هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مع دخولها العام الثاني.. استشراف مسارات الحرب الأوكرانية

مع دخولها العام الثاني، تشهد الحرب الأوكرانية تطورات تنبئ بتحول مساراتها إلى مناحٍ أبعد من الحرب التقليدية، خاصة بعدما فتح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الباب أمام بريطانيا لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا وأسلحة مضادة للدبابات، فضلا عن تخطيط البلدين لتصنيع الأسلحة والمركبات العسكرية البريطانية داخل أوكرانيا.


وبحسب تقارير إخبارية بدأ كبار مسؤولي صناعة الدفاع في بريطانيا الخطط مع نظرائهم في كييف، حيث سافر مسؤولون تنفيذيون بريطانيون إلى هناك بهدف إقامة مشاريع مشتركة لتصنيع الأسلحة والمركبات محلياً بموجب ترخيص.

من جانبها.. لا تزال الإدارة الأمريكية عازفة عن تحديد رؤيتها لكيفية وضع نهاية لهذه الحرب، موجهة تركيزها على فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا وأيضاً ضخ المزيد من الأسلحة الحديثة لكييف والضغط على الحلفاء لفعل ذلك.

وفي تقرير حديث لمركز المستقبل أوضح فيه أنه مع بداية العام الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية لا يبدو أن أياً من الطرفين مستعد للتفاوض، بل يسعى كلاهما لشن هجمات كبيرة. ولم ينجح أي من الطرفين في تحقيق انفراجة كبيرة في الأشهر الأخيرة من شأنها أن تغير مسار هذه الحرب. وقد أدى إخفاق روسيا في الفوز بالحرب الخاطفة في البداية إلى إثارة العديد من التكهنات بشأن انتصار أوكراني وشيك، لم يتحقق حتى الآن. كما ظهرت مخاوف من دخول واشنطن وموسكو في مواجهات مباشرة بعد حادثة اصطدام مقاتلة روسية بطائرة مُسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود يوم 14 مارس 2023.

تتداول روسيا وأمريكا وصف الحرب الأوكرانية بـ"الوجودية" فالولايات المتحدة الأمريكية تصر على أن الحرب في أوكرانيا صراع وجودي ضد ما يُسمى "قوى الشر"، وأن عدم مواجهة روسيا سيؤدي إلى عواقب وخيمة على واشنطن والعالم، خاصة أولئك المدافعين عن القيم الليبرالية

أما النخبة الروسية فترى، بحسب التقرير، أن الحرب ضد أوكرانيا ليست توسعية، كما يدّعي الغرب، بل هي حرب وجودية من أجل بقاء الدولة ذاتها. وما تزال موسكو واثقة في الخروج من هذه المعركة منتصرة، خاصة في ضوء الدعم الشعبي داخل روسيا للحرب، ونتائج استطلاعات الرأي التي تظهر استمرار تمتع الرئيس فلاديمير بوتين بشعبية واضحة تزايدت مع تواصل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا،  مما جعل أغلبية المواطنين – والنخبة السياسية التي تحفظت على الحرب في البداية – تتماهى مع الخطاب السياسي للقيادة الروسية، خاصة مع تصاعد الخطاب العدائي الغربي ضد موسكو وفرض عقوبات شديدة عليها. وتشير العديد من التقديرات الغربية إلى أنه "لا يوجد في روسيا من يدعم أي شكل من أشكال التنازلات الإقليمية من خلال عملية تفاوضية، وأن النخب في البلاد لن تجرؤ على الانقلاب على بوتين، الذي يظل أفضل رهان لها للحفاظ على النظام والأمن، على الرغم من إخفاقاته". وتضيف التقديرات أنه لا يوجد أحد في النخبة الروسية يدعم الانسحاب إلى مواقع ما قبل بدء الحرب في 24 فبراير 2022، وأن أقصى ما يمكن قبوله هو تجميد الصراع من خلال اتفاق مؤقت مع الغرب.

وحسب تحليلات غربية، نجحت حكومة زيلينسكي في الحصول على "كميات تاريخية من المساعدات الغربية"، بجانب معلومات استخباراتية "حيوية" و"متطورة "، وصفها مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية بأنها "ثورية" و"غير مسبوقة"، وأنها كانت ذات أهمية في عدة نقاط محورية في الحرب، وأعطت كييف الوقت الكافي للإعداد للدفاع وشن هجمات مضادة

ويقول التقرير إنه عيداً عن مواقف الأطراف المباشرة للصراع الأوكراني، بقيت الأغلبية الساحقة من الدول النامية، أو ما يُسمى بـ"الجنوب العالمي"، على الهامش، مقّدرة أن هذه الحرب ليست معركتها، بالرغم من آثارها الواسعة على قضايا مثل الأمن الغذائي وأسعار الطاقة وارتفاع معدلات التضخم. وقد فضلت هذه الدول عدم مقاطعة موسكو وتعريض مصالحها معها للخطر. وحسب تقديرات غربية، فإنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب الأوكرانية، لا يمكن الادعاء بأن روسيا معزولة دولياً، 

ويستشرف التقرير بأن طول أمد الحرب الأوكرانية هو سيناريو قد يناسب روسيا، التي تستفيد في ذلك من المزايا التي توفرها لها مساحتها الهائلة، واقتصادها المرن، وصعوبة تعرضها لضربات انتقامية من الخصم. ومن وجهة نظر الرئيس بوتين، فإن مثل هذه الاستراتيجية قابلة للتطبيق في المرحلة القادمة من الحرب، حيث لا يواجه ضغوطاً تُذكر في الداخل الروسي. وربما يراهن بوتين على أن أوكرانيا لن تكون قادرة في النهاية على تحمل حرب استنزاف حقيقية، وأن الغرب سيفقد صبره ويحد من دعمه لكييف.

أما الولايات المتحدة أو حلفاؤها في "الناتو" فليسوا مستعدين للانخراط مباشرة في الحرب الحالية. ويترك ذلك واشنطن والحلفاء دون أي خيارات جديدة مع دخول الحرب عامها الثاني، وذلك باستثناء المزيد من الدعم العسكري والأمني في أفضل الأحوال. ولكن ثمة مخاوف من أن تتعدى هذه الحرب النطاق الأوكراني، وخاصة بعد أن ازداد التوتر في منطقة البحر الأسود منذ اندلاع الحرب.

[email protected]





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق