هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تسمية المولود.. أزمة وجود

مازالت أزمة تسمية المولود تسيطر علي بيوتنا خاصة إذا كان الأجداد "الحما والحماة" لهم تأثير كبير علي الوالدين. ويصران علي تسمية المواليد الجديدة بأسمائهم. ويشجعهم علي هذا الاصرار الأب الذي يجد في تسمية ابنه وابنته تخليدا لاسم والده ووالدته. وتتحول فرحة الأم بمولودها إلي حزن وهي تشاهد ابنها أو ابنتها التي حملت وتعبت فيها أو فيه تسعة أشهر يتم تسميتهم باسم الجد أو الجدة الذي قد لا يكون مناسبا للعصر أو مثار تنمر للأطفال الآخرين علي ابنها أو ابنتها.


الخبراء نصحوا بضرورة اتفاق الزوجين علي اسم المولود قبل الولادة منعاً للمشكلات وغضب الأجداد. وأن تكون التسمية بالمشاركة بين الاب والام حتي لا نحرم الام من فرحة تسمية مولودها بالاتفاق مع الاب. علي الرغم من أن بعض الاباء والامهات يرون في تسمية المولود أزمة وجود لهما فيصران علي أسماء بعينها حتي لو وصل الامر للطلاق أحياناً.

أكدوا أن هناك بعض الآباء والامهات يختارون أسماء غريبة لابنائهم ويؤلفون و يفتكسون  أسماء قد تعرض ابناءهم في المستقبل للتنمر سواء في المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل. وأكدوا علي أهمية تجنب تسمية الاولاد بأسماء بنات مثل عصمت وولاء ورضا وشيرين. والابتعاد عن الاسماء صعبة النطق أو غير واضحة المعني.

د.أسماء مراد  إخصائية علم اجتماع المرأة والوعي الانثوي والإرشاد الأسري وتطوير الذات ومدربة دولية في تنمية المهارات  تقول: عند قدوم مولود جديد تعيش العائلات صراعات علي تسميه المولود ولكن هذه الخلافات تخلق نوعاً من المشكلات داخل الكثير من الأسر لدرجة تصل إلي الانفصال بين الزوجين أو القطيعة بين أسرتي الزوجين بسبب إصرار أحد الأطراف علي تسميه المولود وفقا لرؤيته دون السماح بتدخل أحد. وبعض الأزواج يريدون وفقا للعرف السائد في الصعيد والريف تسمية المولود علي اسم الجد أو الجدة إكراما لهما ولكن قد يقع ظلم علي المولود عندما يكبر ويستوعب ان الاسم قديم أو غريب أو غير مناسب للوقت الحالي.

الفرحة تتحول لحزن

أضافت: من حق الأبناء علي آبائهم اختيار الأسماء المقبولة التي يجعلهم فخورين بها وليس التي تجعلهم سببا لتنمر أقرانهم فيما بعد وليكن الوفاء للأجداد والجدات بالبر وحسن المعاملة وتحقيق النجاح فيظل الاسم محفورا في ذاكرة المجتمع. كما أن تدخل الأجداد في اختيار الاسم فيه ظلم للأم بالدرجة الأولي ثم للاب. فالأم تتحمل متاعب وألم الحمل والولادة وتكون منتظرة مولودها بفارغ الصبر بالاسم الذي تفضله أو تتفق مع الأب عليه وبرضا الطرفين. ولكن تحكم والدة الأب في الأمر يحول فرحة قدوم الطفل إلي حزن كبير يؤثر علي نفسية الأم وعلي الطفل فيما بعد.

أشارت إلي أنه من الممكن أن يكون اسم الجدة  كبير  علي طفل صغير وغير ملائم للمجتمع الذي نعيش فيه ويصر الأب علي التسمية لكسب رضا الأم وقد يحدث العكس أيضا مع والد الزوج فلابد أن يهرب كل من الزوجين من هذه الورطة وان يتفقا علي الإسم والتمسك به ورفض تدخل أحد من أفراد العائلتين علي الإسم وحسم الأمور حتي لا تنشأ المشكلات التي يمكن أن تنتهي بالانفصال في بعض الأحيان.

الاتفاق قبل الولادة

د.هاله العزب  خبيرة العلاقات الإنسانية والأسرية  تقول إن إختيار إسم المولود في كثير من الأحيان يعتبر مشكلة كبيرة لأن هذا الأمر يعتبر من أجمل الأشياء بالنسبة للأم لأنها تنتظر ولادة طفلها لتسميته بالإسم الذي حلمت به مع زوجها و لكن نجد أن هناك أفكاراً وأمنيات أخري للأجداد في إختيار أسم المولود لتخليد أسمائهم و نجد هذا الفكر مع بعض الأمهات و الأباء أيضا مما يتسبب في ضيق وحزن.

تنصح الأسر بترك الإختيار للأم فقط فعلي الزوج وأسرتي الزوج و الزوجة عدم التشدد في إختيار إسم الطفل و ترك الأمر للأم فهذا أول ما يسعد قلبها و يشعرها بحقها و لكن لابد أن يتم ذلك بالتراضي والنقاش مع الزوج علي أن تقوم الزوجة بعمل جلسة خاصة قبل موعد الولادة لا يحضرها أي من الأسرتين و تقوم الزوجة بالإفصاح عن الاسم الذي تحب أن تسمي به مولودها وايضا يتم الإتفاق علي أن يقوم الزوج بإعلان الإسم مع الإعتذار للأجداد عن اختيار اسمائهم مع عدم ذكر أن اسمائهم قديمة أو طويلة أو لا تتناسب مع عصرنا هذا فكل هذه التبريرات تفتح حوارات غير لطيفة وتفسد الفرحة بوصول المولود.

اسم واضح وسهل

تطالب د. هاله الآباء والأمهات بعدم تسمية المولود باسم قبيح أو غريب أو غير لائق. فمن غير المعقول أن يسمي إنسان بنوع من الحيوانات أو بمعني محزن كإسم "وجد" ومعناه الحزن الشديد أو اسم يبتعد عن تعظيم الاديان كإسم "عاصي" أو أسماء تضر بشكل البنت أو إسم معناه في الكتب السماوية يثير الحزن كإسم "ران" ومعناه طمس علي القلب أو أي إسم عموماً يعني المهانة والإذلال و يبعث علي التنمر. وعند إختيار إسم الطفل لابد أن يكون إسماً واضح المعني و عدد أحرفه قليلة ولابد من إختيار مسمي يوضح نوع جنس المولود بدون قراءة النوع فلا داع أن يكون لوسي وشيرين وولاء وعصمت ورضا أسماء للأولاد فكلها أسماء للفتيات فكل هذه المسميات قد تضر بشكل المولود عند كبره وتفتح أبواب التنمر عليه وتثير ضيقه عند مناداته بها في مدرسته و جامعته ثم مكان عمله فهو اسمه الذي يلازمه طوال عمره ولا يستطيع تغييرة بسهولة.

أضافت إنه من الضروري أن يتم اختيار اسم المولود بدون تأليف وافتكاسات لأسماء جديدة وغريبة أو من دول اخري كإسم "روناهي" مثلاً مع إن معناه جميل فهو اسم كردي معناه ضوء الشمس ولكن سوف تصاب الطفلة صاحبة هذا الاسم بالإحباط حينما يتساءل القاصي والداني عن معني الإسم و حينما يتعثر الآخرون في نطقه. فلابد أن يأخذ الأبوين علي عاتقهم اختيار مسميات تبث الفخر والعزة في قلوب أبنائهم بدلاً من خزيهم عند نطق أسمائهم فهذا الأمر حق للأولاد علي والديهم ولا ننسي قصة المشتكي الي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عقوق إبنه و لما سأل أمير المؤمنين عن سبب العقوق قال له الولد عدة أسباب من ضمنها أنه أساء اختيار اسمه وأسماه جعران فرد أمير المؤمنين علي الأب وقال له:  أجئت إلي تشكو عقوق ابنك. وقد عققته قبل أن يعقك. وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .

التربية السليمة أهم

د. محمد هاني  استشاري الصحة النفسية يقول: يحرص الاباء علي تسميه المولود علي اسم الجد أو الجدة إرضاء لهما أو اتباع للعادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع بغض النظر عما إذا كان هذا الاسم يتناسب مع اطفال جيله ام لا أو يناسب الوقت الحاضر ام لا وهذا يؤثر سلباً علي نفسية الطفل ويجعله وسيلة للضحك والتنمر بين أقرانه فلابد أن يكون لدي الام والاب ثقافه في اختيار اسم المولود وعدم التسرع في اختيار الاسم وعدم إهمال معاني الاسماء أيضا لأنه يظل معه طوال حياته وحتي لا يشعر الطفل أنه منبوذ فسوء اختيار الاسم يؤثر علي الطفل ويخلق بداخله حالة من عدم الثقة بالنفس وعدم الرضا عن حياته ويمكن أن يصاب ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والتوتر النفسي أو انفصام الشخصية فعلي الام والاب التركيز علي التربيه السليمه أكثر من الخلافات علي اختيار الاسماء وتعليم السلوك الحميد.

يضيف إنه إذا ترك اسم الطفل اثراً سيئاً يجعله يكره الأم والأب بسبب ما فعلوا به ولكن يفضل أن يكون اختيار الاسم بالتشاور بين الزوجين فقط والبعد عن تسميه المولود باسم الجد أو الجده فهو ليس ميراث اجتماعي أو شيء يدعو للفخر فمن حق أولادنا ان نكون أكثر حرصاً وتانيا في اختيار الاسم حتي لا تتلقي اللوم منهم في المستقبل فكل زمن تظهر فيه أسماء جديدة وحديثة تتماشي مع العصر لأن اختيار اسم يخجل منه الطفل أمر غير مقبول يهز ثقته بنفسه وبسببه تعيش الأم في تعاسة طوال حياتها وتكره زوجها بسبب تعنته وإصراره غير المقبول.

تدخل الحموات

د.أحمد علام  استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية  يقول إن التعصب والإصرار علي تسمية اسم المولود وعدم اتفاق الزوجين من بداية معرفة خبر الحمل السعيد علي تحديد واختيار اسم المولود سواء ذكر أو انثي امر يحدث كثيراً من المشكلات التي يمكن أن تنتهي بالانفصال بسبب اتباع العناد مع الزوجة ولابد أن يحدد الزوجان الاسم مع عدم الإفصاح به للعائلة إلا يوم الولادة فقط وحسم أمرهم في اختيار اسم أبنائهم بصورة حضارية دون أن يتدخل أحد في الاختيار فلابد أن يتم اختيار الاسم بشكل يرضي الطرفين وباتفاقهما منعا لحدوث مشكلات وخلافات فالتعصب لرأي علي حساب الآخر لا يجوز فلابد أن يتبادل الطرفان وجهات النظر بشكل إيجابي قبل موعد الولادة بشهر علي الأقل وحسم الأمر بعيداً عن أسماء الجدود أو الجدات أو العمات أو الخالات فهذا المولود طفل صغير ويمكن أن يكون الاسم قبيحاً أو غريباً يؤثر علي نفسية الطفل فيما بعد.

ينصح د.علام بأن يكون اختيار الاسم متناسباً مع الأسماء المألوفة وان يكون اسماً محبباً فلابد أن نعرف أن تسمية المولود حق أصيل للزوج والزوجة فقط وتدخل الحموات خاصه اذا كانت العلاقات متوترة بينهم أمر يثير المشاكل. فلابد أن يمنع الزوج التدخل في هذا الأمر وحسمه قبل موعد الولادة حتي لا نكسر فرحة الأم بمولودها.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق