سميرة الديب

جابر عبدالله بن عمرو بن حرام صحابي من الأنصار. من بني غنم بن كعب بن سلمة أحد بطون قبيلة الخزرج .. أسلم صغيراً وشهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه وسبعين رجلا وكان هو أصغرهم . 

* أسلم جابر مبكرا. فلقي من عطف النبي صلي الله عليه وسلم وحنانه الكثير حيث كان يسأله دائما عن حاله ويوجهه للخير .. كما كان جابر من الستة الذين شهدوا العقبة حينما لقي رسول الله عند العقبة نفرا من الأنصار كلهم من الخزرج حيث دعاهم الرسول "ص" إلي الإسلام. فأسلموا. ثم عادوا إلي المدينة فبدؤوا بالدعوة إلي دين الإسلام حتي انتشر .

* وعرف جابر بحرصه علي الجهاد وذلك عندما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم إلي يثرب كان جابر من الذين التفوا حوله إلا أنه لم يشهد غزوة بدر ولا غزوة أحد.. حيث منعه أبوه من المشاركة فيهما لأجل أن يراعي اخواته التسع .. ولكن بعدما قتل أبوه في غزوة أحد. لم يتخلف جابر عن غزوة من غزوات النبي صلي الله عليه وسلم حيث شهد مع النبي 16 غزوة وكانت أول غزوة له غزوة حمراء الأسد ..كما شهد بيعة الرضوان.

* مرض جابر ذات مرة في زمن النبي "ص" فعاده النبي عليه الصلاة والسلام. واشتكي له جابر أنه لو مات فسيورث كلاله فنزلت آية الكلالة قال تعالي : "يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم" وكانت هذه الآية قد نزلت من أجل التوضيح للمسلمين كيفية التوريث في تلك الحالة. 

* بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم. شارك جابر في الفتح الإسلامي للشام. وكان في جيش خالد بن الوليد الذي حاصر دمشق .. كما شهد موقعة صفين مع علي بن أبي طالب.

* بعد ذلك تفرغ جابر لتعليم الناس لأمور الدين والحديث. فقد كان من المكثرين في رواية الحديث النبوي. وكانت له زاوية خاصة في المسجد حيث يلتف الناس ليسمعوا له وليستفتونه. فقد كان مفتي المدينة في زمانه .. كما كان لا يتورع أن يرتحل من مكان لمكان ليتأكد من صحة أحاديث سمعها. كما روي أنه رحل إلي مصر ليسمع حديث القصاص من عبد الله بن أنيس .. كما رحل في آخر عمره إلي مكة في أحاديث سمعها. ثم انصرف إلي المدينة ..وقد ذهب بصره مع كبر سنة. 

* مات جابر سنة 74 هجرية عن عمر يناهز 94 عاما. وهو آخر من مات بالمدينة المنورة ممن شهد بيعة العقبة الثانية .. وصلي عليه " أبان بن عثمان بن عفان" الذي كان والي المدينة المنورة وقتها بقباء.. رضي الله عنه.