وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. فأجاب بالآتي:
حلفتُ يميناً علي ألَّا أفعل شيئًا معيَّنًا. لكنِّي نسيت وفعلته. فما الحكم وهل تلزمني الكفارة؟
** من حلف علي فعل شيءي أو تركِهِ ثم فعل خلاف ما حلف عليه ناسياً. فإنَّه لا يحنث ولا تلزمه الكفارة مطلقاً. وذلك لعموم الأدلة التي تؤكد رفع الإثم عن الناسي وأنَّه لا جناح علينا إلَّا فيما تعمَّدت قلوبنا. وهذا مذهب متأخِّري المالكية والشافعية في الأظهر. والحنابلة في رواية عندهم.
فالمختار للفتوي أنَّ مَن فعل المحلوف عليه ناسياً لا يحنث ولا تلزمه الكفارة مطلقاً. وذلك لعموم الأدلة التي تؤكد رفع الإثم عن الناسي وأنَّه لا جناح علينا إلَّا فيما تعمَّدت قلوبنا. ولأنَّ النسيان لا حكم له في الشرع.
ما حكم تهذيب المرأة لحاجبيها. وهل يختلف الحكم بين المتزوجة وغير المتزوجة. وهل يدخل ذلك في النهي عن النَّمص ولعنِ مَن تفعل ذلك أو ترضاه كما ورد في الحديث الشريف؟
** يجوز للمرأة شرعاً تهذيبُ حاجبيها بأخذِ الزائد عليهما. خصوصاً إذا كانا مُنَفِّرَين أو غير مألوفَين. كأن يكون الشعر خارجًا عن حدود الجزء الذي ينبت فيه. أو ممَّا يطولُ فيؤذي العين. ولا يختلف الحكم بالنسبة للمتزوجة عن غير المتزوجة. بشرط ألَّا يكون ذلك بغرض التدليس والتغرير بالخاطب. ولا يدخل ذلك تحت النهي الوارد في النَّمص ولعنِ مَن تفعله أو ترضي به.
ما حكم لُبس الثياب البيضاء للمرأة التي توفي عنها زوجها في أثناء مدة الحداد عليه؟ وهل تنحصر ثياب الإحداد في الثياب السوداء؟
** الحِداد الشرعي للمرأة عند وفاة زوجها يكون بترك الزينة في الثياب. والطيب. والحلي. وما في معناها. وقد قرَّر الفقهاء أنَّه ليس هناك لونى مخصوص للثياب التي تلبسها المرأة المُحِدَّة. وإنما المعتبر في ذلك هو كونه زينة من عدمه» فما كان بقصد الزينة مُنِع. وما كان بخلافه فلا يُمنع. والضابط في هذا هو العُرف.
ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟
** يُشرَعُ الدخول علي الميّت وتقبيله وتوديعه. بل ذلك من هدي السنة النبوية المشرفة. وفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
يستوي في ذلك وقوع التقبيل قبل التكفين وبعده. ما لم يترتب عليه مفسدة» كحدوث جزعي أو فزعي ممن يدخل عليه. أو تغير جسد الميت أو وجهه لمرضي أو غلبة دمي أو نحوه» سدًّا للذريعة وخوفًا من سوء الظن به ممن يجهل حاله.
اترك تعليق