هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

السابقون الأولون من المهاجرين والانصار 4

عامر بن فهيرة دفين الملائكة الذي تم رفعه بين السماء والأرض

عامر بن فهيرة .. صحابي من السابقين الأولين وكتبة الوحي القرآني أعلن إسلامه قبل دخول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم. كان حافظا وأمينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللصديق أبي بكر الصديق، وكان ثالثهما في الهجرة. استشهد وهو ابن 40 سنة يوم بئر معونة بعد إصابته برمح سنة 4 للهجرة فخرج من جرحه نور وعندما مات رفعته الملائكة بين السماء والأرض والناس يشاهدون ذلك، ثم دفنته الملائكة وانزلته في عليين.


  • أسلم وهو عبد مملوك قبل دخول المسلمين دار الأرقم وكان من كتبة الوحي وتقياً ورعاً
  • عذب مع المستضعفين بمكة وضرب المثل في الصبر والثبات اشتراه أبو بكر وأعتقه
  • لعب دوراً مهماً في هجرة الرسول وقام بعمليات التمويه والتشويش على كفار قريش
  • شهد غزوتي بدر الكبرى وأحد واظهر بطولة وفدائيته وحب الجهاد في سبيل الله
  • استشهد يوم بئر معونة بعد اصابته برمح وخرج من جرحه نور ومات وهو ابن 40 عاماً

 

ولد عامر بن فهيرة التيمي سنة 36 قبل الهجرة، وكنيته أبو عمرو، وكان عبدا أسود اللون مولدا من الأزد يملكه (الطفيل بن عبد الله بن سخبرة)، وهو أخ للسيدة عائشة لأمها أسلم وهو عبد مملوك وعذب مع المستضعفين بمكة ليرجع عن دينه، وتحمل ألوانا من التنكيل والعذاب، وضرب المثل في الصبر والثبات، اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه. فأصبح مولاً له وكان يرعى غنماً له بظاهر مكة، ويحرص على حضور مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم.

لعب الصحابي عامر بن فهيرة وهو الراعي البسيط، مولى أبي بكر رضي الله عنه دوراً مهماً في أهم حدث في التاريخ الإسلامي وهو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قام بعملية التمويه والتشويش على كفار قريش. وكان يرعى الغنم عند غار ثور ليمسح آثار الأقدام بعد أن يذهب عبد الله بن أبي بكر أو أسماء إليهما حتى لا يتعرف عليها المشركون، فكان يرعى أغنامه مع رعاة أهل مكة بالنهار، وفي المساء يقوم بحلب الاغنام للرسول صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر اللبن، ويأتيهما بالأخبار.

روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (لَحِقَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأَبُو بَكْرٍ بغَارٍ في جَبَلٍ يُقَالُ له: ثَوْرٌ، فَمَكُثَ فيه ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عبدُ اللَّهِ بنُ أبِي بَكْرٍ، وهو غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ، فَيَرْحَلُ مِن عِندِهِما سَحَرًا، فيُصْبِحُ مع قُرَيْشٍ بمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فلا يَسْمَعُ أمْرًا يُكَادَانِ به إلَّا وَعَاهُ، حتَّى يَأْتِيَهُما بخَبَرِ ذلكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، ويَرْعَى عليهما عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِن غَنَمٍ، فيُرِيحُهَا عليْهما حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ في رِسْلِهِما حتَّى يَنْعِقَ بهَا عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ بغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِن تِلكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ).

وعندما ارتحل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر رضي الله عنه من الغار هاجر معهما، فحمله أبو بكر، رضي الله عنه، خلفه، ومعهم دليلهم عبدالله بن أريقط، فسلك بهم طريق الساحل صوب المدينة.  وذكرت المصادر التاريخية انه لما لحق سراقة بن مالك بن جعشم بالركب المبارك، وحدث له ولفرسه ما حدث، وتيقنه من أمر نبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلبه كتاب أمان حينئذ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامر بن فهيرة بأن يكتب هذا الكتاب لسراقة، فكتب في رقعة من أدم، إذ كان عامر كاتباً قارئاً، ومن كتبة الوحي القرآني قبل الهجرة النبوية.

وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه المدينة المنورة نزل عامر بن فهيرة على سعد بن خيثمة، وآخى الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بينه وبين أوس بن معاذ، وجاهد تحت لوائه وغزا معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة غزوات، وشهد بدراً وأحداً، وظهرت بطولته وفدائيته وحبه للجهاد في سبيل الله. وكان تقياً ورعاً ومناقبه عظيمه.

 

وذكرت كتب السيرة أبو براء عامر بن مالك والملقب بملاعب الأسنة، أهدى للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرسين وراحلتين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا أقبل هدية مشرك"، وعرض عليه الرسول الإسلام، فلم يسلم، ثم قال للرسول ـ صلى الله عليه وسلم: ابعث يا محمد من رسلك من شئت إلى أهل نجد، وأنا جار له، وكان رجلا مسموع الكلمة في قومه بني عامر، فبعث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وفداً برئاسة المنذر بن عمرو الخزرجي ـ رضي الله عنه ـ في سبعين رجلا من خيار المسلمين كانوا يسمونهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل ويتدارسون القران، فيهم عامر بن فهيرة.

عندما وصل عامر بن فهيرة ومعه الصحابة رضوان الله عليهم إلى بئر معونة من أرض نجد، وهو ماء من مياه بني سليم، استنفر لهم عامر بن الطفيل من بني سليم، فأجابوه، وأحاطوا بالمسلمين وحملوا عليهم السلاح فقاتلهم المسلمون، فاستشهد جميع أفراد السرية ما عدا عمرو بن أمية الضمري ـرضي الله عنه فأسروه، بينما تركوا كعب بن زيد رضي الله عنه على شفا الموت. وكان ذلك في سنة 4 هجرية واستشهد عامر بن فهيرة وهو في الأربعين من عمره، وقيل إنه عندما قتل يومئذ لم يجدوا جسده حين دفنوه وكانوا يرون الملائكة رفعته بين السماء والأرض ثم دفنوه.

ولما أسر عمرو بن أمية الضمري سأله عامر بن الطّفيل: "هل تعرف أصحابك؟"، فطاف فيهم وكان يسأل عن نسبهم حتى قال له: هل تفقد أحد منهم؟، قال: نعم، أفقد مولى أبي بكر رضي الله عنه يُقال له عامر بن فهيرة، فسأله: كيف كان فيهم؟، قال: أفضلنا، فقال له: إنّه تمَّ طعنه برمح، ثم انتزع رمحه، فعلى بالسماء حتى والله ما أراه"؛ فهو الصحابي الذي رفع بين السماء والارض بعد استشهاده. ويُقال إنَّ من قتله رجل يُدعى جبار بن سلمى، وأسلم بعد الذي رآه من مقتل عامر رضي الله عنه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع خبره مقتله إن الملائكة وارت جثّته وأُنزل في عليين.

وذكر في الصحيح انه لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ وأشار إلى قتيل، فقال له عمرو: هذا عامر بن فهيرة فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إليه بين السماء والأرض، ثم وضع.

وجاء في كتاب أسد الغابة عن محمد بن عمر أن جبار بن سلمى الكلابي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فأنفذه، فقال عامر: فزت والله. قال: وذهب بعامر علوا في السماء حتى ما أراه. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين"، وسأل جبار بن سلمى ما قوله فزت والله، قالوا: الجنة. قال فأسلم جبار لما رأى من أمر عامر بن فهيرة فحسن إسلامه.

وقال الواقدي: حدثني محمد بن عبدالله عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قال: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء فلم توجد جثته، يرون أن الملائكة وارته. وحزن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون على ما أصاب عامر وأفراد السرية، وقنت الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ شهراً يدعو الله على تلك القبائل. وقيل إنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ دعا على قتلتهم خمس عشرة ليلة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق