محمد صبحي الغنيمي - كفر الشيخ :

كيف تستطيع مصر تحقيق الإكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية؟

تعد قضية الاكتفاء الذاتي من الغذاء هدف رئيسي للدولة.

 ألا أن هذا الهدف ليس سهلا بل يحتاج الي تضافر الجميع من أجل تحقيقه وفي مقدمة ذلك إعطاء القطاع الزراعي الأهمية التي يستحقها ضمن جدول أولويات الحكومة بزيادة نسبة الاستثمارات الموجهة له.

 حيث تعتبر نسبة الاستثمار في هذا المجال منخفضة بكل المقاييس خاصة في مجال الإنفاق علي البحث العلمي.

 كما انه من غير المعقول أن تكون مصر في صدارة الدول المستوردة للقمح في العالم، بينما سجل أجدادنا الفراعنة علي جدران المعابد طريقة زراعة وحصاد القمح.

 الأكتفاء الذاتي يقصد به أن يعتمد بلد ما على إمكانياته الخاصة للحصول على إحتياجاته من السلع الإستهلاكية والإستثمارية.

 بهدف التقليل من مستوي التبعية السياسية والإقتصادية للدول الآخري.

وبالتالي تحقيق درجة أعلي من الاستقلالية في قراراتها ومواقفها الدولية والداخلية.  الاكتفاء الذاتي لايعي بأي حال من الأحوال وقف التبادل التجاري مع الدول الآخري.

 وإنما إعداد وتأمين شروط داخلية ووطنية لتحقيق ربحية أعلي للتبادل الاقتصادي عبر قنوات تقسيم العمل الدولي وذلك رغبة منه في تنمية الانتاج المحلي كمياً ونوعياً.

 أنه مما لاشك فيه وجود فجوة غذائية في مصر ويجعلها تستورد ما يقرب       ٨٠٪ من الغذاء، وهو ما يصعب الوصول إلى مستوي الإكتفاء الذاتي.

 ولكن هل المشكلة تتمثل في نقص المعروض الغذائى فقط؟

  لا لأن انخفاض الوعي الاستهلاكي لدي العديد من المواطنين يؤثر أيضاً على زيادة الطلب وتقليل مستويات الاكتفاء الذاتي.

لابد من وضع استراتيجية لتحقيق الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي عن طريق مجموعة من الخطوات:-

- دعم الفلاح المصري واهتمام الدولة بقطاع الزراعة وزيادة المخصصات للبحوث والتطوير في هذا القطاع مع إتاحة الفرصة للشباب بشكل أكبر للدخول في المشروعات القليلة والمتوسطة في قطاع الزراعة.

- خلق الوعي الإستهلاكي بين المواطنين والعمل علي الحد من العادات السيئة المنتشرة في مجتمعنا التي تساهم في خلق سياسة الإسراف في الغذاء.

-العمل علي مواجهة الزيادة السكانية.

- إقامة المشاريع المشتركة بين القطاع العام والخاص لتحقيق الأمن الغذائي.

- السعي لتحقيق الزراعة التعاقدية واستهداف زيادة الانتاج من المحاصيل الإستراتيجية.

 ان قضية تحقيق الأمن الغذائي تمثل أحد أهم القضايا المتعلقة بالتنمية الزراعية في مصر وتواليها وزارة الزراعة أهمية كبيرة.

 وأنا أقصد هنا بالأمن الغذائي أن يحصل الإنسان في جميع الأوقات وجميع الأماكن علي مايريده من غذاء صحي وآمن.

الإنتاج المحلي:-

 أن من أهم الشروط لتحقيق الأمن الغذائي هي قدرة الدولة علي توفير احتياجاتها من السلع الغذائية من خلال الانتاج المحلي للمحاصيل وتكملة الفائض من الاستيراد.

 مفهوم الاكتفاء الذاتي هو مفهوم متداخل ومتقاطع عن مفهوم الأمن الغذائي ويؤدي ارتفاعه من مختلف السلع إلي زيادة درجة تحقيق الأمن الغذائي لذلك المفهومين غير متطابقين.

 والمثال علي ذلك ان مصر تحقق الإكتفاء الذاتي الكامل لمجموعة الخضر والفاكهة مع وجود فائض للتصدير وتحقق نسبة الإكتفاء الذاتي للبيض بنسبة ٧٠٪  من الدواجن والألبان واللحوم الحمراء. . اما السلع التي تنخفض فيها نسبة الإكتفاء الذاتي إلي حد كبير هي مجموعة الزيوت النباتية والمحاصيل الزيتية ولا تتجاوز ١٥٪ وذلك لعدم وجود سياسات تسعيرية تشجع المزارعين على زراعتها. .وعدم وجود تعاقدات مع المصانع للإستلام.

ايضاً أن نسبة الإكتفاء الذاتي من القمح تتجاوز ٥٠٪ بقليل، وتعمل الدولة جاهدة علي رفع نسبة الإكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية المهمة من خلال وجود سياسة سعرية واضحة وعادلة من المحصول عن طريق اعلان سعر الضمان قبل زراعة المحصول.

  يمكن تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح من خلال زراعة العلف البديل وإنتاج السلاج الذي يمكن له أن يحل محل البرسيم المنافس الرئيسي للقمح علي الموارد الأرضية في الدورة الشتوية  لكي تقلل من الضغط علي البرسيم الذي يفضل المزارع زراعته عن القمح.

 كما ينبغي أيضاً تطبيق السياسة السعرية الواضحة  العادلة والمضمونة للمزارع لمحاصيل البذور الرئيسية مثل عباد الشمس وفول الصويا. .ايضاً الإكتفاء الذاتي من البقوليات مثل العدس والفول منخفضة جداً في مصر نظراً لإصابته بمرض الهلوك لذلك نسبة استيراده من الخارج عالية جداً. لذلك تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الإستراتيجية والأساسية المهمة تساعد علي حل الأزمة ولي تعقيب في ذلك أن الانسان عندما تتوافر له عوامل الراحة والنجاح فإنة يبدع ويبتكر.. أيضاً لابد من استخدام التكنولوجيا الحديثة والميكنة الزراعية الحديثة  ليست التقليدية في كافة عمليات الزراعة لأنها توفر وقت وجهد، وتساعد علي القضاء علي الآفات والحشائش والأمراض التي تصيب المحاصيل.

 فالعالم الآن يتجه إلى إستخدام الروبوتات وتكنولوچيا المعلومات، ويتحول المزارعين في العالم المتحضر إلي مبرمجين وخبراء في تحليل البيانات في ظل التحديات العالمية للإنتاج، هذا يساعد علي تحقيق مزيداّ من الإكتفاء الذاتي.

 وتوفير وقت وجهد، واستنباط أنواع جديدة من المحاصيل التي تساعد علي وفرة من الإنتاج الزراعي.