 
                      
            
                                        
                                        أنامل ذهبية تنسج أجود الصناعات البدوية والتراثية.. سجاد وبردى وخزف وصدف ونحت على الخشب
"الجمهورية اونلاين " ترصد قصص نجاح أياد تتلف فى حرير.. حققت المستحيل وتخطت المحلية إلى العالمية
الأهالى : قهرنا البطالة ولم ننتظر الوظيفة الميرى.. ونطالب بوقف الاستيراد الصينى
قرى الريف المصرى على مدى تاريخها برعت فى العديد من الصناعات والمنتجات الحرفية واليدوية التراثية والشعبية الفريدة التى ساهمت فى القضاء على البطالة.. وتخطت بها المحلية إلى العالمية.
"الجمهورية اونلاين "ترصد بالكلمة والصورة من قلب القرية المصرية حكايات وقصص نجاح تبعث على الأمل والتفاؤل والارتياح.. فمن محافظات الصعيد مرورا بالدلتا والوادي الجديد قرى برعت فى مختلف الصناعات والمنتجات البدوية والتراثية غزت بها الدول العربية والأوربية فى ملحمة تاريخية فريدة تؤكد قدرة المصريين على الإنجاز وتحقيق المستحيل.
فبإرادة أهل الريف القوية وبأناملهم الذهبية نسجوا أروع منتجات الخيمة البدوية وصناعة البردي والكليم والسجاد اليدوى والفخار والخزف والصدف والنحت على الخشب ونافسوا بها محليا وعالميا.
الأهالى أكدوا أنهم قهروا البطالة ولم ينتظروا الوظيفة الميرى.. مثمنين جهود الدولة للنهوض بالصناعات الصغيرة والمتوسطة.. و مطالبين بدعم المنتجات الحرفية واليدوية التراثية والشعبية الفريدة بالقرية المصرية.. مع وقف الاستيراد من الصين.
أياديهم تتلف فى حرير.. قهروا البطالة وحققوا المستحيل 
المنوفية ــ نشأت عبد الرازق :
" أياديهم تلتف فى حرير" مقولة حقيقية تنطبق على أبناء قرية ساقية المنقدى الواقعة شمال القاهرة بنحو 60 كيلومترا، وبالتحديد فى مركز أشمون بمحافظة المنوفية ، تلك القرية الصغيرة التى لا يتجاوز عدد سكانها 15 ألف نسمة ، ونجحت فى قهر البطالة بين شبابها ، دون انتظار الوظيفة " الميرى " مثل الملايين من بقية الشباب الآخرين بمختلف محافظات الجمهورية، حيث يوجد بالقرية حوالى 100 ورشة لصناعة منتجات الصدف والتحف الفنية ويعمل بكل منها نحو 10 إلى 20 عاملا أى أكثر من ثلثى سكان القرية بخلاف الورش الملحقة بالمنازل الريفية أو المجاورة للحقول ،وتبلغ الطاقة الإنتاجية مليونى قطعة سنويا تقريبا ،علاوة على أن ورش خان الخليلي بحي الحسين بالقاهرة تعتمد على أكثر من 80 % من شباب القرية فى العمل بها ، وللأسف هناك بعض المشاكل التى تواجه هذه الصناعة وتهددها بالانقراض .
يقول محمود قوطة ــ نقيب الحرفيين والمهن التراثية بالمنوفية مؤسس صناعة الصدف بقرية ساقية المنقدى وأحد أبنائها ــ إن القرية تنتج ما تعرضه البازارات السياحية من علب أو مكعبات خشبية مطعمة بالصدف التي تستخدم للديكور وحفظ المجوهرات والأشياء الثمينة، والتحف الفنية كالفازات وأطباق الزينة والكراسي ،والترابيزات والأنتريهات والسفر والمكاتب وكافة الأثاث المصنوع من الخشب،وأزرار الملابس، والعاج " سن الفيل " وأطقم وطاولات الشطرنج ،والعصى ،لافتا إلى أن أبناء هذه القرية يتميزون بمهارة وحرفية عالية إلى جانب المعاصرة والتحديث فى هذا الفن التراثى .
أضاف " قوطة " أن د.يحيى حسن محافظ المنوفية الأسبق هو الذى وضع الأساس لهذه الحرفة التراثية بالقرية وقام بدعمها ماديا وتشجيعها معنويا وكان كثير الزيارة لها.. ثم أعقبه المحافظون السابقون ، وأيضا د. آمال عثمان وزيرة الشئون الاجتماعية فى الثمانينات، مشيرا إلى أنه تم تأسيس هذا الفن عام 1977 اعتمادا على أبناء الفلاحين ، وأنه تم إنتاج طبق مطعم بالصدف ما زال موجودا بمكتب محافظ المنوفية منذ أيام المحافظ الأسبق د.يحيى حسن الذى وضع الأساس لهذه الحرفة التراثية بالقرية وقام بدعمها ماديا وتشجيعها معنويا وكان كثير الزيارة لها كان من المقرر إهداؤه للرئيس الأسبق حسنى مبارك أثناء زيارته للمنوفية فى احتفال ليلة القدر عام 1984.
يرى نقيب الحرفيين إلى أن توقف سوريا عن تلك الصناعة ساهم فى رواج منتجات الصدف محليا وخارجيا وأن الاعتماد كليا فى التسويق كان محليا قبل ثورة يناير 2011 لكنه عقب 30 يونيو تحول إلى السوق الخارجى حيث يتم تصدير تلك المنتجات إلى مختلف الدول العربية كالسعودية وسلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين.. مضيفا أنه سبق المشاركة فى معارض للمنتجات التراثية بدول عمان والكويت والسعودية وتركيا وتونس والمغرب.. كما تم الاشتراك بمعارض القاهرة الدولى ،والجامعة الأمريكية والغرفة التجارية وتم عمل توأمة مع الجزائر ، مطالبا ببروتوكول للمشاركة فى المعارض المحلية والخارجية بصفة منتظمة ، وكذا تخصيص قطعة أرض تابعة لجهاز مدينة السادات لإنشاء مصنع متطور على الطراز الإسلامى لتصنيع منتجات الصدف ،حيث قرر المحافظ الأسبق اللواء حسن حميدة فى عام 2006 إنشاء قرية حرفية بالمدينة تضم كافة الحرف التى تشتهر بها المحافظة، و لكن عقب تركه لها لم يتم تفعيل القرار .
أكد أيمن محمود ــ أحد أصحاب ورش تصنيع الصدف ــ أن قرية ساقية المنقدى تعتبر رائدة صناعة الصدف بمصر والعالم العربى وتعد الأولى فى تلك الصناعة على مستوى الشرق الأوسط ،وهى إحدى القرى النموذجية التى حاربت البطالة وتغلبت عليها ،لافتا إلى أن 95 % من أبناء القرية يعملون بها ،وأن الطفل منذ السابعة أو الثامنة من عمره يتجه إلى العمل بتلك المهنة التى تعلم الصانع الصبر والفن والتذوق والرقى .
يقول أيمن الشافعى وكريم سعيد وعاطف شرف وأحمد عبد الصادق "عمال " أن تلك الصناعة تمر بأربع مراحل هى : إنتاج العلب من الخشب والتطعيم بالصدف والتلميع ،والإعداد والتسويق ،وأن القطعة الفنية إذا احتاجت للتبطين بالقماش تكون هناك مرحلة خامسة هي التنجيد مثلما يحدث في العلب وأن كل ورشة متخصصة فى واحدة من تلك المراحل.. لافتا إلى أنه يتم بيع المنتجات عن طريق تجار متخصصين جملة و قطاعي وذلك لأصحاب البازارات بالقاهرة وكذا المناطق السياحية حيث يتهافت السائحون على شراء هذه التحف الفنية والأنتيكات، كونها تحظى بجماليات وتشكيليات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي،مما يضفي عليها قيمة جمالية وطابعا تاريخيا .. كما يتم تصدير هذه المنتجات المطعمة بالصدف إلى كثير من الدول العربية وأوروبا.
قال جمال زكى " صاحب ورشة " كنا نعتمد على استيراد خامات تصنيع الصدف من ألمانيا إلا أنه تم شراء سلندرات لتصنيع "الأزرار" والبوليستر والحمد لله أصبحنا نصنعها محليا.
يرى هانى زيدان " صاحب ورشة " أن صناعة الصدف تعد من الصناعات الحرفية التراثية التى لها دور فى تنمية الاقتصاد القومى.
كما أنها واحدة من المشروعات الصغيرة التى تعتبر قاطرة التنمية  وتساهم بنحو 55 % من صادرات الدول المتقدمة  لكن توجد الكثير من المعوقات التي تواجه هذه الصناعة وتهددها بالانقراض مما ينقل الشباب العامل من ثروة قومية لمصر إلى قوة معطلة  خاصة وأن معظم العاملين بها فى القاهرة هجروها  ورغم ذلك تجدها مستمرة بالريف حتى الآن.. لأن العامل يرضى بالقليل من الأجر المادى  لاعتمادها على العمل اليدوى وليس الماكينات  ومن تلك المعوقات : ارتفاع أسعار الخامات من البوليستر والغراء والصدف وتحكم المناطق السياحية في الخام وكذا عند شراء المنتج النهائي.. بالإضافة إلي الضرائب الباهظة التي يدفعها أصحاب الورش الصغيرة  وصعوبة التسويق حالياً خاصة بعد تأثر السياحة في مصر وقلة المعارض اللازمة لعرض تلك المنتجات سواء بالأندية الكبرى أو المعارض التي تعد أماكن جذب سياحية و عدم وجود جهات تساعد هؤلاء الصناع علي تسويق منتجاتهم في الخارج علي الرغم من روعتها.. مطالبا بضرورة تشجيع الدولة لهؤلاء الشباب وأصحاب الورش الصغيرة ودعمهم بمنحهم قروضا للحفاظ على تلك الصنعة من الاندثار ومواجهة ارتفاع أسعار المواد الخام ،إلى جانب توفير منافذ حكومية لبيع الخامات وشراء المنتجات بعيدا عن احتكار التجار والوسطاء.
 
"قنا" .. عاصمة الحرف التقليدية والتراثية 
قنا – عبدالرحمن أبوزكير:
تشتهر محافظة قنا بالعديد من الصناعات الحرفية أبرزها الفخار والخزف والفركة والجريد والنحت على الخشب.. وتتمركز تلك الصناعات داخل 45 قرية بالمحافظة حتى أصبحت "قنا" عاصمة للحرف التقليدية.. وتعد قريتي الشيخ على وكوم الضبع بمركز نقادة وقرية المحروسة بمركز قنا وقريتي جراجوس وحجازة بمركز قوص الأشهر في تلك الحرف.. وإن كان البعض منها يلقى اهتمامًا مناسبًا والبعض الآخر لا يزال يعانى الركود الذى يهدد مستقبل تلك الحرف.
" الجمهورية اونلاين " قامت بجولة داخل القرى المنتجة بمحافظة قنا.. وكانت البداية من قرية جراجوس بمركز قوص التي كانت تمتلك أقدم مصنع لصناعة الخزف والذى يعود تاريخ إنشاؤه إلى حقبة الخمسينيات وهو أحد أهم الصروح التاريخية بعدما شيده المعماري الشهير حسن فتحي على هيئة متحف  وأسسه الراهب الفرنسي استيفان ديمون  ليكون على رأس الخريطة السياحية العالمية قبل الأحداث الإرهابية التي وقعت بالأقصر في التسعينيات، وولدت فكرة بناء مصنع الخزف بقرية جراجوس على يد "مسيو لوفريه" أحد أفراد البعثة الأثرية  وتحمس لها الأب "مونجولوفييه " الذي استعان بالمهندس حسن فتحي لبناء المصنع  وتتابع عدد من الفرنسيين والسويسريين على تعليم أبناء القرية صناعة الخزف بكافة جوانبها الحرفية والكيميائية والتشكيلية بداية من عام 1955 حتى اكتسبوا مهارة عالية.. وحظى المصنع بزيارة ملك السويد فى عام 1986 م.
 
فى البداية يشكو المعلم فواز -  من ارتفاع سعر طن المادة الخام لصنع الخزف "الطين الأسوانى" إلى جانب انعدام فرص التسويق.. مشيراً إلى أن المصنع شهد أزهى عصور الإزدهار قبل أن يضرب الإرهاب مدينة الأقصر في التسعينيات حيث كنا نعتمد بشكل أكبر على إقامة معارض في الأقصر والقاهرة وكانت الوفود السياحية تزور المصنع للشراء أما الآن فالوضع تغير ونأمل أن يتم إحياء المصنع من جديد وإعادة تشغيله بعدما تم طردنا منه، ونأمل في إقامة منافذ تسويقية في كل مدن المحافظة وداخل الجامعة حتى لا تندثر الصناعة، حيث كنا من قبل ننتج التماثيل والقطع الفنية للسائحين وكذلك أطقم الشاي والسفرة أما الآن فلا ننتج إلا الأطقم المنزلية من أدوات المطبخ.
وقال فواز سيدهم - أحد الفنانين الشركاء في المصنع- أن المصنع أُغلق أبوابه بعد نزاع قضائي استمر لعدة أشهر بين المؤسسين من الفنانين التشكيليين والكنيسة الكاثوليكية ليصدر حكمًا قضائيًا بأحقية الكنيسة بالمصنع.. وتواجه صناعة الخزف شبح الاندثار رغم أنها تعد واحدة من أهم الصناعات الشعبية والتراثية التي لا يخلو منزلًا في صعيد مصر من منتجاتها التي تصل إلى نحو 36 دولة حول العالم.
أوضح أن بداية تأسيس المصنع بدأت على يد الراهب الفرنسي ستيفان ديمون عندما قرر إدخال نشاط آخر بجوار حرفة الزراعة التى كانت الوحيدة لأهالى قرية جراجوس فبدأ إنشاء مصنع للخزف، والذى تم تصميمه بنظام القباب ليتحمل حرارة الجو القاسية بصعيد مصر أثناء العمل، وبعد فترة من إنشاء المصنع ورواج منتجاته بين السائحين، ذاع صيته ليصبح منتجًا عالميًا له اسمه المميز فى مختلف بلدان العالم بفضل جودة وتميز منتجاته التى ما أن يشاهدها المواطنون إلا ويعرف الجميع أنه "صنع في جراجوس" .. كما شهد المصنع زيارات هامة لشخصيات محلية ودولية، أبرزها زيارة ملك وملكة السويد عام 1986 وعدد من الوزراء المصريين ونجوم الفن والأدباء والمثقفين.
أضاف أن المصنع يعد أحد أهم معالم محافظة قنا، وبعد رحيل الجالية الفرنسية التى كانت تدير المصنع، أحيلت مسؤولية المصنع للعمال الموجودين بالمصنع وتولوا الاهتمام به واستكمال العمل، وإشهار المصنع كشركة مصرية لاستكمال الإجراءات الحكومية والتأمينية.
وأشار إلى إنه بعد سنوات قليلة من تأسيس المصنع تم تحرير عقد إيجار بين الكنيسة الكاثوليكية وشركة "ثابت لبيب يوسف لصناعة الخزف" والتي تضم 5 فنانين تشكيليين، وذلك بقيمة إيجارية وقتها 10 جنيهات ونسبة زيارة سنوية وصلت الآن إلى 1100 جنيه كقيمة إيجارية شهرية، وهي نظير إيجار المصنع الذي يقع بداخل أرض مملوكة للإبراشية الكاثوليكية، أما المعدات من أفران وغيرها فهي مملوكة للشركاء من الفنانين التشكيليين.
وتابع قائلًا: أن العام قبل الماضي ونتيجة المشكلات التي بدأت تواجه منتجات الخزف وحالة الركود بسبب التسويق لقلة أعداد السائحين وافتقار الدعم المادي من الجهات المسئولة، وخروج قرية "جراجوس" من خريطة المزارات السياحية المصرية أيضا، فقد لجأ المؤسسين إلى فكرة التطوير من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع غرفة الصناعات اليدوية لتطوير المهنة وتدريب نحو 25 شابًا وفتاة عن هذه الصناعة التي غزت جميع دول العالم.
وأشار إلى أنه بمجرد تغيير أحد الأفران التي تعمل بالمازوت واستبدالها بالغاز الصديق للبيئة فوجئنا بالكنيسة الكاثوليكية تقيم عددا من الدعاوى القضائية أمام إحدى المحاكم لفسخ عقد الإيجار، وعقب صدور الحكم لصالح المطرانية تم إغلاق المصنع وتشريدنا وأسرنا.
وأكد الفنان اسحق يوسف - نجل أحد الشركاء بالمصنع- إن مصنع الخزف كان يعد أحد أهم القلاع الصناعية اليدوية وكان يعمل به العشرات من الفنانين والمبدعين الذين حملوا على عاتقهم رسالة الفن، وهذه الصناعة التى جعلت من قرية "جراجوس" محط أنظار العالم لأهمية منتجاتها من أوان فخارية وأدوات منزلية كأطباق الأكل والسرافيس وتماثيل يتم اقتنائها من قبل السائحين الذين كانوا يزورون الصعيد قبل تفشى وباء كورونا وتأثر الحركة السياحية، بالإضافة إلى معرضين يقاما فى القاهرة والإسكندرية سنويا للترويج لهذه المنتجات، وبإغلاق المصنع نعلن إندثار أخر الصناعات الشعبية اليدوية، وتشريد أكثر من 30 أسرة أصبحت بدون عائد مادي.
وتعتبر قرية الشيخ على بمركز نقادة واحدة من أهم القري التى تشتهر بصناعة الفخار في محافظة قنا، وأشار كامل أبواليزيد أحد الحرفيين بالقرية، إلى توارث الحرفة من الآباء والأجداد ولا يزال أكثر من 130 أسرة تعمل في صناعة الفخار، إلا إننا نعانى من انعدام الإهتمام بالصناعة ولا نزال نعيش على أمل إنشاء قرية الحرفيين بنقادة التي أعلن عنها منذ أكثر من 20 سنة ومع ذلك الأرض المخصصة لا تسلم من التعديات من فترة لأخرى دون أن تكون هناك خطوات جادة لإنشاء القرية، خاصة وأن مركز نقادة يشتهر أيضا بصناعة " الفركة " التي كانت تصدر إلى السودان فيما مضى إلى جانب صناعة منتجات الجريد من كراسي وأسرة وغرف نوم كاملة، وكل هذه الحرف إن لم تسعى الدولة لتنميتها فستندثر قريبا، فبدلا من أن نجد تكرار لتجاربنا كقرى منتجة قد لا نجد أى منتج يدوى قائم بعد سنوات قليلة إذا استمر الإهمال.
وتقول " كريستين هارون " إحدى العاملات بصناعة الفركة بنقادة إن هذه الصناعة انفردت بها مدينة نقادة، وتعتمد في مادتها الخام على خيوط من الحرير أو القطن لتنتج منها أشكالا مختلفة من الأقمشة أشهرها الطرحة والملاية وترتديها معظم النساء فى صعيد مصر ودولة السودان.. بالإضافة إلى " الشال" المصنع يدويا من الحرير علي نول خشبي ويطلق عليها الكثيرون اسم " أم درمان " لكون سكان مدينة أم درمان بالسودان هم أكثر الشعوب استخداما للفركة اعتقادا منهم بأنها تجلب البركة حيث كانت تصدر الفركة إلى هناك نتيجة الإقبال الشديد عليها من أهل السودان فكانت من أهم أثواب زينة العروس السودانية وكذلك يتم استقبال المولود الجديد ب" الفركة " ويلفونه به اعتقادا منهم أن ذلك سيجعل أيامه أكثر سعادة.. مشيرة إلى وجود أكثر من 700 أسرة بنقادة تشتغل الفركة يعملون على حوالى 1200 نول و200 أسرة بقرية الخطارة يعملون على 400 نول و 20 فتاة بقرية كوم الضبع ضمن مشروع البيت الريفي وتوفر هذه الصناعة حوالي 3000 فرصة عمل تبعا لمراحل الإنتاج أغلبهم من السيدات وكبار السن.. وكانت تصدر إلى السودان وكان يقدر الإنتاج سنويا حوالي 700 ألف قطعة فركة تصل قيمتها إلى ما يقرب من 4 ملايين دولار وكان عدد العاملين بها نحو 10 آلاف أسرة بالمدينة والقرى المجاورة وعدد الأنوال 5000 نول وكان العاملون بها يحصلون على الخيوط من إحدى الشركات بكفر الدوار ثم بدأت عملية الإستيراد من الصين والهند وتعتمد هذه الصناعة في أسعارها على استقرار الأحوال الاقتصادية والتى أدت إلى تراجع الصناعة فى الوقت الحالى بشكل كبير جدا خاصة بعد توقف التصدير إلى السودان منذ عام 1987 فبعد أن كانت تدر الملايين أصبح مكسبها ملاليم فى الوقت الحالى.
كما تشتهر قرية حجازة بمركز قوص بإتقان فن النحت على الخشب منذ أن أسس للفكرة راهب فرنسى يدعى "بتروس ايون" عاش فى القرية 27 عاما حيث توفى ودفن بها وكان طوال حياته بالقرية يسعى لتعليم أبناء القرية فن النحت على الخشب حتى أتقنوا المهنة تماما وتحولت الفكرة إلى تجارة رائجة خاصة بعد إنشاء إحدى الجمعيات لمركز متخصص لصناعة المنتجات الخشبية.
قال عاطف بقطر" أحد العاملين بصناعة النحت على الخشب" أنه كان يتم إقامة معرض للتسويق فى القاهرة ويقام عادة فى شهر مارس، ولكنه توقف منذ أحداث 25 يناير وسبق أن قمنا بعمل معرضين بالمحافظة وتم عمل 5 معارض منذ بداية عام 1986 بالإضافة إلى المعارض التى أقامتها الجمعية والتصدير لأوروبا وفرنسا وألمانيا وايطاليا.. مشيراً إلى أن الأوضاع التى أعقبت 25 يناير كان لها بالغ الأثر حيث أدت إلى قلة المعارض حتى المعارض التى كانت تقام بالأقصر لقربها من القرية توقفت وأصبحنا نعانى صعوبات فى التسويق، لافتا إلى قيامهم باستخدام الأشجار البيئية في الصناعة مثل السنط والاتل والكاى والنبق والسرسوع الذى يواجه الانقراض حاليا، مطالبا الحكومة بإقامة مزارع خاصة أو وضع السرسوع داخل محمية طبيعية لحماية هذا النوع من الانقراض.
فيما قال الدكتور وليد بريقع المدير الإقليمى للمبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" بمحافظة قنا أن المؤسسة نجحت منذ تدشينها قبل سنوات فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية على أرض محافظة قنا شملت إنشاء مزارع سمكية وفصول لرياض الأطفال وفصول لمحو الأمية، وكذلك تنفيذ مشروعات لتحسين مستوى الأسر الفقيرة كتربية الدواجن وإعادة تدوير مخلفات الزراعة.. بالإضافة إلى ورش تدريب لتنمية الحرف التراثية التى تشتهر بها محافظة قنا من الإندثار مثل الفركة فى نقادة والخزف فى جراجوس والقلل القناوى بالمحروسة وغيرها من الصناعات فى القرى الأخرى، لافتا إلى أن محافظة قنا بها 45 قرية بـ 45 منتج منها ما اندثر وما هو مستمر ونجحنا فى تطوير هذه الحرف وإدخال حرفة جديدة وهى صناعة الأرابيسك، وقمنا بتبنى فكرة " منتج لكل قرية " بحيث تصبح كل قرية مميزة بصناعتها فمثلا الفركة تشتهر بها نقادة فقط هنا نقوم بتنمية الصناعة داخل مدينة نقادة وفتح مراكز تدريب أكثر بنفس المكان دون الحاجة لفتح ورش مماثلة فى مركز آخر أو قرية أخرى ولهذا تجد أن هناك قرى فى مركز قوص مثلا بها أكثر من 4 ورش لصناعة الخشب والحفر على الأخشاب فهدفنا إقامة تجمعات صناعية للحفاظ على تماسك الصناعة والقدرة على استيعاب السوق، وتبنينا أيضا فكرة التسويق للمنتجات من خلال فريق عمل متكامل إضافة إلى الترويج للمنتجات على موقعنا الإلكترونى وكذلك المشاركة فى المعارض المحلية والعالمية وحقق هذا المكون استفادة لأكثر من 1400 مستفيد ومستفيدة تمت إتاحة فرص عمل لهم.
"القراموص " شرقية.. ملوك صناعة البردى العالمية 
الشرقية_ عبد العاطي محمد :
القراموص إحدى قرى مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية.. من أشهر القرى في زراعة وصناعة ورق البردى  يطلق عليها البعض "ملوك البردى ". 
 
وقد اتخذ أهالي القرية من زراعة وصناعة نبات البردى صناعة حيوية للقضاء على البطالة وتحقيق مكاسب كبيرة .
يقول الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية إننا نهتم بكل ما يتعلق بالتنمية السياحية بالمحافظة، والاستفادة مما تتمتع به من ثراء تراثي كبير، ومن هذا المنطلق نولي اهتماما خاصا بصناعة البردي، التى تتميز بها الشرقية بوجه خاص.. وقد أصدرت قرارا بتشكيل لجنة قومية عليا، لإعداد خطوات عاجلة للحفاظ على حرفة صناعة ورق البردي، وإدراجها ضمن قائمة التراث اللامادى لمنظمة اليونسكو.
أوضح المحافظ أنه تم فتح بيوت الهدايا لمنتجات ورق البردي، بجميع المواقع الأثرية في مصر بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، لتعظيم الاستفادة من المواقع الأثرية بإقامة معارض حرفية وورش صناعة البردي، وكذلك نبحث التعاون مع متحف سيراكوزا للبرديات الإيطالي، لإنشاء متحف للبرديات بقرية القراموص، التابعة لمركز أبوكبير، يضم معملا للترميم، ومركزا لتدريب الكوادر على هذا العمل، وتدريب أصحاب الحرف لتحسين جودة المنتج، وكذلك الاستفادة من المتحف الإيطالى في تسويق منتجات ورق البردي الشرقاوي دوليا.
يقول سعيد طرخان- أحد منتجي البردي- إن القراموص "من أشهر القرى على مستوى الجمهورية في زراعة وصناعة نبات البردي وكانت البداية عام 1977 عندما قام الدكتور أنس مصطفى سمك، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ومن مواطني القرية، بإدخال عيدان البردي لأول مرة بالقرية، وفي ذلك الوقت تم زراعة خمسة قراريط فقط، وبعد فترة وجيزة وصلت المساحة إلى 400 فدان من إجمالي 500 فدان هي مساحة وزمام القرية علما بأن سكان القرية عددهم نحو 20 ألف نسمة، وبدأ بعد ذلك يدرب الأهالي على كيفية تصنيع الورق وتحويله من منتج زراعي إلى صناعة يدويه.
يرى إيهاب إبراهيم - أحد المنتجين للبردي- أنه في البداية أمتهن أهالي القرية صناعة البردي وكان يتم بيع الورق خام دون رسومات ولكن تطور الأمر واستطاع أهالي القرية أن يتعلموا كيفية تحويل الورق إلى عملية فنية وذلك بعد قيام الدكتور أنس باستدعاء عدد من الفنانين لتعليم الأهالي والشباب تلوين ورسم الرسومات الفرعونية وغيرها وتطور الوضع إلى أن تعلم الأهالي تصنيع الألوان ولكن بسبب المشكلات التي تحاصرنا كارتفاع أسعار الأسمدة وأدوات الصناعة كالأقمشة الحرارية التي وصل سعر المتر فيها إلى أكثر من 250 جنيها وكان في السنوات السابقة لا يتعدى ال 50 جنيها وكذلك ارتفاع أسعار الألوان أدى ذلك إلى تقليل المساحة المنزرعة بالمحصول والتي لا تتعدى الآن أكثر من 30 فدانا كذلك تراكم الإنتاج في السنوات السابقة بسبب النقص في عدد السياح فهذا كله يؤدي إلى اندثار هذه الزراعة التي يعمل بها أكثر من 80 %من اهالي القرية والتي اطلق عليها البعض ليبيا الصغيرة حيث إنها القرية الوحيدة التي لم يكن بها عاطل علاوة على استيعابها لعدد كبير من العمالة الخارجية.
يقول محمد مأمون- أحد الأهالى - إن معظم المواطنين بالقرية يعملون بزراعة البردي حيث قام الراحل الدكتور محمود الشريف محافظ الشرقية ووزير التنمية المحلية الاسبق بإنشاء مقرا لاتحاد منتجي البردى.. موضحا أن عملية التسويق من أكبر المشكلات التي تواجهنا.. ونطالب بإيجاد حلول سريعة للحفاظ على هذا التراث التاريخي.
يقول أحمد محمد.. إن القراموص هي القرية الوحيدة في العالم التي تنتج ورق البردي الخام وانه نتيجة انتشار المراسم والمطابع بالقرية بدأ الشباب يتوجه بالتصدير إلى الدول الخارجية عبر الشركات السياحية وكانت القرية تحظى باهتمام العديد من المسئولين والمهتمين بقطاع السياحة.
اضاف ان أهم مطالب أهالي القرية  هي الرقابة ومنع استيراد المنتجات اليدوية  الصينية والتي أثرت على العمل عندنا خاصة و أن جميع الأسر بالقرية تعيش على عائد هذا المنتج حيث نحتاج عودة و إحياء هذا التراث مرة أخرى لتدب الحياه من جديد داخل القرية.
 قال محمد احمد ان البردى نبات صيفى يزرع فى بداية فصل الصيف ويستمر فى الأرض لمدة 5 سنوات وبعد السنة الأولى من الزراعة يتم الحصاد و تقطيعه مقاسات طول وعرض بعد جمعه من الحقل، و دخوله المكابس للتلاصق حتى يصبح منتج خام يستخدم فى الطباعة والرسم والتلوين.. لافتا إلى أن القرية  رائدة صناعة البردى فى العالم وليس بها عاطل واحد.. وان أبناء القرى المجاورة كانوا يتوافدون عليها للعمل بها لأنها كانت محور جذب للعمالة، للعمل فى الصناعة والرسم والتلوين.. ولكن فى الفترة الأخيرة بعض العمالة بدأت تتسرب، ومن هنا بدأنا نفكر خارج الصندوق فلجأنا لجهاز تنمية المشروعات وتم دعمنا بمنح لعمل مشروعات من البردي، ومؤخرا لجأنا إلى منظمة التراث العالمية اليونسكو لكى نلقى رعاية اليونسكو، وتم تشكيل لجنة الصون العاجل المكلفة للحفاظ على حرفة البردى من الأنقراض ،وهى لجنة مشكلة من وزارات الثقافة والآثار والسياحة ونحن بصدد الإنضمام لمنظمة التراث العلمى اليونسكو لتبنى هذه الحرفة للحفاظ عليها من الإنقراض.
 
"البشندى" عاصمة التحدى.. ب 5 قروش نقدية وصلت للعالمية
الوادى الجديد _ عماد الجبالى:
تعتبر قرية " البشندى " بمحافظة الوادى الجديد واحدة من أبرز المجتمعات القروية النموذجية ذات البنية العريقة المتأصلة فى صفحات التاريخ القديم والمعاصر من حيث المنشأ والهوية وتعدد الأماكن الأثرية التى تزخر بها القرية صاحبة الريادة والشهرة العالمية فى صناعة الكليم والسجاد والحرف اليدوية كأول قرية مصرية منتجة استطاعت بخمسة قروش معدنية أن تصل إلى العالمية بدعم إحدى جمعياتها الأهلية منذ افتتا…عام 1979م .
"الجمهورية اونلاين" ترصد قصة نجاح صنعتها ايادى المخلصين من أبناء قرية البشندى بمركز بلاط والتى يعود أصل تسميتها إلى ماقبل العصر الرومانى بكثير لتعرف بإسم ( با - شند) ويعنى ( أرض السنط أو المنطقة التي تزخر بأشجار السنط) ، والواقع والشواهد التاريخية تؤكد أن هذه المنطقة وما حولها حتى وقت قريب كانت زاخرة بأشجار السنط نقلا عن الدكتور صبرى يوسف بالآثار المصرية.
ذاع صيت جمعية "البشندى " الأهلية صاحبة الفضل لما أصبحت عليه القرية المنتجة من ريادة بين ربوع قرى مصر فى المحافل الدولية والمناسبات القومية لما حازت على اهتمام إعلامى كبير عندما احتلت مكانة فريدة بين أوائل القرى الجمعيات النموذجية فى تنفيذ 17 مشروعًا أبرزها ( السجاد والكليم – مطحن غلال للقرية – مكتبة ثقافية – نادي للطفل – مشروع تدوير مخلفات وقمامة - صناعة أسمدة - مكتب لتحفيظ القران الكريم –مشروع صرف صحي متكامل- مركز تدريب مهني متخصص علي الخياطة والتفصيل- مشروع تربية أبقار وأغنام – مزرعة موالح ) ، بالإضافة إلى مشروعات تربية دودة القز وإنتاج الحرير والصوب الزراعية ومزرعة نخيل تقدر ب 300 نخلة وغيرها من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
يقول عبد السلام سنوسي حمودة، رئيس مجلس إدارة جمعية البشندى إن القرية والجمعية إنطلقا من العدم عام 1979م ب5 قروش فقط مساهمة من المقتدرين فى ذلك الوقت ، وبدأ تطوير أنشطة الجمعية عام 1983، وسرعان ما تحولت الفكرة إلى مشروعات كبيرة لصناعة السجاد والكليم ومزارع لرعى الأغنام والأبقار، لإنتاج الصوف.. مشيراً إلى أن الجمعية أصبحت تخدم جميع أهالي القرية وتوفر فرص عمل لكل سكانها وأبناء القرى المحيطة بها.
وأوضح "عبدالسلام " ان ماتحقق خلال 42 عاما تاريخ إشهار الجمعية ، لم يكن يكتب له النجاح والريادة فى مجالات التصنيع والإنتاج المحلى ودعم مشروعات الحرف اليدوية لولا تكاتف أهالى القرية وتضافر جهود القيادات ورعاة التنمية.. لافتاً إلى أنه استطاع هو وأهالي قريته تحقيق المعادلة الصعبة من خلال توفير فرص عمل للشباب وحل مشاكل الفقر والقضاء على الأمية، من خلال الجمعية، والتى بلغ رأس مالها ما يعادل 5 ملايين جنيه بفضل سواعد أبنائها لضمان مستوى حياه كريمة فى مناخ يخلو من السلبيات ومعوقات التنمية.
وتابع أن مشروع تربية الأغنام يسير بخطوات ثابتة وخاصة بعد توفير ما يزيد عن ألف رأس تم توزيعها على شباب القرية لتحسين السلالات وضمان مستوى الإنتاج بالتعاون مع الجمعية.. لافتاً إلى أن غزل صوف الخراف أو الماعز هو حرفة يدوية توارثها الآباء عن الأجداد وتشتغل بها الفتيات ضمن أنشطة الجمعية الأساسية والتى تعتمد على تحويل صوف الماعز الى إلى خيوط بسماكات مختلفة عبر سحبه وفتله عدة مرات للوصول إلى درجة السماكة المطلوبة لصناعة الكليم والسجاد والثياب والأقمشة والمفروشات اليدوية على الطراز الواحاتى الأصيل.
 
وقالت د.هبة سامي من أبناء قرية تنيدة بمركز بلاط ، أن خام "الصوف" يعد أحد أهم مواد تصنيع السجاد والكليم الأولية والذى تشتهر به الجمعية وتنافس الكثير من دول العالم فى دقة نسجه ومتانة خيوطه وخاصة بعد توفير آلات الغزل والنسيج لتطوير منظومة العمل وإنتاج ما يكفي لتوفير المزيد من فرص العمل للسيدات والفتيات بالقرية ، مؤكدا أن كل عام يشهد الجديد من رفع كفاءة خطوط الإنتاج وتوفير المزيد من المعدات والآلات متعددة الأغراض الإنتاجية لضمان مستوى الجودة والمنافسة المحلية بالخارج.
وقال المهندس ماهر حسين رئيس الوحدة المحلية لقرية البشندى فى تصريح خاص ل المساء ، إن قرية "البشندى" نموذج للتحدى والإرادة الحقيقية والتى تحولت فى غضون سنوات من العمل والإتحاد بين سائر اطياف مجتمعها المتشابك وتضافر جهود المؤسسات والقيادات التنفيذية إلى واقع يجسد حصاد أعوام متلاحقة فى مناخ عام متشبع بالاكتفاء الذاتى والتنمية فى شتى المجالات.
وأضاف "حسين"، أن القرية تمتلك من السمات المجتمعية والمقومات الاقتصادية ما يؤهلها لتهيئة مناخ آمن لسكانها ومجاوريها لما لديها من مصادر تأهيل وتصنيع وتسويق منتجاتها من خلال أنشطة جمعية تنمية المجتمع بالبشندى.. مشيراً إلى تطورها خلال السنوات الماضية بما يزيد عن 19 مشروعا ومصدر رزق ساهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل للشباب والقضاء على الأمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الإنتاج المحلى استكمالا لمسيرة التنمية وتحقيق الإكتفاء الذاتى للقرية.
وتابع أن المرحلة القادمة سوف تشهد توسعا كبيرا فى عدد المشروعات الزراعية ذات العائد الإقتصادى كالصوب والنخيل وغيرها من مجالات التصنيع الأكثر طلبا بالأسواق واحتياجا لاهالى القرية ، وذلك ضمن الإجراءات المخطط لها لرفع كفاءة الخدمات الصحية والمرافق والتعليم من أجل التميز لضمان مستوى المعيشة بما يحقق آمال وتطلعات أهالى القرية بمركز بلاط ، مشيرا إلى أن مساحة القرية تقدر ب213 فدانا داخل الحيز العمرانى ، ووصل تعداد سكانها الحاليين قرابة 1850 مواطنا تقريبا ، وهي إحدى القرى التى نجحت في مواجهة البطالة بمشروعاتها المنتجة وسجادها الشهير الذي ذاع صيته في الداخل والخارج ضمن أنشطة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية ، وذلك بالإعتماد على الجهود الذاتية فى توفير موارد متجددة لتطوير آلية مشروعاتها وصرف رواتب العاملين بوحدات التصنيع والإنتاج وغيرها من الأنشطة المختلفة ، وهو الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى توصيل شبكات الصرف الصحي ورفع كفاءة مرافقها العامة خلال سنوات من العمل والإتحاد بين سائر مواطنيها.
وقال الدكتور محمود صالح باحث أثري بالوادى الجديد ، أن "البشندي" إسم تاريخي له جذور عميقة يمتد إلى عصر الفراعنة ، ومن المرجح أن إسم البشندى يعود إلى شخصية تاريخية أو كان أحد أبنائها ، ولا علاقة للهند ولا لصاحب الضريح الموجود بالقرية بإسمها مطلقا ، ولا صحة لما تداولته بعض الروايات التاريخية حول ماهية الباشا الهندي الذي تخلف عن قافلة حجاج علي طريق درب الأربعين الذي استخدم في نقل الحجاج من شمال افريقيا ومنها الي ساحل البحر الاحمر لكي ينتقلوا عبر المراكب الي جدة لاداء فريضة الحج.
ولفت الباحث إلى أن قرية البشندى لا تزال تحتفظ بمنازل سكانها المبنية بالطوب اللبن وشوارعها المفروشة بالرمال الصفراء الناعمة على الطراز الفرعوني، فضلا عن احتوائها على مقبرة بطلمية يرجع تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد وبها حجرة الدفن التي تحكي عملية التحنيط والموت والحساب.
واردف أن من أسباب شهرة البشندى" ما تتمتع به من جمال ودقة أسلوب الطراز المعماري فى بناء منازلها منذ القدم والتى لا تزال تحتفظ بطابعها الخاص وطبيعتها الجذابة لما بها من آثار قديمة مثل مقبرة كتيانوس ومقبرة الحجر الرملي والتى تجسد عملية دفن الموتى والتحنيط والحساب.
أكد اللواء محمد سالمان الزملّوط محافظ الوادي الجديد أن "البشندي" قرية نموذجية رائدة فى مجالات التنمية وتحقيق الإكتفاء الذاتى مقارنة بخلوها من البطالة والأمية وتراجع الخدمات وخاصة بعد فوزها بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية فى مسابقة التميز الحكومى العام الماضي.. مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتم دعم الجمعية بكافة سبل تعزيز التدريبات المهنية والبنية الأساسية بمقر الجمعية بالقرية.
وكان قد اصطحب الزملّوط خلال إحدى لقاءاته مع وزيرة التضامن الإجتماعي ممثلي جمعية البشندي لتنمية المجتمع بهدف توقيع بروتوكولات تعاون من شأنها إقامة مشروعات خدمية ، حيث جري توقيع بروتوكول لتمويل مشروع إقامة مزرعة أغنام يبدأ كمرحلة بـ1000 رأس وتوقيع بروتوكول ثاني مع البنك الزراعى المصري لتمويل مشروع الظهير الزراعي بالقرية والموافقة على تخصيص 1000 فدان إضافية للقرية ولأبنائها.
منتجات الخيمة البدوية من صحراء مطروح.. للعالمية
مطروح- محمد السيد:
منتجات مطروح البيئة البدوية من الأغطية والسجاد المصنوع من الصوف الطبيعي والاصباغ الطبيعية يجد له سوقا رائجا في شتى الدول العربية والأوروبية.. وتتميز صناعة منتجات المشغولات والصناعات اليدوية بمطروح بأن لها سوقًا لما لها من قيمة عالية وموثوق فى طريقة إنتاجها ويعد ومن أهمها منتجات الصوف المستخرج من «أغنام البرقى» التى لها شهرة عالمية بتفرد نوعية الصوف المستخرج منها وجودته العالمية.
وتتنوع المشغولات البدوية المعتمدة على صوف أغنام البرقى ما بين صناعات يعتبر المكون الأساسى فيها مثل الكليم والسجاد وأخرى يعتمد فى إنتاجها على صوف أغنام البرقى مثل «بيوت العرب» وهو الاسم البدوى الدارج والشائع لأقمشة صناعة الخيام البدوية من صوف الأغنام والتى تعد فى المجتمع القبلى والبدوى ذات أهمية خاصة وتحاول أجيال الأبناء من القبائل تعلم حرفة وتراث قديم تنقله الأجيال جيلًا من بعد جيل.
وقد سعت قيادات مطروح التعليمية والفنية بمديرية التربية والتعليم بمطروح وبالاشتراك مع مركز بحوث الصحراء ومركز التنمية المستدامة التابع لوزارة الزراعة لإخراج مثل هذه التخصصات النوعية فى التعليم إلى النور كمحاولة لإنتاج وتصدير المكون البيئى المحلى من المشغولات الصوفية التى تتميز بها مطروح فى شكل منتج نهائى يصل إلى العالمية اعتمادًا على التنوع البيئى الذى تحظى به ومحاولة جادة لإنتاج منتجات بدوية تحقق صفة العالمية من خلال إعداد كوادر تعليمية فنية مؤهلة لريادة مثل هذه التخصصات النوعية من مهارات تصنيع الصوف لإنتاج مشغولات تعتمد على صوف أغنام البرقى المطروحية التى لها شهرة عالمية.
وقد وافق اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، على إنشاء أول فصل للثانوى من التعليم الفنى للفتيات لتعلم المشغولات الصوفية والبدوية فى مصر بالاشتراك مع وزارة الزراعة ممثلة فى مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح.
وأشار المحافظ إلى أن الهدف من إنشاء مثل هذه التخصصات النوعية من التعليم الفنى هو دعم التنوع الإقليمى لثقافة المكان ومحاولة إبرازها عالميًّا من خلال إعادة تصدير قيمة ثقافية ومكون بيئى يستطيع كمنتج محلى من التواجد فى وسط المنتجات البيئية العالمية ووضع اسم مطروح كمحافظة لها طابع مميز وبيئى على خارطة منتجات البيئة العالمية ليكون لها سجل تجارى عالمى يضاهى العلامات التجارية العالمية.
أضاف أن فكرة إنشاء فصل للمشغولات الصوفية والبدوية جاء من أجل تصدير الثقافة البدوية إلى العالم ووضع المنتجات البيئية البدوية المعتمدة على الصوف المستخرج من أغنام البرقى ذات الشهرة والجودة العالمية فى مكانها العالمى الذى تستحقه.
وتواصل طالبات المدرسة الفنية بفصل المشغولات الصوفية تدريباتهن داخل وحدة غزل وتصنيع الصوف. 
واكدت دعاء عطية الشوربجى مدير المدرسة الصناعية الفنية إن جميع الطالبات متفائلات بالتدريبات العملية بوحدة غزل وتصنيع الصوف وفتح مجالات أمام الطالبات لتعليم مهارات تصنيع الصوف خاصة تقديم الدعم الفنى لهن من خلال الاستعانة بخبراء بمعرفة مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح.
يقول المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن المركز يسعى إلى تطوير مجالات المشغولات الصوفية اليدوية من خلال الاستعانة بالخبراء فى التخصص فى مجال تدريب الطالبات بفصل المشغولات الصوفية اليدوية ووجه بتوفير كل أوجه الدعم لطالبات المدرسة الفنية الصناعية بقسم المشغولات الصوفية اليدوية برحلة تعليمية لواحة سيوة بمتابعة ومشاهدة مصانع الصوف والصناعات التى تتميز بها سيوة فى مجال البيئة حيث تزور طالبات المدرسة مركز الحرف اليدوية بواحة سيوة للتعرف على أهم الأنشطة التى يقوم على تنفيذها صناع المركز من صناعات للصوف وكذلك صناعات التطريز وصناعة الفضيات بالإضافة إلى معروضات المنسوجات اليدوية.
أضاف : كما زارت الطالبات مركز البيئة لصناعات السجاد الخاص بسيوة حيث وشاهدن الأنوال وأنواع الخيوط والغزول وكذلك مشاركة المتدربات فى طرق التشغيل والتعرف على الجديد فى مجال المشغولات مع تطور أشكال وأنواع الرسومات التى يتم استخدامها فى التشغيل.
وأوضح الأمير أن الهدف من فتح فصل المشغولات اليدوية هو الحفاظ على التراث بمطروح خاصة أنها محافظة صحراوية تتميز بالأغنام البرقى وبكميات من الصوف غير المستغلة.
وقال على عبدالحكم مدير مركز التدريب إن المركز يبدى اهتمامًا كبيرًا بتدريب الطالبات على المشغولات اليدوية وقد تم افتتاحه للمرة الأولى فى مطروح بهدف الحفاظ على هذه الصناعة وإتاحة فرص عمل للطالبات بعد التخرج
ولعل ما يؤكد ذلك الاقبال الشديد علي المنتجات التي تشارك فيها في العديد من المعارض داخل وخارج مصر وما يبديه السائح الاجنبي من اعجاب بها وحرصة علي اقتناءها عند مغادرته مطروح.
"غرب سهيل" .. أيقونة التراث النوبى
أسوان - عصمت توفيق:
تعتبر قرية غرب سهيل النوبية جنوب مدينة أسوان واحدة من أبرز القري المنتجة للعاديات السياحية التي تعكس عراقة تراث أهالي النوبة علي مر العصور ، حيث تلقي هذه العاديات السياحية اقبالا كبيراً من جميع زوار القرية سواء السائحين الأجانب أو الزائرين المصريين.
 
تقول الدكتورة إيمان وجدي وكيل كلية التربية النوعية للدراسات العليا في جامعة أسوان أن الحرف البيئية والصناعات التقليدية بقرية غرب سهيل لها تصنيفات عديدة منها مجموعة الحرف التراثية الحالية مثل الأطباق النوبية و الطواقى النوبية ، وأشغال الخرز، والسجاد اليدوى ، والشيلان الصوف والقطن ، الكورشية ، وسلف الحنه، والتطريز ، والكليم الصوف ،القلل والزير، والغرابيل علاوة علي منتجات النخيل الجريد مثل الكورناف و العرجون و الخوص ،ومشغولات نحاسية (الحلى).
أضافت أنه توجد مجموعة من الحرف المهددة بالاندثار مثل الكليم (الفريشات) ، والحصير ، وحبال الليف ، وصناعة الآلات الموسيقية الشعبية مثل المزمار و الرق ، لذلك فان اهتمام اهالي قرية غرب سهيل بهذه الحرف اليدوية سوف يساهم في حمايتها من الاندثار والضياع.
وتشير الدكتورة ايمان وجدي  إلى أن العاملين في مجال الحرف التراثية بشكل عام ومن بينهم اهالي غرب سهيل بشكل خاص  يعانون من مشاكل عديدة منها ضيق القدرة الإستيعابية للسوق المحلية عن الطموح في خطة التوسع في حجم إنتاج الطبق النوبى ، ومزاحمة العديد من المنتجات البلاستيكية البديلة لمنتجات الخوص ومنافستها في الأسعار ، علاوة علي قلة عدد النساء ممن يمارسن هذه الحرفة لغياب عنصر التدريب وتوريث الحرفة للشابات من الفتيات وأيضاً ضعف إمكانيات ممتهنى الحرفة مما أدى لعدم تطوير منتجاتهم والوصول بها  إلى المستهلك. 
 
وقالت أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه قطاع الحرف البيئية والتراثية منها عدم وجود ابتكار في استخدام الخامة ، ووعدم وجود تمويل كافي وتدني الاجور وضعف الجودة الجمالية وعدم التسويق وعدم وجود اليه منظمة للعمل علاوة علي ارتباط هذه الحرف التراثية بالأميات.
وأضافت فاطمة ادريس – فنانة تشكيلية متخصصة في الحرف التراثية بأسوان أنه الإهتمام بالحرف التراثية الموجودة في قرية غرب سهيل للحفاظ عليها من الاندثار وتوسيع قاعدة انتاج الحرف والمنتجات التراثية النوبية علي غرار العاديات النوبية وذلك عن طريق تشجيع النساء والفتيات على الممارسات البيئية وتطبيق أساليب الإنتاج وخاصة الفتيات المتسربات من التعليم كذلك المطلقات والأرامل والمرأة المعيلة علاوة علي تبني مشروعات خدمة عامة على نطاق واسع تحت إشراف الأجهزة الفنية المختصة (وزارة الزراعة، أجهزة البيئة...إلخ) والتي تستهدف الحفاظ على البيئة وتحسينها.
وأكدت أيضا علي ضرورة تشجيع الطابع المحلي لتنمية السياحة الداخلية والخارجية و إنتاج مشغولات مبتكرة بالخامة ، وإقامة معارض دائمة لمنتجات الحرف التقليدية التراثية على أن تدخل هذه المعارض ضمن المزارات السياحية، مما يمثل توسعا للطلب على منتجات الصناعات التقليدية ودعما للسياحة في نفس الوقت ، وايضا توجيه المشروعات المتوسطة لشباب الخريجين نحو تطبيق تقنيات العمل بخامات البيئة- بالاضافة إلى إمكانية التأكيد على الهوية المصرية من خلال ممارسة وتطوير وإستحداث الأساليب التشكيلية فى الحرف التراثية وإضافة عناصر تصميمية يمكن الإستعانة بها فى إنتاج مشغولات سياحية لإنعاش الإقتصاد المصرى.
الشيخ حسن بالمنيا.. حدوتة مصرية تفوح منها رائحة العطور الذكية
المنيا- نبيل يوسف:
قرية الشيخ حسن بمركز مطاى بالمنيا حدوتة مصرية يفاخر بها أهل عروس الصعيد حيث تنتج النباتات العطرية مثل العطر البلدي وتلريحان الفرنساوي والتاجت والبردقوش والماليزيا.
تقوم القرية بزراعة أكثر من ألف فدان، بمتوسط إنتاجية 24 كيلوجراما من الزيوت للفدان الواحد بقيمة 48 ألف جنيه بواقع ألفى جنيه للكيلو جرام مما دفع أحد أهالى القرى لإقامة مصنع لتكرير العطور تمهيدا لتصديرها إلى الخارج.
يقول الدكتور عمر صفوت يوسف وكيل وزارة الزراعة بالمنيا ان زراعة تلك النباتات تتميز بقلة التكلفة دون إضافة مخصبات أو أسمدة ليكون المنتج مطابقا لمواصفات التصدير وخاليا من المبيدات.. موضحا ان تلك الزراعات العشبية المعمرة قوية النمو والاستدامة وغير مكلفة للمزارع، وتحقق عائدا كبيرا، وتدخل فى صناعة مستحضرات التجميل والعطور والزيوت العطرية ولا تتجاوز مدة الزراعة 4 شهور، ويتم الإنتاج على مرحلتين خلال العام يتوسطهما الجنى وغرس الشتلات.
ويقول عبد الملاك فايز ، مزارع :تتميز القرية بالإنتاجية العالية من النباتات العطرية والطبية.. وتبدأ الزراعة بغرس الشتلات.. مشيراً إلى زراعة الشتلات والعطور على مرحلتين سنويا، شتوية وصيفية، ويتم الجنى مرتين.. لافتا إلى أن التكلفة الإجمالية للفدان ما بين 18 و20 ألف جنيه، وينتج الفدان 24 كيلوجراما من الزيوت فى المرحلة الواحدة، بقيمة ألفى جنيه للكيلو جرام، بإجمالى 48 ألف جنيه للمرحلة الواحدة اي إجمالي المرحلتين أكثر من 95 ألف جنيه.
ويقول باسيليوس يوسف ان زراعة النباتات العطرية مفيدة جدا للمزارع والعمال الذين يعملون في تلك الزراعات حيث يعملون خلال أيام العام بعائد يومى 100 جنيه، سواء فى الزراعة أو الجنى والنقل لمواقع الإنتاج، وتتميز القرية بالإنتاجية العالية فى العطر البلدى والفرنساوى.
أضاف أنه يتم زراعة نحو ألف فدان، بإنتاجية تتجاوز 20 ألف كيلوجرام من الزيوت العطرية، وتكون الزراعة على مرحلتين، الأولى الشتوية فى شهر ديسمبر بالشتلات، يعقبها بشهر الزراعة، وتنتج فى إبريل، ومدة الزراعة 4 شهور يعقبها الجنى.
ويقول حنا شلبي وصلاح داخلي من أبناء مركز مطاي إن قرية الشيخ حسن بمركز مطاي تتميز بإنتاج العطر البلدى والريحان الفرنساوى، بالإضافة إلى أنواع أخرى، مثل التاجت والبردقوش وماليزيا، من بين 62 نوعا تتم زراعته على مستوى الجمهورية.. موضحا أنه يوجد مصنع لتكرير العطور فى القرية، يضم غلايات لعملية العصر، واستخراج الزيوت العطرية، يعقبها تحليل لتحديد كمية العطر الموجود بها والنقاهة، تمهيدا لتصديرها للخارج، ويوفر المصنع الانتقال إلى مواقع التكرير مما سهل على المواطنين الزراعة.
أوضح أنه تتم تعبئة العطور فى جراكن لتصديرها إلى 3 دول، هى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
وكان اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا قد سبق أن ناقش وفد التكتلات الاقتصادية ببرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والممول من الحكومة المصرية، بمساهمة من البنك الدولى.. الخطوات الخاصة ب تكتلى النباتات العطرية والطبية وقيام الوفد بإجراء حوارا مجتمعي مع المزارعين بمركز مطاي للنباتات الطبية والعطرية.
أكد المحافظ أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تعمل بخطى سريعة على تنمية الصعيد، وتضع ملف تنميته على رأس أولوياتها، بهدف الارتقاء بمستوى التنمية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال إقامة مشاريع عملاقة .. بالاضافة إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تهدف لتطوير قرى الريف إلى جانب مواجهة البطالة وتوفير فرص العمل، من خلال دعم التنمية الاقتصادية فى المحافظة.
قال إن المحافظة بكل أجهزتها تدعم الزراعة والصناعة وتوفر بيئة مناسبة للتصدير لتوفير فرص عمل وجلب مزيد من العملات الأجنبية وزيادة الاستثمارات وخفض الاستيراد وزيادة التصدير في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم كله.
فيما وجه المحافظ.. الدكتور عمر صفوت يوسف وكيل وزارة الزراعة بالمنيا وسعيد محمد رئيس مركز ومدينة مطاي بالمتابعة المستمرة مع أهالي القرية وتذليل العقبات.
 
اترك تعليق