هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

السابقون الأولون من المهاجرين والانصار

صحابة الرسول حبهم دين وقربى لله عز وجل وسبهم ضلال مبين  

صحابة الرسول رضوان الله عليهم .. حبهم دين يدين به كل مسلم موحد. وقربى يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل. وأكد علماء السنة بالإجماع في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة، ويذكرون فضائلهم ومناقبهم، ووجوب محبتهم وحرمة سَبِّهم أو الطعن فيهم. ويجب على المسلم أن يذكرهم دائمًا بالخير، وأن يترضَّى عنهم، ويدعوَ لهم بالنعيم المقيم وفاءً لهم وإقرارًا بفضلهم على من جاء بعدهم، ويُحسِن الظن بهم في كل الأحداث التي رويت عنهم.



فالصحابة خير البشر بعد الرسل والأنبياء .. اختارهم الله عز وجل لينالوا شرف تأسيس دولة الإسلام ورفع راية الحق والعدل وتحرير الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. فهم نماذج فريدة من البشر، وخير القرون وأعدل العدول وأولى الأولياء، أطهر الناس قلوباً، وأخلصهم عملاً. لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم) أخرجه مسلم. آمنوا بدين الله وبالرسول صلى الله عليه وسلم ونصـروه، واتبعوا النور الذي أُنْزِل معه، فارقوا أهلهم وأوطانهم وقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة في سبيل نصـر دين الله سبحانه وتعالى. فحب الصّحابة رضوان الله عليهم

 

امتدحهم رب العزة في كتابه العزيز فقال عز من قائل في الآية 29 من سورة الفتح ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)). وسجل لهم سبقهم وفضلهم فاستحقوا من الله عظيم الثواب، وحسن المآب، وحقَّ لهم أن يُخلَّد ذكرُهم في قرآنٍ يُتلى إلى يوم القيامة. فقال سبحانه ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)).

 

وتذخر السنة النبوية بالكثير من الاحاديث الشريفة التي تمتدحهم وتعترف بفضلهم فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: ((إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ)) أخرجه أحمد في المسند: 6/84.

 

علماء السنة أكدوا بالإجماع في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة، ويذكرون فضائلهم ومناقبهم، ووجوب محبتهم وحرمة سَبِّهم أو الطعن فيهم. فلا يَنتقص فضلَ الصحابة ومكانتَهم إلا من كان من أهل الضلال المبين، والشرود عن الصِّراط المستقيم. لقول رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اللهَ اللَّهَ في أصحابي، لا تَتَّخذوهم غرَضًا بعْدي، فمَن أحبَّهم فبحُبِّي أحبهم، ومَن أبغضهم فببُغْضي أبغضهم، ومَن آذاهم فقدْ آذاني، ومَن آذاني فقدْ آذَى الله -عزَّ وجلَّ- ومَن آذى الله يُوشِكُ أنْ يأخذَه)) رواه الإمام أحمد في مسنده.

 

وقال الإمام الكبير أبو زُرعة الرازي: "إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاعلمْ أنَّه زِنديقٌ؛ وذلك أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّننَ أصحابُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنَّما يُريدون أن يَجْرَحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتابَ والسُّنة، والجَرْحُ بهم أوْلَى، وهم زَنادقة". لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفْسي بيده، لو أنَّ أحدَكم أنفق مِثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

 

والصحابي هو: "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات على الإسلام". وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك". فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له، ومن قصرت، ومن روى عنه، ومن لم يرو عنه، ومن غزا معه، ومن لم يغز معه، ومن رآه رؤية ولو من بعيد، ومن لم يره لعارض، كالعمى.

 

ويدخل في تعريف الصحابي: كل من اجتمع بالرسول عليه الصلاة والسلام ولو حكما، كالصبي في المهد، وأيضا من اجتمع به مؤمنا به، ثم ارتد، ثم آمن ومات على الإيمان. ولم يحدد العلماء عدد الصحابة بدقة، بل ذكروا أنهم يزيدون على المائة ألف صحابي، وكلهم لهم الفضل والسبق، إلا أنهم يتفاضلون فيما بينهم.

 

الجمهورية اونلاين تنشر خلال شهر رمضان المبارك سلسلة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم السابقون الأولون من غير المشهورين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق