هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ذكرياتهم.. فى رمضان

دكتورة إحسان: الفانوس أبوشمعة كان مصدر بهجة.. قبل انتشار"الصينى"
الدكتورة إحسان حسين وكيلة وزارة الزراعة
الدكتورة إحسان حسين وكيلة وزارة الزراعة

رمضان هل هلالك يارمضان.. شهر الفرحة ولمة الأسرة على الإفطار والسحور فى مواعيد يوميا لا تتغير حقيقى شهر له جماله وطقوسه وعاداته.. ليلة الرؤية.. أول سحور.. فانوس رمضان.. تقاليد لا تجدها إلا فى مصر.. حقيقى رمضان في مصر حاجة تانية.. والسر فى التفاصيل.. رمضان فى مصر.. غير الدنيا.. "" طوال الشهر الكريم تستدعي معك ملامح رمضان زمان بذكرياته الجميلة المحفورة في الوجدان لنعيش معا رمضان زمان وحلاوة أيامه.


الدكتورة إحسان حسين وكيلة وزارة الزراعة تستدعى معنا ذكرياتها مع الشهر الفضيل قائلة:

شهر رمضان له طبيعة خاصة عند المصريين.. حيث ارتبط الشهر الكريم ببعض العادات والطقوس التى تعودنا علينا منذ الصغر وكبرنا ونحن نشاهدها حتى سنوات قليلة، إلى أن اختفت اليوم.

كان رمضان غير كل الشهور تتغير فيه حياة الناس كانهم يولدون من جديد ويعيشون حياة جديدة غير التى كانوا يحيونها، كل شىء يتغير من قبل رمضان بأسابيع تبدأ افران الكنافة تبني فى الشوارع، والشوارع تكسوها الزينة الورقية وهى من أهم معالم الاحتفال بشهر رمضان الكريم..حيث كان الجميع يحرصون على تصميمها وتعليقها فى الشوارع وأمام المنازل، ولكن مع تطور الوقت اختفت إلى حد كبيرحيث كنا نقوم بتجميع أطفال الجيران لشراء مستلزمات الزينة والبدء فى قص الأوراق والورق الملون اللامع ولصقها بعضها ببعض من خلال الخيوط والعجين ثم نقوم بتعليقها بين شرفات المنازل، أما اليوم فالجميع يقوم بشراء الزينة الجاهزة وتعليقها دون صنعها،
الشباب والصبية كانوا يفضلون جمع مبالغ مالية لشراء الزينة الحديثة وأحبال الزينة الكهربائية وتعلقيها فى الشوارع .

والاطفال يلعبون ويغنون فى كل مكان وكأن الله ارسل لهم أماناً من نوع خاص من ساعة سماع صوت المدفع وحتى آذان الفجر ويرددون "افرحوا يا بنات يلا وهيصوا"، "رمضان جانا"، و"وحوى يا وحوى"... قبل آذان المغرب، ثم ابتهالات النقشبندى، وبعدها ينطلق مدفع الإفطار ليصدح صوت الشيخ محمد رفعت معلناً لحظة إفطار الصائمين في الشهر الكريم.. ثم فوازير رمضان في الراديو ومسلسلاتپفؤاد المهندس وشويكار فى إذاعة الشرق الأوسط. "شنبو فى المصيدة"، أو "ألف ليلة وليلة"، التى كنا نسرح معها بخيالنا البرىء.

وهناك العديد من الذكريات الخاصه بالطفوله وبدايات الشباب والتى كانت تشعرك بروحانيات رمضان قبل ان تتدخل التكنولوجيا والتطور، وانتشار الفضائيات وعالم الإنترنت، بفضاءاته الافتراضية، التى باتت العدو الأول للعلاقات الاجتماعية الطيبة. التي فقدناها، ولم يبق منها سوي ذكريات نحكى بعضها لأولادنا واحفادنا إذا سمح وقتهم لسماعنا، مستمتعين بالحنين الي الماضي وعبق مصر وهى تستقبل شهر رمضان بروحانياته الخالصة، المميزة بالأصوات والألوان المبهجة، والروائح العطرة بالأغانى الخاصة برمضان والتواشيح والابتهالات التى تنطلق فى سماء المحروسة، والتى لا تزال عالقة فى الأذهان مهما طال الوقت.

وعندما كانت النفوس والقلوب متصلة بالحب والرضا، وبينما هى ليلة الرؤيا لاستقبال شهر رمضان، كان كل رب أسرة، ممن يملكون، "التلفاز"، وهم قليل، يجلس مع زوجته وأبنائه، بعد صلاة العشاء وقد يجتمع ايضا معهم العديد من الجيران في نفس العمارة، للاستماع لإعلان موعد الصيام، لتتحول العمارة والحى كلة بعدها إلي فرح كبير ويخرج الاطفال بعدها ويطوفون بالشوارع. يهتفون "رمضان بكره.. حضروا السحور"، ويتبادل أهل الحي التهانى وكأنهم فى عيد.. ويجتمع الكل أول يوم رمضان فى بيت العائله الاجداد والاعمام والخالات ليكون يوم مبهج وكأن أول يوم رمضان هو العيد.

وكانت السيدات، يعددن البلح باللبن وليس شراء أفخر أنواع الياميش بأعلى الأسعار دون النظر إلى الاوضاع الاقتصادية يتبادلن الطعام، مع بعضهن وكان الحى كله أسرة واحدة، والجميع يعيشون سيمفونية حب، رغم الحالة الاقتصادية الصعبة، كانت حالة الرضا بما قسم الله تحيل حياة الجميع إلى جنة كانت أياما جميلة كلها تكافل فى تكافل، وكانت الناس تعيش فى بساطة ثم نخرج جميعا إلى الشوارع نمسك الفانوس كان بشمعة، نربطه بأعلي بقطعة قماش قطنيه من صنع مصر ليبعد عنا لهب الشمعة أماالآن يتسابق الجميع لشراء أغلي فانوس، "صنع في الصين " ولكن ضاعت بهجة وبساطة رمضان وروحانياته.

كانت الحياة بسيطة جدا، وأمهاتنا كن يتفنن فى إعداد المأكولات البسيطة غير المكلفة، فاللحم لا نأكله إلا مرة أو مرتين فى الشهر هو والسمك، يوميا تصنع صوانى البطاطس، والخضروات والمحاشى وأصناف أكل كثيرة مصرية مائة بالمائة وطبعا دون لحوم، وفى السحور كان الفول المدمس والجبن والزيتون بنوعيه والليمون المخلل والمعصفروالمربى المصنوعه فى المنزل من فاكهة الموسم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق