هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ومن الشوق
الروائي- حسن خلف
الروائي- حسن خلف

بقلم الروائي: حسن خلف حسين

الشوق هو كذلك الشعور الخفي الذي يرتديه صاحبه رغمًا عنه ملتصقًا بذاته لا يخلعه وإن حاول بل يزداد الألم عند محاولة الهروب منه، فإذا ما راوده عقله نحو البديل المُغري اصطدم برفض الحواس المُسيطر عليها من قبل ذلك الخفي سمعًا ولمساً ورؤية مع حديث الروح ومذاق الشعور ولو بالتخيل حين الوصال


وهنا يقول أبو البقاء الرندي:
وأشهى الوصل ما كان اختلاسا
وخير الحب ما فيه احتشام
وما أحلى الوصال لو أنّ شيئًا
من الدنيا للذته دوام
بكيت من الفراق بغير أرضي
وقد يبكي الغريب المستهان
 

   سباق الشعراء والكُتاب خاصة العرب جعل من شوق العاشقين مكانة تربو فوق الشوق للوطن بل إعتبروا أن الحبيب هو الوطن، دونه يشعر المرء بالغربة ووجع البعاد، بل يمتد الأثر للمكان يشارك المُحب شوقه التي دعت أحد شعراء الأغاني تخطي حدود الذات بقوله" الأماكن كلها مشتاقة لك" فما بالك بالمشتاق والعاطفة الجياشة المرهفة، الشوق وآلامه يمتد إلى اللامعقول مع فارقوا دنيانا وهم الان تحت الثرى بان تتوجه بعض الحواس لهم.
   البعض يري وأنا منهم أن الفراق بالهجر هو أشد وأنكى من فراق الراحلين عنا والحياة، خاصة إذا كانت الأسباب واهية .

وقال ابن الدهان :
كم قد هجرت إذ التواصل مكسب
وضررت قادرةً على أن تنفعي
ما كان ضرّك لو غمزتِ بحاجبٍ
عند التفرق أو أشرتِ بأصبع
وقالت شمس الأصيل نثرًا:
" أنني أدوس بساطك اليوم غريبا، بعد أن كانت هذه الروح منزلي.
  

وما أجمل ما كًتب عن الشوق في قصيدة الشاعر المولع شوقًا أبراهيم ناجي في قصيدة الأطلال و تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم
الذي عبر عن معاني الشوق الملتهب دون هوادة لنفس طابت تحت اللهيب المستعر منه.

  لذا وجب علينا أحترام وتقدير كل أنواع المشتاقين علي مختلف مشاربهم واشواقهم فلا يشعر بالجمر الا القابض عليه وحده.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق