هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أيام الشارقة .. تتجاوز محليتها وتحلق عربيا

سبعة أيام مسرح وورش تدريب وملتقيات فكرية

صحيح أن أيام الشارقة المسرحية، التى تنتهى دورتها الثانية والثلاثون الليلة، وتعلن نتائجها، تظاهرة مسرحية محلية، تخص عروض المسرح فى دولة الإمارات العربية، لكن الحاصل أن هذه الأيام المسرحية تجاوزت فكرة المحلية لتصبح ظاهرة مسرحية عربية بامتياز.


الصبغة العربية تمثلت في عدة فعاليات شملتها هذه الدورة، فهناك على سبيل المثال لا الحصر الملتقى الفكرى، الذى عقد بمشاركة عدة مسرحيين عرب، وهم: الفنان عبدالله مسعود من الإمارات، والدكتور محمد شيحة والدكتورة دينا أمين من مصر، والدكتور فهد كغاط والدكتور حسن يوسفي من المغرب، والدكتور علي محمد سعيد من السودان، والكاتب والباحث محمد المي من تونس، والدكتور جورج مطر من لبنان، وناقش قضية المسرح والبيئة، وكذلك كان هناك ملتقى الشارقة الحادى عشر لأوائل المسرح العربى، الذى يستضيف كل دورة أوائل خريجي معاهد المسرح فى الوطن العربى، ويتضمن ورشا ومحاضرات يقدمها أكاديميون وفنانون من الدول العربية، وندوات فكرية حول المحترفات المسرحية العربية، والعرض المسرحى العربى أسرار الاستمرارية، ومسيرتى التمثيلية نقطة تحول، ومباهج المسرح .. شهادات شخصية، فضلا عن الندوات التطبيقية المصاحبة للعروض، وغيرها من الفعاليات المهمة والجادة.


أيضا احتفت الدورة بمسرحى عربى هو الفنان القدير محمد ياسين، الذى حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربى، وكذلك بمسرحى محلى هو الفنان القدير عادل بن سيفان كشخصية مكرمة، وتسلما جائزتيهما فى حفل الافتتاح الذى حضره الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، بقصر ثقافة الشارقة، كما أقيمت ندوة لكل منهما تحدث خلالها عن مسيرته المسرحية.


أبرز ما يمكن ملاحظته على أيام الشارقة المسرحية التى أقيمت برعاية الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، هى هذه الدقة الشديدة من قبل القائمين على الأيام، فى تنظيم الفعاليات، فكل شئ فى مكانه تماما، وفى موعده تماما، ولامجال للخطأ أو الارتباك، هناك خلية نحل من الشباب تعمل على مدار الساعة فى خدمة الأيام وضيوفها، تحت إشراف عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وأحمد أبورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة.


أيضا حظيت العروض المسرحية التى تضمنتها الدورة بإقبال جماهيرى كبير، حتى أنه فى بعض العروض كان البعض يضطر إلى الجلوس فى الطرقات، وهو ما يعكس اهتمام أهالى الشارقة بالمسرح وحفاوتهم به، وهو أمر طبيعى فى ظل رعاية ودعم حاكم الشارقة للمسرح وإيمانه بضرورته وأهميته فى مسيرة التنمية التى يقودها فى هذه الإمارة، التى لا تكف عن الاحتفاء بالمسرح والفن التشكيلى والشعروالتراث والموسيقى وغيرها من الفنون والآداب.


فى الإمارات العربية المتحدة هناك تجربة مهمة بدأت منذ سنوات قليلة، تتمثل فى المسرح المدرسى، بمبادرة ودعم من الشيخ سلطان القاسمى، مادة المسرح أصبحت واحدة من المواد الأساسية التى يدرسها الطلاب هناك على أيدى مجموعة من المسرحيين العرب الذين تم اختيارهم بعناية شديدة، ولنا أن نتصور تأثير تدريس هذه المادة على طلاب المدارس، ووضع هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم، ومدى اهتمامهم بالمسرح، ومدى تأثيره فيهم فكريا وفنيا، نتيجة هذه التجربة غير المسبوقة فى وطننا العربى.


هناك أيضا أكاديمية الفنون التى افتتحها الشيخ سلطان منذ عدة سنوات، وتقدم منحا مجانية للطلاب العرب، وهى تجربة مهمة أيضا سيكون لها أثرها الواضح على المسرح العربى، وهذه المنح لاتتضمن الدراسة المجانية فحسب، بل تتضمن أيضا الإقامة والإعاشة وتذاكر السفر، وراتبا شهريا للدارسين.

أيام الشارقة تضمن أربعة عشر عرضا مسرحيا، منها ثمان مسرحيات داخل المسابقة الرسمية، وهي ترنيمة" لفرقة ياس للمسرح، و"قائمة الخديج" لجمعية كلباء للمسرح، و"الجلاد" لمسرح خورفكان للفنون، و"الحى الميت" للمسرح الحديث بالشارقة، و"أغنية الرجل الطيب" لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و"تفسير بنت ياقوت" لمسرح دبى الوطنى، و"ميادير" لمسرح أم القيوين الوطنى، و"زغنبوت" لمسرح الشارقة الوطنى، وثلاث خارجها، وهى "احتراق شمعة" لجمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح، و"سلام يا سلامة" لمسرح دبى الأهلى، و"مضارب بنى كرش" لمسرح رأس الخيمة، وعرضان من مهرجان كلباء للمسرحية القصيرة هما: فشل عرض مسرحى، والأنسة جوليا، وعرض افتتاحى هو "رحل النهار" تأليف إسماعيل عبدالله، إخراج محمد العامرى، بمناسبة فوزه بجائزة الشيخ سلطان القاسمى فى مهرجان المسرح العربى الذى عقدت دورته الأخيرة بالمملكة المغربية.

وضمت لجنة التحكيم كلا من الدكتور مشهور مصطفى من لبنان رئيساً للجنة، ووليد الزعابى من الإمارات، ومحمد خير الرفاعى من الأردن، والمخرج عادل حسان ورشا عبدالمنعم من مصر.


مستويات العروض جاءت متفاوتة، وهو أمر طبيعى فى كل المهرجانات، هناك عروض يمكن وصفها بأنه فائقة الجودة، بإمكانها المنافسة فى المهرجانات العربية والدولية، وعروض أخرى مازال صناعها يتحسسون خطاهم، لكن الجميع بصفة عامة يعملون بجد واجتهاد، وربما تكون الندوات التطبيقية التى تقام عقب العروض، وكذلك القراءات النقدية التى تنشرها نشرة المهرجان، وما تتضمنه من تحليلات وآراء، واحدة من السبل التى تلفت أنظار صناع العروض إلى بعض الملاحظات الجوهرية، سلبا أو إيجابا، وبمناسبة النشرة فقد كانت أيضا واحدة من حسنات الأيام، تتابع يوميا، وبشكل احترافى، فعاليات الدورة من عروض وندوات وورش تدريب وملتقيات وغيرها.


أيام الشارقة المسرحية هى احتفاء، صادق، بالمسرح فى عمومه، ودليل حيوية المسرح العربى، وقدرته على الاستمرار والنهوض، واطمئنان على مستقبله، مادام هناك من يؤمن به، ويرى فيه الطريقة المثلى والمضمونة للتقدم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق