هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الحاجة زبيدة صاحبة ال 87 عاما تتحرر من الأمية

اصدرت الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الامية، بيانا اعلاميا، اليوم، بشأن اعلان الدكتور محمد ناصف، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار ورئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي، تحرر زبيدة عبد العال من الأمية.


حيث استقبل ناصف زبيدة، وبرفقتها تهاني عبد القوي مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة المنوفية، وترافقهم الدكتورة سوزي صبحي وكيل وزارة التضامن بمحافظة المنوفية، وذلك من أجل تكريمها، وتسليمها شهادة محو الأمة، معلنًا تحررها من قيد الأمية والانطلاق إلى سماء العلم.

 

وتعود أحداث قصة البطلة زبيدة، إلى ما قبل سبعة وثمانين عامًا، إلى عصر الملكية، إلى فتاة تدعى زبيدة عبد العال، من محافظات الوجه القبلي، وقفت أمامها العادات والتقاليد حجرة عثرة في الالتحاق بالتعليم، ولم تكن العادات والتقاليد وحدها بل الفقر، والجهل ساعدوا على ذلك بل إن والدها كان لا يؤمن بأهمية تعليم الإناث، حتى شاءت الأقدار أن تنتقل إلى قرية " دكما "، إحدى القرى التابعة لمركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية.

 

وتزوجت زبيدة، وأنجبت أربعة من الذكور، وأربعة من الإناث، توفى عنها زوجها وترك لها ثمانية من الأولاد، ولم يترك لها من حطام الدنيا إلا أربعة من القراريط، تقوم بزراعتها، وتربي منها أولادها؛ حتى أحسنت تربيتهم، وتزوجوا جميعهم.

عاشت رحلة طويلة من المعاناة، تحتاج تفاصيلها إلى مؤلفات من الكتب، حيث عاشت عصر الملكية، وعاصرت وتوالت عليها عصور جميع رؤساء الجمهورية حتى وقتنا هذا، متعها الله بموفور الصحة والعافية.

 

تبلغ زبيدة ذات البشرة السمراء، والقلب الأبيض من العمر سبعة وثمانين عامًا، وتمتلك - على كبر سنها- روح الدعابة، وخفة الظل، وفنون الرد الفكاهية، وذاكرة قوية – حفظها الله ورعاها- تستطيع أن تؤرخ لتسعة عقود قد خلت.

 

لم يمنعها كبر سنها، ولا مرضها، ولا خفوق إحدى عينيها، ولا مرض في إحدى رجليها، لم يمنعها كونها أم لثمانية أولاد، وأنها جدة لثلاثة عشر حفيدًا من الرغبة في التعليم، ولم يقتل كل ذلك شغفها، وحبها في التعليم، لم يمنعها الخوف من كلام الناس، والأمثلة الهدامة كالتي نسمعها ويرددها البعض مثل: (بعد ما شاب ودوه الكتاب)، (والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم في الكبر كالنقش على الماء) إلى آخره من محبط الكلام،ولم تبالي نظرة الناس إليها في هذه السن أثناء عملية التعلم.

كانت تقطع مسافة ليست بالقصيرة من بيتها للوصول إلى فصل محو الأمية بالبلد المجاور لها، سيرًا على الأقدام أحيانًا، وأحيانًا أخرى كانت تمتطى دابتها، التي كانت تنتظرها حتى تفرغ زبيدة من أداء درسها، من أجل أن تجلس على مقاعد الدارسة (الدكة التي يجلس عليها أطفال المدارس في المدرسة)، تلك الأمنية التي لطالما حلمت بها منذ الصغر، وحرمت منها لأسباب سبق ذكرها.

 

تقترب زبيدة كل يوم من تحقيق حلمها، كانت تجتهد حتى أصبحت تجيد القراءة والكتابة، لم يكن سبيلها في التعليم هو الحصول على شهادة محو الأمية، لا، بل تحقيق حلم حرمت منه منذ صغرها، التحرر من قيد الأمية، الخروج من ظلمات الجهل، الوصول إلى نور العلم، لمواصلة التعليم والتعلم.

 

تحررت الجدة زبيدة لتصبح باعثة للأمل والتفاؤل، لتصبح رمزًا نباهي ونفاخر بها ؛ لتضرب مثلًا للعزيمة والإصرار والتحدي، للتغلب على الصعاب.

 

وتحررت الجدة لتصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الإعلام: المرئية، والمقروءة، والمسموعة محليًا وعالميًا حيث كرمتها الهيئة العامة لتعليم الكبار برائاسة الأستاذ الدكتور محمد ناصف وكذلك محافظ المنوفية اللواء «إبراهيم أبوليمون»، وكذلك وزيرة التضامن الاجتماعي نفين قباج، ولم يفت هذا الأمر على فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كرمها في اليوم العالمي للمرأة، واختيرت الأم المثالية،هذا على المستوى المحلي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق