الزكاة قبل خصم الديون مطلقًا. وهذا الرأي الأخير هو المختار للفتوي. ويجوز إخراج زكاة الزروع نقدًا بقيمة سعرها يوم الحصاد. والأمر في ذلك واسع لا ينبغي التضييق أو الخلاف والنزاع فيه» فإنه لا إنكار في مسائل الخلاف التي وَسِعَ السلفَ الخلافُ فيها.
ما حكم حلقات الذكر الجماعي بصوت عالي وفي مكبرات الصوت داخل المساجد. وكذلك مجالس الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟
** مجالس الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والذكر الجماعي مِن العبادات المشروعة في المسجد وفي غيره. وتبديعُها لا يعدو أن يكون نوعًا مِن البدعة» لأنه تضييقى لِمَا وسَّعه الشرع الشريف. ومخالفةى لِمَا ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين وما جري عليه عمل المسلمين عبر الأعصار والأمصار مِن غير نكير. كما أن الجهر بالذكر في هذه المجالس مشروعى أيضًا. لكن مع مراعاة النظام وأخذ موافقة القائمين علي المساجد» حتي يتم ذلك بشكلي منظمي لا تشويشَ فيه علي المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالي» وذلك استِرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "لا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَي بَعْضي بِالْقُرْآنِ".
ما هي حقوق المطلقة قبل الدخول؟
** للمُطَلَّقة كاملَ ما اشترته هي أو أهلُها. وعلي المُطَلِّق لها نصف مُؤَخَّرها. ونصف الشبكة. ونصف القائمة إن كان مُتفقًا علي أنها مِن المَهر.
هذا إذا لم يكن الزوجان قد تراضيا علي خلاف ذلك. فإن فَعَلَا ذلك فلا مانع شرعًا من إنفاذ ما تراضيا عليه. إلا أنه يَحرُم علي الزوج شرعًا أن يَعضُل المرأةَ -أي يُسِيءَ مُعاملتها أو يتركها مُعَلَّقةً- حتي يُجبرها علي التنازل عن حقوقها.
ما حكم مضغ الطعام بصوت مسموع؟ أو التحدث والفم مملوء بالطعام.
** من آداب الأكل ومحاسن الذوق أثناء تناول الطعام: ضمَّ الشفتين أثناء المضغ. وتجنبَ إحداثِ صوت عند المضغ والشرب. وتجنب الكلام عند امتلاء الفم بالطعام» حفاظًا علي مشاعر الآخرين. وعلي المسلم أن يتحلي في سلوكياته وأفعاله بمحاسن الآداب وكريم الخصال التي تجعله صورةً راقية لدينه وأمته. كما أن عليه أن يراعي آداب الذوق العامة التي تستحسنها العادات والأعراف المجتمعية ما دامت لا تخالف الشريعة الإسلامية. وأن يتجنب في أفعاله وسلوكه ما قد يسبب الانزعاج أو الضيق لمن حوله.
ما حكم زرع العدسات الملونة حيث إنني جراح عيون وترد لي الكثير من الطلبات لكي أقوم بزرع عدسات داخل العين تؤدي إلي تغيير لونها؟
** أباح الشرع للمرأة المسلمة الزينة الظاهرة. فقال تعالي:پ"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"پونص العلماء والمفسرون علي أن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان. وهذا يقتضي أن استعمال العدسات اللاصقة أمر جائز شرعًا» لأنه من زينة الوجه الظاهرة المسموح بها» كالكحل وتحمير المرأة وجهها وغير ذلك مما يدخل في الزينة الظاهرة.
ولا يُعَدُّ ذلك تغييرًا لخلق الله تعالي» لأنه من قبيل صبغ الشعر. إلا أن الفرق بين العينين والشعر: أن العينين من الوجه وهو جائز الكشف. وأما الشعر فيمنع كشفه لغير المحارم والزوج. ولكن المشابهة إنما هي في عملية التلوين التي تُمنَع رؤيتها في الشعر للأجانب ولم تعد مع ذلك من تغيير خلق الله.
وإذا كان استعمال هذه العدسات جائزًا للمرأة كان زرعها جائزًا لها أيضًا. وذلك بشرطينالأول: ألا تكون بغرض التدليس والتغرير بمن يخطبها.. والثاني: ألا يكون فيها ضرر عليها.
اترك تعليق