هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار

 المطلب بن أزهر .. هاجر للحبشة ومات فيها فوقع أجره على الله

المطلب بن أزهر بن عبد عوف العدوي الزهري ..رضي الله عنه صحابي من السابقين الاولين سطع نور الايمان في قلبه مبكراً فنطق بشهادة الحق أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسلمت معه زوجته رملة بنت أبي عوف السهمية رضي الله، وهاجر المطلب مع زوجته رضي الله عنهما، إلى الحبشة في الهجرة الثانية وهناك ولدت له ابنهما عبدالله، وتوفي المطلب رضي الله عنه في الجبشة ودفن هناك.


تعرض المسلمون الأوائل للتعذيب والقتل والتشريد. تعقب كفار قريش كل من أسلم وجهه لله سبحانه وتعالى ومنهم المطلب بن أزهر رضي الله عنه. فنال المؤمنون المستضعفون منهم اذى كبير، لما رأى رسولُ الله عليه الصلاة والسلام ما يصيب أصحابـه من البلاء وما هو فيه من العافية؛ لمكانه من الله ومن عمِّه أبي طالب وأنَّه لا يقدر على أن يمنعهم ممَّا هم فيه من البلاء؛ قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشـة؛ فإنَّ بها مَلِكاً لا يُظْلَم عنده أحدٌ وهي أرض صِدْقٍ حتَّى يجعل الله لكم فرجاً ممَّا أنتم فيه".

لم يتمكن المطلب بن أزهر رضي الله عنه من الخروج مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا من مكة مخافةَ الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم. فكانت أوَّل هجرةٍ كانت في الإسلام في رجب سنة خمس من البعثة، وبلغ عدد المهاجرين أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وأنهم انتهوا إلى البحر ما بين ماش وراكب فاستأجروا سفينة بنصف دينار إلى أرض الأحباش؛ أرض أمان وسلام. وقد جاء أمر النبي ابتغاء الأجر والحفاظ على الدعوة بعد نزول قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) الآية 41 سورة النحل

وبعد ثلاثة أشهر فقط، سمع المهاجرون اخبار عن إسلام قريش وسجودها مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما قرأ سورة النجم، فظنوا انهم قد أصبحوا في أمان من أذى قريش، فلما عادوا إلى مكة وجدوا بأن أذى قريش وتنكيلها بالمسلمين لم يتوقف، بل ازداد واشتد، وأصبح أمر بقائهم في مكة صعباً للغاية، خصوصاً بعد أن استعانت قريش بالقبائل الأخرى، لملاحقة المسلمين وإيذائهم.

وبعد اشتداد أذى مشركي قريش أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة ثانية فخرجوا وفي السنة السادسة من البعثة، وكان عددهم في المرة الثانية ثلاثة وثمانين رجلًا وتسع عشرة امرأة، وكان معهم المطلب بن ازهر وزوجته، ولكن الهجرة في هذه المرة كانت أشق وأصعب من سابقتها، حيث تيقظت قريش لها، وقررت إحباطها ، لكن المسلمين كانوا قد أحسنوا التخطيط والتدبير لها ويسَّر الله لهم السفر ، فانحازوا إلى نجاشي الحبشة قبل أن تدركهم قريش، وكان على رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم اجمعين.

وفي أرض الاحباش، رُزق الصحابي الجليل المطلب بن أزهر وزوجته رملة بنت أبي عوف السهمية رضي الله عنهما بولدهما عبدالله، وبع ذلك مات بفترة قصيرة مات المطلب بن ازهر رضي الله عنه في الجبشة مهاجراً  ليقع أجره على الله عز وجل كما جاء في القرآن الكريم ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الآية 100 سورة النساء

وبذلك حاز المطلب بن أزهر وزوجته وكل من هاجر معهما فضل السبق بالهجرة وهو ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: ودخلت أسماءُ بنت عُمَيس – وهي ممَّن قدم معنا – على حفصةَ زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم زائرةً، وقد كانت هاجرت إلى النَّجاشيِّ فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة – وأسماء عندها – فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماءُ بنت عُمَيس، قال عمر: الحبشيةُ هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم، قال: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقُّ برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم، فغضبت وقالت: كلا والله! كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنَّا في دار – أو في أرض – البُعَداء الْبُغَضَاءِ بالحبشة، وذلك في الله، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم. وايمُ الله لا أطعَمُ طعاماً، ولا أشربُ شَراباً، حتَّى أذكر ما قلتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن كنا نُؤْذَى، ونُخاف، وسأذكر ذلك للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأسأله، والله! لا أكذب، ولا أزيغ، ولا أزيد عليه.

فلـمَّا جاء النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبيَّ الله! إنَّ عمرَ قال: كذا، وكذا. قال: «فما قلت له؟» قالت: قلتُ له: كذا، وكذا. قال: «ليس بأحقَّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ، ولكم أنتم أهل السَّفينة هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى، وأصحاب السَّفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث، ما مِنَ الدُّنيا شيءٌ هم به أفرحُ، ولا أعظم في أنفسهم ممَّا قال لهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

وكانت مدة إقامة المسلمين في الحبشة في الهجرة الثانية حوالي عشر سنوات أو أكثر رضي الله عن الصحابة اجمعين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق