نعيم النحام رضي الله عنه .. صحابي جليل بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وهو من أوائل من دخل الايمان قلوبهم وأسلم قبل دخول النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم. ويقال إنه أسلم بعد عشرة أنفس وظل في مكة فترة من الوقت وهو يكتم اسلامه، حتى لعب دورا مهما في ابعاد عمر بن الخطاب عن إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك سبباً في دخول الفاروق عمر رضي الله عنه الإسلام، ذهب مهاجرا إلى المدينة ومعه أربعون من أهله فعانقه النبي وقبله.
أُطلق عليه لقب "اللحام" لان النبي قال انه سمع نحمة من نعيم في الجنة
كان جواداً كريماً ينفق ويرعى الايتام وهاجر للمدينة مع 40 من قومه بعد ان أعلنوا اسلامهم
نجح في ابعاد عمر بن الخطاب عن إيذاء رسول الله وكان ذلك سبباً في دخوله الإسلام
زوجه النبي من زينب بنت قسامة طليقة أسامة بن زيد واستشهد يوم اليرموك
هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. وسُمي النحام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها». والنحمة السعال والنحنحة الممدودة. وكان معروفا بإخلاصه الشديد للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم.
كان للصحابي الجليل نعيم النحام رضي الله عنه موقف عظيم مع عمر بن الخطاب قبل إسلامه، فكان له الفضل بعد الله تعالى في ابعاد عمر بن الخطاب عن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما قابل نعيم الذي كتم إسلامه خوفًا من الأذى عمر بن الخطاب حينما كان متوشحًا سيفه يريد الرسول الكريم ورهطًا من أصحابه، فعلم أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا.
قال له نعيم: "أين تريد؟"
قال عمر: "أريد محمدًا هذا الصابئ الذي قد فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها؛ فأقتله".
قال له نعيم: "والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم".
قال عمر بن الخطاب بعد أن سمع هذا الكلام: "وأي أهل بيتي؟"
قال نعيم: "ختنك (زوج اختك) وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة بنت الخطاب؛ فقد أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما". وتراجع عمر بن الخطاب عن موقفه وذهب إلى أخته وختنه لينظر أمرهما وكان هذا الموقف سبباً في تبدل عمر بن الخطاب وخضوعه لدعوة الحق فذهب إلى حيث يجلس النبي مع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم ونطق الشهادتين ويصير الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل.
كان نعيم النحام رضي الله جواداً كريماً يمتلك قلباً نابضاً بالرحمة يحرص على العطف على الايتام والارامل والفقراء، فكان ينفق أمواله على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم. وعندما اذن الرسول لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة قرر نعيم الانضمام إلى قافلة المهاجرين فمنعه قومه وقالوا له: "أقم عندنا على أي دين شئت وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا، فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعًا دونك". فمنعوا عنه اذي المشركين.
وبعد عدة سنوات هاجر نعيم النحام رضي الله عنه إلى المدينة المنورة وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه 40 رجلاً من قومه دخلوا الإسلام ونطقوا بالشهادتين على يديه فاستقبله النبي عليه الصلاة والسلام واحتضنه وقبله. وروي ان الرسول الكريم له حين قدم عليه نعيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قومك يا نعيم كانوا خيرًا لك من قومي لي».
قال نعيم: "بل قومك خير يا رسول الله".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قومي أخرجوني وأقرك قومك».
فقال نعيم: "يا رسول الله قومك أخرجوك إلى الهجرة وقومي حبسوني عنها".
وكانت هجرة نعيم عام خيبر وقيل بل هاجر في أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حتى كان قبل الفتح.
تمتع نعيم النحام رضي الله عنه بمكانة خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نعيم يحب لنبي حباً جماً، وتمتع بذكاء وفطنة جعلته يفهم ما يريده رسول الله من مجرد النظرة دون أن يعلن ذلك بشكل واضح. وقد روي أن أسامة بن زيد كان متزوجاً من زينب بنت قسامة، ولكنه طلقها وهو ابن أربع عشرة سنة.
فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: "من أدله على الوضيئة الغنين (القليلة الأكل) وأنا صهره: وكان ينظر إلى نعيم عبد الله بن أسيد رضي الله عنه.
فقال نعيم: "كأنك تريدني"
فقال الرسول: "أجل"
فلم يتأخر نعيم عن طاعة رسول الله وتزوج من زينب بنت قسامة بعد انتهاء عدتها، فأنجب منها إبراهيم بن نعيم.
استشهد نعيم الفحام يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عن صحابة رسول الله اجمعين.
اترك تعليق