هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

احتفال يليق بالتضحية..  في ذكرى العاشر من رمضان
شريف عبد الوهاب
شريف عبد الوهاب

كان حفل إفطار مشايخ سيناء ولقاء مقاتلي الجيش المصري شرق قناة السويس على أرض سيناء الغالية، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط أبنائه، مصدرا لسعادتي، وتوقفت عند كلمة في خطابه حيث قال:


"القتال الذي تم على أرض سيناء ضد الإرهاب، لا يقل عن أي قتال قامت به مصر في معارك سابقة واللي إتعمل في الحرب دي لا يقل عن انتصار أكتوبر".
 بالفعل الحرب ضد الإرهاب لا تقل عن المعارك السابقة ولا تقل عن حرب السادس من أكتوبر،
من المؤكد أن حرب أكتوبر العاشر من رمضان هي عبقرية وإبداع بكل المقاييس، سواء في التخطيط أو في التنفيذ وكانت من قبلها حرب الاستنزاف التي اعتبرها الخبراء العسكريون هي بداية حرب أكتوبر، وكان هناك بطولات وأبطال صنعوا هذا النصر العظيم، بعد هزيمة قاسية في 67 تصور العدو بعدها أن مصر لن تقف من جديد، وتأتي حرب أكتوبر العاشر من رمضان، لتسترد مصر الكرامة والعزة والكبرياء قبل أن تسترد سيناء الغالية، ليأتي الاختبار الأشد صعوبة، وهو الحفاظ على الوطن،
لأن العدو هنا كان خفيا وإستطاع أن يشق صفوف أبناء الوطن بأفكار مغلوطة، ظهر ذلك في عام 2014 وجدنا تحالفات إرهابية، وتمويلات ضخمة، وعمليات على نطاق واسع في كافة المحافظات المصرية جاءت ردا على سقوط جماعة الإخوان عن حكم البلاد جراء الثورة الشعبية في 30 يونيو، وكان لسيناء النصيب الأكبر منها، حيث وضعها الإخوان في قلب خطة إرهاق الأمن المصري، وبوابة لأحلام العودة إلى الحكم.
وكان الإرهاب أحد أهم التحديات التي واجهت مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ووفق تصريحات سابقه له، "فإن الإرهاب كان أخطر التحديات التي تقوض مصر نحو تحقيق الاستقرار والتنمية، وأن الدولة المصرية بذلت جهودا مضنية من أجل الانتصار في هذا الملف".
وكانت الجماعات الإرهابية غير مسبوقة جمعت بين قوى مختلفة غير متوافقة في الأفكار، لكنها اتفقت على هدف واحد هو إسقاط مصر. لذلك وجدنا نزيف الدم في جميع محافظات مصر، عمليات إرهابية وصلت إلى قلب العاصمة، واستهدفت مؤسسات عسكرية ومدنية وصلت لحد تنفيذ عملية إرهابية أمام معهد الأورام لعلاج مرضى السرطان.
وكان هناك مواجهة أخرى مواجهة الفكر المتطرف فكان لا بد من تجديد الخطاب الديني ولتغيير الأفكار المتشددة المتجذرة في بعض المجتمعات داخل البيئة المصرية.
نعم كان يصعب تغير الأفكار، لكن كان لابد من إقامة ندوات ومناقشات وبرامج لتكشف هذا الفكر المتطرف وإحياء الوعي، فكانت المسلسلات والأفلام منها مسلسل( الاختيار) و أفلام منها فيلم (الممر) ونجد في يوم الشهيد المصري... القائد الحقيقي للمجموعة 39 في فيلم الممر أمامنا، وتكريم أسر الشهداء الذين ضحوا بأبنائهم من أجل مصر، فإذا لم يكن لتلك الأعمال دور في تغير الأفكار، فهي لها دور كبير في وقف نزيف الأفكار المشوشة باسم الدين حتى لا تدخل في عقول الشباب من جديد،
وكان لابد من وقف نزيف الدم الذي استباحه الإرهاب فكانت المواجهة الأمنية، وكان هناك اختبار حقيقي يتعلق بمدى قدرتنا على تحقيق الاستقرار الذي يستحيل تحقيقه في ظل استمرار العمليات الإرهابية، لذلك فإن نجاح مصر في هذا الملف بالتزامن مع خطة التنمية المستدامة، ساعد في عودة القوة الإقليمية والنفوذ الدولي لمصر، وهو أيضا عامل قوة في منظومة التعاون مع الدول الأخرى وإبرام تحالفات استراتيجية على المستويين السياسي والأمني،
وكان احتفال مصر بالذكرى الثامنة والعشرين لتحرير سيناء، تزامنا مع تدشين عدد كبير من المشروعات التنموية بالمحافظة مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب.
نعم قدمت مصر نموذجا تاريخيا في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف على مدار الست سنوات الماضية، ونجحت في خفض وتيرة العمليات لمعدلات غير مسبوقة، قدمت مصر خلالها تضحيات عظيمة من خيرة أبناء الوطن، ركزت بشكل أساسي على الضربات الأمنية وملاحقة العناصر الإرهابية، وفي الوقت ذاته شرعت في تنمية المناطق المتطرفة والصحراوية التي استغلتها تلك التنظيمات وفي مقدمتها شمال سيناء، لتنفيذ عملياتها. وبنهاية عام 2019 خرجت مصر من تعداد الدول العشر الأكثر تأثرا بالإرهاب على المؤشر العالمي، وهو ما اعتبره مراقبون إنجازا في هذا الملف، وهنا  قال الرئيس السيسي: "سيكون لنا احتفال كبير على أرض سيناء، في هذا المكان اللي ارتوى بدماء المصريين سواء كان من أبناء القوات المسلحة أو الشرطة أو أجهزة الدولة حتى من أبناء شعب مصر اللي في سيناء ، ولما نيجي نحتفل بيه احتفال يليق بالتضحية".


شريف عبد الوهاب
رئيس الشعبة العامة للإذاعيين العرب
رئيس الشبكة الثقافية بالإذاعة المصرية السابق





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق