د. هاله منصور .. أستاذ علم الاجتماع

والعيش والملح وعشرتنا. ماتهونش علينا محبتنا.ولا نقدر علي نار فرقتنا. وهنرجع ومسيرنا لبيتنا  .. ياسلام لو كل زوجين عندما يدب بينهما الخلاف يتذكروا هذه الجمل وينتبهوا قبل قرار الطلاق اللي أصبح سريعاً جدا عند الكثيرين. وينسون  ما كان بينهما من مودة وعشرة ومحبة وان يحاولا إصلاح ما بينهما أولا ويكون الطلاق آخر الخيارات وليس أولها ويكون لديهما قدرة علي اللجوء للتفاوض وليس الصراع ويكونا قادرين علي التفكير في سيناريو مابعد الطلاق وتصور كل ما سوف ينتج عنه من أعباء ومشكلات بل وندم في بعض الأحيان.

وياريت قبل ما يتخذوا قرار الطلاق أو حتي التلويح به أو استحضار التفكير فيه ان نستحضر ما كان بيننا من ود ومحبة واي شيء طيب بدلاً من استحضار كل ما هو سلبي وان نتذكر دائما منهج الرحمن في المعالجة حيث اننا اذا لم نستطع الحل معا كزوجين بالذكاء النفسي والاجتماعي والمحبة والعشرة الطيبة وإصلاح البين فهنا ارشدنا الرحمن ان نستدعي حكماء من أهل الزوجة والزوج لأنهم أبناء نفس العادات والتقاليد والخلفيات الاجتماعية وبالتالي هم الأكثر قربا ومشاهدة لأمور الأسرة من الاصدقاء والزملاء لترجمة تصرفات الطرفين.

لابد من محاولة رأب صدع الأسرة بالنصح والارشاد واعادة زرع المحبة بين الزوجين. بالبحث عما تبقي من جذورها باستحضار الإيجابيات في العشرة والمحبة. بالبحث عن التاريخ الايجابي للعلاقات وحسن النوايا والتغاضي عن بعض الأمور من أجل أمور اخري ومحاولة الإصلاح والتهدئة. واذا استحالت العودة فليكن الانفصال بالمعروف كي تبقي بعض الذكريات من المودة للحفاظ علي السلام النفسي والاجتماعي للطرفين وكل من يرتبط بهما من أطراف.

ومهما كانت الأسباب فلابد أن يكون الانفصال بشياكة وإحسان وان نبتعد عن الصراع والانتقام ممن كنا نحبهم يوما أو ممن لا نزال نحبهم من اهل وأبناء ليسوا أطرافاً فاعلين في الصراع لأنه في الغالب الجميع يدفع فاتورة الصراع سواء طرفي الصراع أو المحيطين بهما وهنا نقول بقوة وتأكيد رفقا بالأحباب السابقين والأحباب المستمرين من الأهل والأبناء. إياكم أن تزرعوا الصراع وتلهبوا النيران في محاولة للبحث عن الانتصار الزائف للكرامة أو الأموال أو الغرور الشخصي والعائلي وتذكروا دائما أن القوي من يملك نفسه عند الغضب ليحاورها ويتفاوض معها ليصل بها لأفضل الحلول بأقل الخسائر. والخسائر هنا لا تحسب مادية فقط بل نفسية واجتماعية وانسانية وعائلية قبل أن تكون مادية. وياريت نقول دايما لبعضنا ساعة البعد  والعيش والملح وعشرتنا ماتهونش علينا محبتنا ولا نقدر علي نار فرقتنا وهنرجع ومسيرنا لبيتنا . وللحديث بقية إن شاء الله.