اكد الدكتور هانى تمام / أستاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر الشريف ان  من أجل أخلاق الأسلام: حسن العشرة ومعاملة الناس بالإحسان مشيراً الى ان الأصل في المسلم أن يكون حسن الأخلاق كريم الطباع مع كل الناس خاصة مع أهله وأصدقائه وجيرانه

وبين د.تمام المبادئ التى تضمنها الشرع واوضحها لحسن العشرة ودوامها بين الزوجين ومنها     

ـ على كل واحد من الرجل والمرأة قبل الزواج وتكوين الأسرة أن يفهم الزواج ومقاصده وحقوقه وواجباته لضمان نجاحه ، وكما لا يدخل الإنسان أي مشروع إلا بعد دراسته لضمان نجاحه ، فكذلك لا يدخل في الزواج إلا بعد الاستعداد له بكل الوسائل التي تساعد على إنجاحه. 

ـ من لا خير له في أهله فلا خير له في أحد ، قال صلى الله عليه وسلم : «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» وقال صلى الله عليه وسلم : «أكمل الناس إيمانا وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم» فتظهر خيرية الرجل بحسن عشرته وخلقه لزوجته ، ومهما تلطف الإنسان مع الناس وأظهر لهم حسن الخلق ولم يفعل ذلك مع زوجته فليس بخيِّر.

 ـ  اللطف مع الزوجة فكان النبى صل الله عليه وسلم دائم اللطف مع زوجاته  كثير المحبة لهم، فقد سُئلت أمنا عائشة رضي الله عنها كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  إذا خلا بنسائه قالت : كان كالرجل من رجالكم إلا أنه كان أكرم الناس وأحسن الناس خلقا كان ضحاكا بساما.

ـ  التقدير والاحترام المتبادل وصبر كل واحد منهما على الآخر والشد على يديه وقت الأزمات والشدائد.

ـ على الزوج والزوجة عدم المطالبة بحقوقهم قبل الوفاء واداء الواجبات فللنساء حقوق مثلما عليها من واجبات ، وكذا الحال بالنسبة للرجل ، ومن الخطأ الجسيم أن يطالب كل واحد منهما بحقه قبل قيامه بواجباته  

ـ  الفضل وليس العدل ما تُبنى عليه البيوت، فقد يتنازل أحد الزوجين عن بعض حقوقه حتى يستقر الأمر بينهم ، وعلى الطرف الآخر أن يدرك ذلك ليرد الفضل بالفضل، فالزواج عبارة عن تنازلات كثيرة من كلا الزوجين للآخر.

ـ قوامة الرجل على المرأة ليس معناها التسلط والتحكم والإذلال وإنما هي عبء ومسؤولية لتنظيم حركة الحياة، والحياة الزوجية تُبنى على المشاركة والتقدير والاحترام المتبادل.
 
ـ على المرأة أن تعلم أن زوجها قد يكون بابها إلى الجنة إذا أحسنت عشرته وراعت الله فيه ، وكذا الحال بالنسبة للرجل، والعكس صحيح.

 واوضح تمام ان اهل العلم قد اوردوا عدة تفسيرات في قوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة ) إلا أن أفضل التفاسير لهذه الجملة تفسير حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما نقله ابن جرير في تفسيره ، فقد فسر ابن عباس الدرجة هنا بالصفح من الرجل عن زوجته في بعض الواجبات عليها ، وأداء كل الواجب عليه لها. يعني أن الرجل يؤدي كل حقوقه ، وإذا قصرت المرأة في بعض حقوقها فلا يعنفها وليصفح عنها.