هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مصر.. بعيدة عن حزام الزلازل

الدولة أقامت المدن الجديدة وفقاً للكود المناسب.. وأزالت العشوائيات الخطرة 

أميرة السلاموني

في ظل تكرار حدوث الزلازل التي تثير الذعر علي مستوي العالم. ومن أحدثها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا. التي وصل عدد ضحاياه إلي قرابة 16 ألف شخص وتجاوزت قوته 7.8 علي مقياس ريختر. فضلا عن زلزال فلسطين الذي وصلت قوته إلي 4.4. 


تواصلت "الجمهورية اونلاين" مع الخبراء للإجابة علي عدة تساؤلات تدور في أذهان الكثيرين. ومنها هل يمكن أن تدخل مصر حزام الزلازل؟!. وهل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل؟! وما الإجراءات الاحترازية التي يمكن اتخاذها اتقاء لمخاطر الزلازل وتوابعها؟!

د. شريف الهادي.. رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للفلك: الذعر والتصرف العشوائي.. يؤدي إلي تفاقم الخسائر

أكد د.شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للدراسات الفلكية والجيوفيزيقية أن الإعلام يتناول كارثة الزلازل بشكل مبالغ فيه. وأن مصر بمنأي عن الزلازل الشديدة. وأن الذعر أو التصرف بعشوائية في حالة حدوث الزلازل يؤدي إلي تفاقم الآثار السلبية والخسائر. 

أشار إلي ضرورة تدريب المجتمع بمختلف فئاته وكذلك تدريب الموظفين في الجهات المختلفة والمدرسين والطلاب علي التصرف بشكل صحيح وواع في حالة حدوث زلزال. فعلي سبيل المثال لا يصح التجمهر علي السلالم أو التدافع. وإنما لابد من النزول تحت الديسكات أو الترابيزات والمقاعد.

طالب بتوعية المواطنين بضرورة فصل الكهرباء والغاز فور حدوث زلزال. لأن الزلازل قد تؤدي إلي تكسر مواسير الغاز. ما يتسبب في تسربه في المنازل. 

وكذلك إذا كانت الفرد في الشارع وقت وقوع الزلزال. فلابد من الابتعاد عن المباني والأشجار وأسلاك الكهرباء والضغط العالي لأنها قد تتساقط.

لفت إلي ضرورة أن تقوم الدولة بتخصيص أماكن تجمع آمنة يأوي إليها المواطنون عند حدث زلزال. خاصة أن الزلازل تتبعها عدة هزات ارتدادية علي فترات خلال مدة قد تتراوح من خمسة أيام إلي أسبوع. وخلال اليوم الأول قد تكون الهزات الارتدادية متتابعة. فعلي سبيل المثال قد شهد اليوم الأول لوقوع الزلزال الأخير في تركيا إلي حدوث أكثر من 80 هزة ارتدادية تبعت الزلزال.

أشار إلي صعوبة التنبؤ بحدوث الزلازل أو تحديد موعدها وقوتها بشكل دقيق. وإنما يمكن التنبؤ بإمكانها فقط طبقاً للسجل الزلزالي. حيث ان هناك أماكن معروفة بأنها نشطة زلزالياً بسبب وجود شروخ عملاقة أو صدوع في الطبقات أو القشرة الأرضية وغيرها. ومن أمثلة هذه الأماكن تقاطع شرق الأناضول مع البحر الميت. فمن خلال دراسة العلماء لسلوك التربة والزلازل يحددون أكواد أو معايير البناء والمواصفات الواجب توافرها في المباني حسب المنطقة وطبيعتها. منوها إلي أن المعهد القومي للدراسات الفلكية والجيوفيزيقية يقوم بتحديث كود البناء المصري باستمرار بالتعاون مع معهد بحوث البناء لمواجهة مخاطر الزلازل.

د. علاء النهري.. نائب رئيس هيئة الاستشعار عن بُعد: وضع خطط إخلاء مناسبة.. للمدارس والمصالح الحكومية 

أكد د.علاء النهري أستاذ علوم الأرض باستخدام وسائل الاستشعار عن بُعد ونائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء أن الزلالزل إحدي الكوارث الطبيعية وتحدث نتيجة حدوث انزلاق في طبقات القشرة الأرضية. أما السبب الذي يؤدي إلي حدوث هذا الانزلاق فلم يتمكن العلماء من تحديده بشكل دقيق حتي الآن. موضحاً أن مقياس ريختر يقسم الزلازل حسب قوتها. حيث ان الزلازل التي تتراوح قوتها من 1 إلي 3 تعد زلازل بسيطة ولا تؤثر علي البنية التحتية. كما أنها لا تسبب أي خسائر. أما الزلازل التي تتراوح شدتها ما بين 4 و6 تصنف علي أنها زلازل متوسطة وفي الغالب تسببب خسائر قليلة.

أضاف أن الزلازل التي تتراوح شدتها ما بين 7 و10 تعد زلازل خطيرة. وتسبب خسائر فادحة وإصابات ووفيات كما حدث في تركيا وسوريا. حيث وصل عدد الوفيات إلي عدة آلاف. فضلاً عن خسائر البينة التحتية.

أشار إلي أن مصر تعد خارج حزام الزلازل. ومع ذلك يجب علي الأحياء أن يكثفوا حملات الكشف علي المنازل لتحديد المتهالك منها وإزالته منعا لانهياره حالة وقوع الزلازل. وأيضا لابد من الحرص علي بناء المنازل بطريقة حديثة وآمنة. مطالباً بأن يكون لدي المدارس والمصالح وغيرها من أماكن التجمع خطط إخلاء مدروسة وتجهيزات مناسبة في هذا الصدد تجنباً لمخاطر الزلازل.

د. محمد عزالعرب.. أستاذ مساعد بقسم الزلازل بالمعهد القومي للفلك: لدينا دليل استرشادي.. لمواجهة مخاطر الهزات الأرضية

أوضح د.محمد عزالعرب أستاذ مساعد بقسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن أحزمة الزلازل تبعد عن مصر بنحو 400 كيلو متر. 

وبالتالي فإن مصر بمأمن ومن المستبعد تعرضها لزلازل خطيرة. وحتي الزلزال الذي شهدته تركيا رغم أنه كان خطيراً. إلا أنه لبعده عن مصر لم يؤثر عليها بشكل كبير. مشيراً إلي أنه تم حديثاً إعداد دليل باسم الدليل الاسترشادي لمواجهة مخاطر الزلازل في مصر. وذلك بالتعاون بين المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ومركز اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. وتم توزيع هذا الدليل علي مكاتب إدارة الأزمات بجميع المحافظات وهي خطوة جيدة.

وجه "عزالعرب" بعض التعليمات التي يجب علي المواطنين اتباعها سواء خلال وقوع الزلازل أو بعدها. قائلاً إنه أثناء حدوث الزلزال إذا كنت داخل المنزل. 

فلا تخرج وحاول التجمع مع أفراد أسرتك في مركز العمارة بعيداً عن الزجاج ويفضل الاختباء تحت قطع الأثاث الكبيرة والقوية اتقاء لخطر أي مواد متساقطة. 

وكذلك لا تستعمل أي مصدر من مصادر الحريق وبشكل خاص الغاز والكهرباء. وإذا كنت خارج المنزل فحاول البقاء بعيداً عن العمارات وأسلاك الكهرباء والهاتف وأي مواد معلقة والبنايات المنهارة أو الآيلة للسقوط. وحاول أيضا الابتعاد عن مناطق المنحدرات والانزلاقات الأرضية. ولا تستخدم المصعد الكهربائي.

يواصل: وإن كنت داخل مركبة. فأطلب من سائقها أن يوقفها جانباً. وأنصح الجميع بأن يبقوا داخل المركبة. أما بعد حدوث الزلازل مباشرة. فعليك أن تتفقد أنابيب الماء والغاز ومصادر الكهرباء وأن تسارع بإبلاغ سلطات الدفاع المدني عند وجود أخطار قريبة. وتأكد من سلامة باب المنزل ونوافذه ثم غادر مع أفراد أسرتك تحسباً لحدوث زلازل أخري. واستمع جيداً إلي تعليمات الدفاع المدني واعمل بالنصائح التي تذاع بالمذياع ولا تصدق الشائعات والتنبؤات غير المسئولة.

د.أحمد فريد.. باحث بالشبكة القومية للزلازل: التنبؤ بالهزات الأرضية.. مستحيل 

أكد د.أحمد فريد باحث بالشبكة القومية للزلازل والحد من المخاطر أن حزام الزلازل يتمثل في مناطق محددة بالقشرة الأرضية تشهد تكراراً لحدوث الزلازل مثل اليابان وتركيا وسوريا. وبالتالي فإن هذه المناطق لا تتغير وليس من الممكن أن تدخل مصر حزام الزلازل طالما أن حدودها السياسية والجغرافية لم تتغير. 

أصاف أن هناك بعض التعليمات التي ينبغي علي المواطنين اتباعها في حالة وقوع زلزال. منها علي سبيل المثال عدم التصرف بعشوائية. حيث ان التصرفات العشوائية تمثل خطورة أكبر من الزلزال ذاته. وبشكل عام لابد تأمين موقع النوم. بحيث يتم تجنب النوم تحت معلقات مثل البراويز أو الأرفف وغيرها. ولابد من التحلي بالحكمة والهدوء والصعود فوق الأسطح أو مغادرة المنازل.

أوضح أن التنبؤ بالزلازل أمراً مستحيلاً.. موضحاً أن هناك فرقاً بين التنبؤ والتوقع. حيث ان التنبؤ يعني تحديد مكان وتوقيت وقوة الزلزال بدقة قبل وقوعه. أما التوقع يعني توقع حدوث زلازل في بعض المناطق بشكل عام نظراً لطبيعتها ولتكرار الزلازل بها علي مر السنين. ولكن دون تحديد التوقيت والقوة. وبالتالي فإن الزلازل يمكن توقعها ولكن يصعب التنبؤ بها. ففكرة التنبؤ بالزلازل أثبتت فشلها الذريع.

أشار إلي أنه بشكل عام لابد من تكاتف مختلف الجهات المعنية وعلي رأسها المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية ومراكز الشباب. لتوعية المواطنين بكيفية التصرف بشكل صحيح خلال وأثناء وقوع الزلازل. كما لابد علي الإعلام من عدم التهويل أو إثارة الذعر في هذا الصدد.

د.علاء الناظر.. أستاذ الإدارة العامة والمحلية: كل المباني المصرية الحديثة.. مصممة وفقاً للكود المناسب

أوضح د.علاء الناظر أستاذ الإدارة العامة والمحلية أن الزلازل ظاهرة كونية لا يعلم ساعة حدوثها إلا الله سبحانه وتعالي ولا يستطيع أحد منعها. ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها. وتُعد الزلازل أحد أسوأ الكوارث الطبيعية التي تشهدها الكرة الأرضية. وهو ما يسمي بغضب الطبيعة. وعندما تغضب الطبيعة لا يستطيع أن يقف أمامها شيئاً. وهناك آثار مدمرة نتيجة لحدوث الزلازل مثل إلحاق الضرر بالمباني وتشققها وانهيارها أحياناً. خاصة إذا كانت قوة الزلزال كبيرة. كما قد تتسبب الزلالزل الخطيرة أيضاً في حدوث انهيارات أرضية وإلحاق الضرر بالطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية. ما قد يُلحق الضرر والدمار بمدن كاملة فتتوقف الحياة فيها.ئ

أضاف أن هناك ما يسمي بالكود الزلزالي الذي يرصد الطبيعة الزلزالية بكل منطقة. وباستخدام هذا الكود يتم معرفة القوة الزلزالية لكل منطقة. ومن خلاله يتم بناء مباني بمواصفات معينة لمراعاة قوة الزلازل عند بناء أي مبني. بحيث تكون هذه المباني قادرة علي الصمود ومواجهة الزلزال. وهناك دولاً مثل اليابان وكاليفورنيا في أمريكا تتعرض لزلازل قوية جداً ومع ذلك يكون تأثيرها في معظم الحالات محدود. في حين أن الكثير من دول العالم الثالث مثل إيران والهند وتركيا تتعرض لزلازل متوسطة القوة وتكون الخسائر كبيرة ومدمرة.

ويرجع السبب في هذا إلي مدي استعداد وقابلية المباني والمنشآت والبنية التحتية لامتصاص الصدمات الناتجة عن الزلازل وتوابعها ومدي توافقها مع الكود الزلزالي للمنطقة.

أوضح أن الدولة المصرية تحرص في بناء المدن الجديدة وأبراج العلمين والعاصمة الإدارية والكباري والأنفاق. علي مراعاة أن تكون هذه البناءات قادرة علي مواجهة الزلازل أياً كانت قوتها. حيث يتم إنشائها وتصميمهاً وفقاً للكود الزلزالي المناسب لكل منطقة. فضلاً عن جهود الدولة المصرية في مكافحة العشوائيات منعاً لانهيارها في حالة وجود زلازل. ومما لا شك فيه أنه لا يمكن الاستشعار بالزلزال قبل حدوثه. لكن يمكن العمل علي الحد من مخاطر هذه الكوارث. وذلك من خلال تحديث الكود الزلزالي للمباني والعمل علي توعية المواطنين بمخاطر الزلازل وكيف يمكن الحد من مضاعفاتها مثل عدم استخدام الأسانسير وقطع التيار الكهربائي والغاز وغيرها. كما يتم تدريب كل الجهات المعنية مثل المحليات والشرطة والشباب والرياضة والصحة والتضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية ومراكز الشباب وغيرها للتعامل مع مثل هذه الكوارث.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق