ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور محمود شلبي. أمين الفتوي بالدار.
* متي يكون الإنسان بحاجة إلي سجود سهو؟
** سجود السهو يكون له ثلاثة أسباب. أولها: الزيادة في الصلاة وهو عندما يقوم الإنسان بفعل زيادة في صلاته مثل ركن أو ركعة. فهنا يسجد الإنسان للسهو.. والأمر الثاني هو النقصان في الصلاة. وهو عندما يقوم الإنسان بنقص في صلاته مثل نسيانه التشهد الأول.
فهنا يسجد الإنسان سجدتين للسهو.. والأمر الثالث وهو الشك في عدد الركعات. وهو عندما يشك الإنسان هل هو في الركعة الثانية أم الثالثة. فيبني الإنسان في حال الشك علي الأقل وعليه أن يكمل علي هذا الأساس. ثم يسجد للسهو.
وسجود السهو عبارة عن سجدتين يسجدهما الإنسان في آخر صلاته. وبعض الفقهاء قالوا إنه واجب ويلزم منه. والبعض قالوا إنه سنة. والبعض الآخر قال إن سجود السهو من الممكن أن يفعله المصلي قبل التسليم من الصلاة وبعضهم قال إنه بعد السلام.. والقواعد الفقهية تقول إنه لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه.
* ما حكم وثواب صلاة التسابيح؟
** صلاة التسابيح سبب من الأسباب التي بها مغفرة الذنوب والآثام. وقد ورد في حديث عن ابن عباس. أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: يا عباس. يا عماه." ألا أعطيك. ألا أمنحك. ألا أحبوك. ألا أفعل بك عشر خصال. إذا أنت فعلت ذلك. غفر الله لك ذنبك. أوله وآخره. قديمه وحديثه. خطأه وعمده. صغيره وكبيره. سره وعلانيته. عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات. تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم. قلت: سبحان الله. والحمد لله. ولا إله إلا الله. والله أكبر. خمس عشرة مرة. ثم تركع. فتقولها وأنت راكع عشرًا. ثم ترفع رأسك من الركوع. فتقولها عشرًا. ثم تهوي ساجدًا. فتقولها وأنت ساجد عشرًا. ثم ترفع رأسك من السجود. فتقولها عشرًا. ثم تسجد. فتقولها عشرًا. ثم ترفع رأسك. فتقولها عشرًا. فذلك خمس وسبعون. في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات. إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة. فافعل. فإن لم تفعل. ففي كل جمعة مرة. فإن لم تفعل. ففي كل شهر مرة. فإن لم تفعل. ففي كل سنة مرة. فإن لم تفعل. ففي عمرك مرة
* لماذا لا يستجيب الله دعائي فإذا دعيت بشيء محدد يحصل العكس وصرت أشعر أن الله لا يريدني وحاليا توقفت عن الدعاء.. فماذا أفعل؟
** العبد عندما يدعو الله أو يسبحه لا يجوز له أن يدخل في الدعاء كأنه يختبر الله. فالله-سبحانه وتعالي-لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.. فقد علمنا الله-جل شأنه- وأرشدنا إلي أن الدعاء إذا كان ببر وليس بإثم وكان مطعم الإنسان ومشربه من حلال فإن هذا الدعاء يستجاب. لما ورد عَنْ أبي هريرة أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ: "يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي. فَلم يسْتَجبْ لِي". متفقى عَلَيْهِ.
والإشكال دائما وأبدًا أن الإنسان يكون حاصر فكرة استجابة الدعاء علي شيء معين. رغم أن أهل الله كانوا يقولون عندما يدعو الإنسان عليه أن يقول. "اللهم دبر لنا فإننا لا نحسن التدبير". ثم بعد ذلك علي العبد أن يترك التدبير لله رب العالمين.
والدعاء ربنا يدخره للعبد فينتفع به يوم القيامة. وهذا يكون أفضل الصور من استجابة الدعاء. وأنصح السائل أن يسعي ويقدم ويبذل ما في وسعه ثم بعد ذلك تكون النتيجة تترك إلي الله.
* شخص اقترض من أخته مبلغا ماليا لعلاجه وتوفي بعدها والورثة سددوا جزءا من المبلغ وتبقي جزء للأخت وللأسف الأخت توفيت.. فما هي كيفية سداد المبلغ المتبقي ومن يأخذه؟
** المبلغ المتبقي يسدد إلي ورثة الأخت. وهذا يكون علي حسب ميراثه الشرعي.. فهذا المال المتبقي من الدين الذي كان للأخت فبعد وفاتها ينتقل إلي ورثتها.
* هل ثواب العمرة يماثل ثواب الحج في مغفرة الذنوب؟
** سيدنا النبي-صلي الله عليه وسلم- قال في ثواب الحج والعمرة. "تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرة. فإنَّ متابعةً بينهما تنفي الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ".
وبعض الفقهاء يقول إن العمرة تأخذ مثل ما يأخذه الحج. فالإنسان لو اعتمر عمرة كاملة ومبرورة ولا يخالطها ذنب يرجع كما ولدته أمه. ولا مانع من العمل بهذا القول.. فالعمرة تؤدي ما يؤديه الحج من مغفرة الذنوب. كما ورد أن الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة والعمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر.
وأنصح العبد بأن يؤدي العمرات والحج بالنية الصالحة والبعد عن الذنوب عندها سيعطي الله الإنسان الثواب كاملًا ويغفر له ذنوبه.
* هل يحرم عليَّ منع ذهبي عن زوجي والاحتفاظ به لنفسي؟
** هذا الفعل ليس حرامًا. لأن أشياء المرأة من الحلي وغيرها تكون ملكها ولها حرية التصرف فيها.. فلو أرادت المرأة أن تساعد زوجها بهذا الحُلي لها أن تفعل ذلك. وإذا أرادت أن تحتفظ به لنفسها فهذا الأمر يخصها ولا دخل لزوجها لأنها صاحبة التصرف فيه.
* هل يجوز دفع الزكاة للبنت المتزوجة الفقيرة؟
** يجوز دفع الزكاة لزوج البنت إذا كان فقيرًا. ولا يجوز دفعها للبنت. سواء كانت البنت متزوجة أو غير متزوجة. فلا يجوز للإنسان أن يعطي جزأه ولا يعطي أصله والده ووالدته.
ويجوز للأب أن يعطي ابنته مال زكاته ليس لنفسها ولكن يكون من أجل أن توصلها لزوجها. وهذا يكون منعًا لإحراج زوجها.
* عند جمع أكثر من نية في صدقة واحدة هل لابد أن أسمي ما نويته بداخلي؟
** النية تكون محلها القلب. وأي تصرف الإنسان يفعله الله-سبحانه وتعالي-عالم به.. والنية ليس شرطا فيها أن يقول الإنسان نويت كذا لأن الله عالم ومطلع بما في قلب الإنسان ونيته.
وليس شرطا علي الإنسان أن يقول علي الشيء الذي يفعله وبمجرد القصد وبما في قلب العبد وعقله وفكرة فهذا يعلمه الله ويحاسب الإنسان عليه.. وجمع النوايا وجمع أكثر من شخص في صدقة واحدة يكون جائزا وكل منهم سيأخذ الثواب كاملاً.
* أبيع سلعة معينة ووجدت محلًّا يبيع نفس السلعة بسعر أرخص فهل يجوز أن أشتري السلعة من المحل وأقوم ببيعها؟
** ما دام الأمر معروضا لدي الجميع وهذه السلع ليست نادرة الوجود ولا يصل هذا إلي حد الاحتكار فيجوز فعل هذا.. أما لو كانت هذه الأشياء نادرة ويوجد بها احتكار وتضر الناس بهذا فهذا هو الخطأ. ولا يجوز فعله شرعًا.
* أحلف كثيرًا علي أبنائي ولا أنفذ هذه الأيمان فهل عليَّ كفارة؟.
** هذه الأيمان كثير منها يدخل في يمين اللغو. مثله كمثل يمين الكرم. وهذه أشياء لا يقصد بها اليمين وإنما تأتي علي اللسان من غير قصد لشيء.. وكثير من الفقهاء يقولون إن مثل هذه الأيمان لا كفارة فيها. وأنصح الآباء والأمهات بعدم كثرة الحلف لقول الله-تعالي-في سورة البقرة "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعى عَلِيمى".. ولو أراد الإنسان أن يحلف فعليه أن يحلف علي شيء قاطع. ولكن الحلف علي الأكل والشرب والملبس وعلي كل صغيرة وكبيرة فهذا ليس حسنًا.
اترك تعليق