تجربة مختلفة هذه المرة أدعوكم إلي خوضها وأنا علي يقين أنها ستكون تجربة مثيرة ومثمرة. وتتثمل التجربة في قراءة روايتين أحداهما باللغة الإنجليزية والأخري باللغة العربية. ثم مشاهدة الروايتين بعد تحويلهما إلي فيلمين. الصدفة وحدها جعلت الفكرة الرئيسية للفيلمين متشابهة إلي حد بعيد.
الرواية الأولي للكاتب الأعظم في تاريخ الأدب الإنجليزي "تشارلز ديكنز" بعنوان "قصة مدينتين" وتعود أحداثها إلي القرن السابع عشر. وهي من أكثر الروايات التي تدرس بالمدارس علي مستوي العالم ومن بينها مصر. وقد تحولت الرواية إلي فيلم سينمائي بالاسم نفسه في العام 1980.
أما الرواية الثانية فهي لعمنا نجيب محفوظ. صاحب نوبل. الذي أغرق في المحلية فوصل إلي العالمية. وهي بعنوان "السمان والخريف".
والتي تحولت إلي فيلم سينمائي أيضا بطولة العبقري محمود مرسي وعبد الله غيث ونادية لطفي. الفيلم من انتاج عام 1967.
حول الارستقراطية الحاكمة واندلاع الثورة الفرنسية وعنف ما بعد الثورة وقصة حب رجلين متشابهين في الشكل إلي حد التماثل لفتاة واحدة وتضحيات من نوع خاص دارت أحداث رواية وفيلم "قصة مدينتين". والمدينتان هنا يقصد بهما لندن وباريس. بطل الرواية "تشارلز دارني" شاب أرستقراطي فرنسي يقرر أن يترك رفاهية الملوك والأمراء ويسافر إلي لندن ليعمل مدرسًا للغة الفرنسية. ويكسب القليل من المال بعرق جبينه. وشاب آخر يدعي "سيدني كارتون" محام سكير ولكنه حاد الذكاء ومرهف الحس وصاحب قلب كبير. الاثنان يقعان في حب "لوسي" بنت الطبيب الإنجليزي "ألكسندر مانيت" الذي قضي من حياته 18 سنة في سجن "الباستيل" في فرنسا ظلمًا. وعاد إلي الحياة مرة أخري ويلتقي ببنته "لوسي" التي أصبحت في ريعان شبابها وقمة أنوثتها.
أما عيسي الدباغ. الذي أدي دوره ببراعة وتمكن الفنان القدير محمود مرسي. فعاش حياة غريبة ومتقلبة. أحداث الفيلم تدور ما بين مصر الملكية ومصر الجمهورية. وبين هاتين الفترتين تنقلب حياة عيسي الدباغ. من موظف كبير وسياسي في أحد الأحزاب القوية في عهد الملك ينتظره مستقبل باهر وعلي أعتاب أن يكون وزيرا إلي شاب ضائع علي المعاش المبكر. تائه يتسكع في شوارع القاهرة والإسكندرية بدون هدف!
قدرة رائعة لا يضاهيها مثيل من الكاتبين العظيمين محفوظ وديكنز علي سرد الأحداث ووصف الشخصيات والحبكة الروائية. وبينما انشغل محفوظ أكثر في وصف البيئات المحيطة ورسم المشاهد بدقة متناهية. كان ديكنز يخطط لنا مع كل فصل أو مجموعة مشاهد "تويست" جديدًا في الأحداث!
اترك تعليق