هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ضرب نار يا غلاء الأسعار 
رشا سالم  
رشا سالم  

يتعالي صوت المواطنون ليصل لحد الصراخ من لهيب ليصل إلي حد الأحتراق من جراء غلاء الأسعار ؛ لتصبح الأسعار فلكية بصفة شبه يومية ؛ وما بين القيل والقال وأرجاع الغلاء لأمور كثيرة وأسباب لم تكن في الحسبان ؛


 

تتعالي الاصوت لتصل الى حد الصراخ من لهيب  غلاء الأسعار ؛ لتصبح الأسعار فلكية بصفة شبه يومية ؛ وما بين القيل والقال وأرجاع الغلاء لأمور كثيرة وأسباب لم تكن في الحسبان ؛ فنغمة الحرب الروسية الأوكرانية من أحد أعظم الأسباب؛ وقلة المخزون من السلع الأستراتيجية المختصة بالغذاء من حبوب تزرع في تلك البلدان ؛ وتنتشر الأخبار كالهشيم في أحطاب جسد العبد المسكين بأن المخزون من السلع الأساسية يتناقص ولا يزيد ؛ وأصبح المواطن بين مطرقي السندان يتحمل ضربات من اليمين تارة ومن الشمال ؛ وتسحق الفئات الأكثر فقرا وتنحدر الطبقات المتوسطة والتي كانت بمثابة محور أتزان في المجتمعات لتدفن للابد في واد الفقر السحيق ولكن بمرتبة الستر وعدم مد الأيد ؛ وأصبح التجهم والسخط واليأس يحفر خطوط وملامح الوجوه؛ وليس من الغريب أن اثناء تدافع أمواج البشر اليومية في وسائل المواصلات نجد العديد من المواطنين يتحدثون لأنفسهم دون رد بسلب او بأيجاب .

 

الأزمة طاحنة وعلي مستوي العالم بأكمله وعلي كافة أنواع غني وفقر الدول سواء العظمي كأمريكا وحتي أفقر البلدان ؛ تدني في القيمة الشرائية للعملات وأنهيار أقتصاديات دول عديدة بمختلف القارات ؛ والتدافع للأقتراض علي مستوي الدول أوحتي علي مستوي الأفراد ؛ فجهات التمويل تلاحقهم بكافة الأغراءات بدءا من قروض تحت ستار التنمية علي مستوي الدول والتسهيلات لتقع الدول في فخ بئر الفوائد المعظمة للقروض شبه الميسرة ؛ والحال للأفراد ليس ببعيد فملاحقة البنوك للمواطنين لاقتناء كارت المشتريات وما يحمله من مغريات للتبضع والشراء ؛ والأغراء كبير فالشراء بدون فوائد لكونه بالتقسيط ؛ ويدور المواطن في مضمار الأقتراض ليكبل بالأقساط ذات الفوائد المتراكمة لينتهي به الحال أما للسجون لتنفيذ احكام لعدم السداد أو للجنون ولا يجد بمستشفي الأمراض العصبية له مكان.

 

والسؤال ما الحل ؟! ويجب ان ندعنا من الكلمات الوردية التي لا تحل الأزمة الحالية ...

 

فلنبدأ أولا بسؤال ما هي أسباب تفشي أزمة غلاء الاسعار؟ وما هي الحلول العملية للتغلب علي هذه الكارثة المتنامية ؟

 

ولنبدأ بأجابة سؤال ما هي الأسباب؟

 

عند قراءتنا للتاريخ لعصور قديمة متعددة ومتنوعة ؛نجد أن التمهيد لأحتلال أي بقعة من البقاع الأرضية يكون بخلق أزمات أقتصادية وندرة في السلع خاصة الغذائية كوسيلة من الجهة ذات الصبغة الأحتلالية علي أنهاك الشعوب المراد احتلال أراضيها ؛ إلي جانب الطامعين في تحقيق الثراء السريع من التجار منعدمي الضمير ف تكديس البضائع بهدف تعطيش السوق كما هوشائع باللغة الدارجة حتي يستطيع أن يرفع الأثمان عند ازدياد الطلب والأحتياج ليدفع ثمن تلك المطامع الدنيئة المواطن المقهور الغلبان.

 

إذا ما هي الحلول العملية الواقعية لمواجهة غيلان وتايكونات التجارمن مصاصي دماء المواطنين الشرفاء؟ ولتوضيح معني مصطلح " تايكونات" : “(تايكون) كلمة يابانية الأصل تعني السيد أو الأمير العظيم.. ولكنها لم تكن تطلق على الأمراء المنحدرين من السلالة الحاكمة بل على من وصلوا بمالهم ونفوذهم إلى مستوى مماثل من السيادة والتأثير.. ومن اليابانية دخلت كلمة تايكون Tycoonإلى الانجليزية وأصبح لها علاقة قوية بعالم المال والأعمال.. ؟

 

تدافعات الصيحات في وسائل التواصل الأجتماعي لحث المواطنين علي المواجهة الإيجابية لتلك الهجمات ذات النوايا الدنيئة ؛ فأرتفاع أسعار السلع الغذائية كمصدر للبروتينات من أسماك أو حتي لحوم حمراء أو بيضاء أو بيض للمائدة ؛ سواء لندرة الأعلاف نتيجة حجزها بالموانيء مكدسة ؛ أو لوقف إستيرادها من الأساس أو مبرارت آخري عديدة لا تعييها العقول أو تقتنع بها ؛ ولكن المحصلة النهائية نفوق أعداد كبيرة من الثروة الداجنة وفناءها مما يهدد تلك الصناعة الهامة من فقدان أصناف وسلالات قد نعجز بعدها أن نستنبطها مرة آخري أو نقتنيها بنفس مواصفات الجودة التي أعتدنا عليها ؛ وتلك الأسباب هي جزء من أرتفاع الأسعار ولكن يضاف إليها المبالغة في رفع الأسعار رغبة في تحقيق الثراء؛ وأن تمت المقاطعات للبيض واللحوم والاسماك فالبدائل من بقوليات كمصادر بروتين طالها اللهيب وأصبحت أسعارها تنطلق لأعلي بلا رقيب ؛ ناهيك عن أسعار الجبن ومنتجات الألبان وهنا نجد أن المقاطعات في تلك الأحوال ليست من سبل الحل الأكيدة.

 

ومن الحلول الأكثر فاعلية هي ثقافة الأستغناء بمعني الأستغناء عن شهوة الأقتناء لأي سلعة تحت أي مسمي من المسميات ؛فالأقتناء شهوة مدمرة وتعطي مجال ومطمع لجشع التجار؛ فالتدافعات لشراء السلع بحجة عدم ضمان ثبات سعرها ؛ أو اللهاث للحاق بعروض ترويجية غير حقيقية تحقق للتجار والمتاجر الكبري مآربها لزيادة الأسعار بقفزات جنونية ؛ وكذلك الدعاوي بمسابقات وهمية عن طريق الأتصالات والجوائز بما يعادل الالاف لأنفاق النقود في مواضع زور وبهتان.

 

لينعكس بذلك علي اشتداد الفقر والحاجة والعوذ وهروب الكثيرين من ضعاف النفوس والمواجهة لأدمان المخدرات والحصول علي أثمانها للشراء عن طريق السرقة والنصب أو خطف هاتف محمول من المارة ووصل الحد إلي ظهور سرقات للملابس فيما يعرف قديما بالأفلام الكوميدية بالزمن الجميل " بحرامي الغسيل" مما يؤدي إلي تنوع السرقات والانفلات الأمني فتلعب المخدرات بعقول الشباب ليتحولوا إلي مواطنين بدرجة بلطجية يفتعلون المشاجرات ويكون الذبح والنحر هو السبيل ؛ويتحول الشارع او الطريق إلي نهر دموي مخيف.

 

ومن الحلول الأكيدة هو القناعة بما قسمه الله وعدم ترك النفس للشهوات والنظر لمغريات يقتنيها الآخرون وأستمرارية مقولة " أشمعنا " يجب أن تلغي من قواميس تصرفاتنا الحياتية ؛فالبعد عن الحسد والأطماع والنظر إلي كل ما هو بأيادي الآخرين ؛ وتكون تلك المطامع هي نواة وبذور تروي بسيل من الأهواء والشهوات لتطرح ثمار الأحقاد والغل ويكون بعد ذلك العنف هو السبيل .

 

ومن الحلول عدم اللهاث وراء مدعي الشرف والأنسانية من النصابين المدعيين بتوظيف الأموال وجنيها بعوائد كثيرة اعلي من المصارف او أوجه الأستثمار بكثير ؛ فهؤلاء الشرذمة من النصابين والذين يطلق عليهم لقب "المستريح " يخربون الأقتصاد بالألتفاف لجمع الأموال بطرق غير مشروعة ويفتح مجال أيضا لتقنين مصادر اموال تم جنيها من تجارة الآثار أو الأسلحة أو حتي المخدرات بما يطلق عليها من لقب " غسيل أموال " فتلك الأموال تبقي مدفونة غير معلنة من أصحابها لحين ضخها في مثل تلك الأعمال المشبوهة من توظيف الأموال.

 

مثلما ندعو المجتمع أن يشارك مشاركة إيجابية لمواجهة مثل تلك الأزمات ؛ ندعو أيضا المسئولين خاصة الأجهزة الرقابية سواء الرقابة علي الأسعار أو جهات تختص بالأفراج الجمركي والعمل علي تيسير الأجراءات لأنعاش الصناعة كسبيل وحيد وأكيد لنهضة البلاد ؛ وكذلك تعظيم الأستفادة من المشاريع التنموية كالمحاور المستحدثة ووسائل النقل الحديثة لنقل البضائع التي تكلفت لتنفيذها الكثير من المليارات وتدور عجلة الأنتاج ولا نقتات من أموال المعونات والأقتراض كما يتم نعتنا به الآن .

 

المهندسة / رشا سالم

القاهرة





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق