بقلم د/ حاتم سلامة
أستاذ الأدب الإنجليزي - رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة - جامعة العريش.
يشهد عالمنا الحديث قفزات تكنولوجية متلاحقة تجعل من هذا العالم المترامي الأطراف غرفة صغيرة يرى ويسمع ويشارك فيها بعضنا البعض الرأي والخبرة، كما أصبح الواحد منا يمتلك صحيفة أو قناة تلفزيونية خاصة بعد أن كان يتفاخر بذكر اسمه بنعي أو خبر أو لقاء تلفزيوني أو إذاعي، هذه إحدى ثمار التطور التكنولوجي الهائل فهل نحسن قطافها؟
في الحقيقة أن الناس في هذا الأمر فريقان: فريق يسعى لتغييب الوعي وبث الشائعات وفريق يسعى لنشر الوعي والتصدي للأكاذيب، فأي الفريقين أنت؟
تختار الفطرة السليمة الفريق الثاني الذي يدرك خطورة الكلمة وأن الكلمة أمانة، ورسالتي إلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين لا يلقون بالًا لما يقرأون أو يسمعون أو يشاهدون فيسارعون بالمشاركة أو التعليق أو تسجيل الإعجاب دون تدبر فيساهمون بذلك في نشر الشائعات وطمس الحقائق وإحداث البلبلة لدى الآخرين، وسواء كان هذا الأمر بقصد أو بغير قصد فالنتيجة واحدة: وابل من المنشورات والصور والفيديوهات المتطايرة التي لا مصدر معلوم لها ولا سند علمي أو عقلي ترتكز عليه ينصب فيها أصحابها أنفسهم علماء أو فقهاء أو متحدثين رسميين.
التحقق مما نصادفه على وسائل التواصل الاجتماعي واجب والرجوع إلى أهل التخصص والخبرة أوجب والكف عن التفاعل حتى التثبت أوجب وأوجب، فليس كل ما يُقرأ أو يُسمع أو يُشاهد يُذاع.
اترك تعليق