هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من أحسن القصص

نهاية قارون المغرور

قارون هو واحد من الأقوام التي بعث إليها موسي -عليه السلام-. وقد كان قارون عاصياً لله تعالي جاحداً له. كما كان متكبّراً علي غيره ومغروراً بنفسه بسبب ما أنعم الله تعالي به عليه من الكنوز والأموال المدّخرة» التي كان يعجز المجموعة من الرجال عن حمل مفاتيح خزناتها أو صناديقها. وقد نصحه قومه بألّا يفرح بزخارف الدنيا فرحاً يشغله عن شكر الله تعالي علي ذلك. كما نصحوه بألّا يرضي بالدنيا ويخلد إليها ويترك الآخرة.. وقد ذكر الله تعالي ذلك في قوله: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَي فَبَغَي عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ".


وقد نصحه قومه بعدة أمور أيضاً» كالتواضع. وصرف أمواله في السبل التي تؤدّي به إلي الجنّة. وأن يكون سخيّاً ويتمتّع بالمال قبل أن يتركه. وربما كانت هذه النصيحة بسبب انشغال قارون بجمع المال عن التمتّع به. أو بهدف التوضيح لقارون بأنّ الأمر بصرف الأموال للآخرة لا يعني المنع من التمتّع بها في الأمور المباحة في الدنيا.. فنصحه قومه بالإحسان للناس بماله وجاهه. وحُسن لقائهم. وطلاقة الوجه أمامهم. لأنّه إذا حقق هذا النوع من الشكر سيزيده الله تعالي من فضله. وألّا يتعمد الفساد في الأرض بظلمي أو بغي.

لكنَّ قارون بيّن لقومه أنَّ الله تعالي ما أعطاه هذا المال إلّا لعلمه بأنّه يستحق ذلك. ولأنّه يحبّه فيكرمه. وهذا القول غير صحيح لأنّه ليس شرطاً أنّ كل من أعطاه الله تعالي مالاً يعني أنه يحبّه» بدليل رد الله تعالي في نفس الآية علي ذلك بقوله: "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَي عِلْمي عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ"» أي أنّ الله تعالي أهلك أناساً كانوا أكثر جمعاً للمال من قارون. بسبب كفرهم وعدم شكرهم. وأنّه لا يسألهم عن ذنوبهم بسبب كثرتها.

وبعد كل نصائح قوم قارون له إلّا أنَّه لم يتّعظ وقد لَبِسَ أجمل ثيابه. ورَكِبَ أجمل مراكبه. وخرج علي قومه ومعه خدمه وحشمه» فغبطه وحسده من قومه من كان منهم يُحب الحياة الدنيا. وقد تمنّوا أن يكونوا مكانه. أمّا العلماء والزُهّاد فلم يطمعوا بما عنده. وعلموا أنّ ثواب الله تعالي في الآخرة هو أفضل. وأجل. وأعلي. وأبقي مما عنده. وكان عقابه من الله تعالي بأن خسف عزّ وجلّ به وبداره وماله الأرض.

ولم يستطع أن يحمي نفسه من هذا الخسف. ولم يستطع أحد أن ينقذه. وقد عرف الذين تمنَّوا في الماضي القريب أن يكونوا مكانه الحقّ. وحمدوا الله تعالي أنهم لم يكونوا مكانه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق