بقلم : بسنت شعراوى
ان تقدم الدول يأتي بتقدم الأمم وتقدم الأمم يأتي بتوافر الوعي والثقافة بين ابناءها، الوعي الذي يبنى عليه كل جوانب الحياة، وفي اطار تدشين جمهورية جديدة قائمة على بناء الإنسان والدولة معا تأتى أهمية الحوار الوطنى والسياسى الذى دعت إليه القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022، من أجل مشاركة الجميع فى مواجهة التحديات وصنع مستقبل مشرق، والذي يعد نافذة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، في شتى ابعادها سواء كان بُعد اقتصادي، اجتماعي او بيئي ..

ليأتي الحوار الوطني ويبروز ويثمن تلك الرؤية بالبعد السياسي ايضًا، ويعلي راية الوعي والثقافة والتحضر في أسمي صورة لها.

بالإضافة الي ذلك فإن تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتكافؤ المجتمعي لابد له من سياسة ممنهجة تحكمه، ذات اساس قوي ومخطط ومرجع للعمل من خلاله، لمعرفة المشكلات واسبابها وكيفية التغلب عليها، وهذا تماما ما يسعى له الحوار الوطني حيث يضم كافة هيئات المجتمع والأحزاب والكيانات السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والتيارات الشبابية والرموز الفكرية والثقافية والقيادات الطبيعية للمشاركة في حوار وطني فعال وثري بافكار وثقافات و رؤى مختلفة.

مما يؤكد حرص مصر علي التنمية والسعي المستمر لإقامة نظام ديموقراطي أكثر تطورًا، للنهوض بالدولة عن طريق التشبيك وتوحيد الرؤى ودمج الجهود المصرية لدعم الدولة المصرية، في مواجهة التحديات المتزايدة خاصة الاجتماعية والاقتصادية، وخلق جسور للتواصل بينها وبين المواطنين، مما يخدم الصالح العام والأهداف المشتركة، وإثراء للوعي وجعله شعارًا لدولة يحكمها أهلها.

ومن المترقب ان يجني الحوار الوطني ثماره ويحقق نتائج فعالة، وتطور نوعي مهم للحياة السياسية في مصر، ومخرجاته علي قدر كبير من الأهمية لحاضر مصر ومستقبلها، وتحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030.

أن الدولة تبذل جهدًا كبيرًا لتؤكد ان الحوار الوطني يمشي قدمًا في طريق الإنجاز وتحقيق المرجو منه، وذلك يبرز اكثر من خلال الترشيحات التي تأخذ بعين الاعتبار في كل جلسه منعقده، مثل: الإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا رأي، وغيرهم المحبوس الاحتياطية والسماح لبعض المفرج عنهم بالمشاركة ضمن قائمة «العفو الرئاسي»، والأخذ بالاعتبار فيما يتعلق بالتعديل التشريعي، الذي يسمح بالإشراف الكامل من الهيئات القضائية على العملية الانتخابية، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي  الحكومة والأجهزة المعنية في الدولة بدراسة هذا المقترح وآلياته التنفيذية، وتطبيق توصية مد الإشراف القضائي على الانتخابات؛ ما يؤكد متابعة الرئيس المستمرة للحوار الوطني.

وفي ذات السياق، نجد اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتفعيل دور الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة فى دولة يشكل فيها الشباب الجانب الأعظم من عدد سكانها، وحرصه على تمكين الشباب من المشاركة الجادة خلال فعاليات الحوار الوطني، فهم بمثابة البنية الاساسية للمستقبل، فتقدم الدول يأتي بسواعد أبناءها.

ختامًا فأن الإصلاح السياسي والديموقراطي سيؤثر إيجابيا بالنسبة لمواجهة العنف والارهاب، وسيجذب المواطنين لصف العمل السياسي السلمي ونبذ العنف، كما إن تحقيق العدالة الاجتماعية وإشاعة الديموقراطية في الحياة السياسية وفي أجهزة الإعلام، وتطوير النظم التعليمية وتوفير فرص عمل للشباب، كلها إجراءات ضرورية لمواجهة الاٍرهاب مع تطبيق القانون بحسم ضد من يخرج عليه، كما اننا لأ ننظر إلى الفساد باعتباره نوعا من الانحراف الاخلاقي فقط، بل نلاحظ أن له أبعادا اجتماعية، ومن ثم فإن مواجهته بحسم وبأساليب علمية تشمل تطوير التشريعات والرقابة الشعبية وتحقيق الشفافية والعلانية للنشاط الاقتصادي والسياسي سوف تساعد على حماية الاقتصاد الوطني وضمان كفاءته.