بقلم - د . عادل السيوي
ليلة القدر من أفضل النعم التي وهبنا الله إياها، وهي فضل لا يوازيه فضل ومنة لا يقابلها شكر ، ليلة قدرها جليل وليس لها مثيل ويضاعف الله فيها العمل القليل.
والحكمة من إحيائها تذكر نعمة الله علينا بإنزال القرآن الذي فيه هدى للناس ، و سميت بليلة القدر لعظيم قدرها وشرفها ، ولأن من فعل الطاعات فيها صار ذا شرف وقدر ؛ وأن الله أنزل فيها ملكًا ذا قدر بكتابٍ ذي قدر على رسول ذي قدر واختص بها أمة ذات قدر ؛ ولأن الله يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم} .
ومن فضائلها أن الله أنزل فيها القرآن ، وأنزل في فضلها سورة كاملة تُتلى إلى يوم القيامة ، وجعل العمل فيها خيرًا من ألف شهر ، وينزل فيها جبريل ومعه الملائكة إلى الأرض يؤمِّنون على دعاء المصلين والعابدين إلى وقت طلوع الفجر ، وهي ليلة أمن وسلام فلا يقدر الله فيها إلا السلامة ؛ و من حُرِم خيرها فقد حُرِم ، ومن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
وليلة القدر خاصة بأمة سيدنا محمد ﷺ لم تشاركها أمة من الأمم فيها ، وهذا فضل من الله ومنة على هذه الأمة .
والمشروع في ليلة القدر ثلاثة أمور: تحريها والتماسها ، و قيامها ، و الدعاء فيها بما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها قال: (قولي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّي)
وكي تدرك ليلة القدر عليك بالقيام مع الإمام حتى ينصرف فمن فعل ذلك كتب له قيام الليلة كاملًا ، وقراءة القرآن، ، والإكثار من الذكر و الدعاء..
واجعل جُل همك فى ليلة القدر صلاح دينك وآخرتك ودنياك ، ولا تجعلها لدنياك فقط دون الآخرة ، فالكثير يترصد ليلة القدر ليطلب فيها الدنيا غافلاً عن الآخرة. ، وليتب إلى الله من وقع له هذا الخاطر السيّئ . فإن الله يقول في كتابه العريز: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيب}
اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
اترك تعليق