اعلن احمد نوح الامين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا بان أعضاء المنظمة يؤدون خطبة الجمعة اليوم فضيلة أ.د داود لطفي حافظ_ بمسجد التنعيم بملوي ، فضيلة الشيخ مؤمن أمين علي _ بالمسجد الكبير بنزلة البدرمان، فضيلة الشيخ معدن فتحي علي _ بمسجد مجلس مدينة أبو قرقاص، فضيلة د. محمد عبدالمطلب _ المسجد الكبير بقرية أبوعزيز _ مركز مطاي بعنوان اغتنام عهد الشباب في بناء الذات وإتقان العبادة وإتقان العمل حيث شرح فضيلة الخطباء.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فقد خصَّ دينُنَا الحنيفُ عهدَ الشبابِ بمزيدٍ مِن العنايةِ والاهتمامِ، ونبَّهَ على دورِهِ في بناءِ الذاتِ وتكوينِهَا، فالشبابُ ربيعُ الحياةِ والعمرِ، وعهدُ اكتمالِ البناءِ الجسدِي والنضجِ العقلِي، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }،
كما أرشدَنَا الشرعُ الحنيفُ إلى ضرورةِ اغتنامِ عهدِ الشبابِ بِمَا ينفعُ النفسَ والدينَ والوطنَ عبادةً وعملًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغناكَ قبلَ فقرِكَ، وفراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكً)، ويقولُ ﷺ: (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأَلَ عن شبابِهِ فيمَا أبلاه، وعن عُمُرِهِ فيمَا أفناه، وعن مالِهِ مِن أين اكتسبَهُ وفيمَا أنفقَه، وعن عِلمِهِ ماذا عملَ فيهِ).
ولم يأمرْنَا الشرعُ الشريفُ بمجردِ اغتنامِ عهدِ الشبابِ بالعبادةِ والعملِ، إنَّما أمرَنَا كذلكَ بالإتقانِ والإحسانِ والتميزِ فيهمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {، ويقولُ سبحانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ {، ويقولُ (عزَّ وجلًّ): {وأحسنْ كمَا أحسنَ اللهُ إليك}، ويقولُ تعالَى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).
والإتقانُ في العبادةِ يكونُ بأدائِهَا أداءً صحيحًا، وإتمامِ شروطِهَا وأركانِهَا، واستيفاءِ سننِهَا وآدابِهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ الصلاةِ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ ، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ:
(ألَا أدلُّكُم على ما يَمحو اللَّهُ بهِ الذُّنوبَ ويرفعُ الدَّرجاتِ قالوا بلى يا رسولَ اللَّهِ قال إِسباغُ الوضوءِ على المَكارِه وَكثرةُ الخُطا إلى المسجِدِ وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ فذلِكَ الرِّباطُ ثلاثَ مرَّاتٍ)، ويقولُ سبحانَهُ في شأنِ الزكاةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} .
وفي شأنِ الصيامِ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكُم فلا يَرفُثْ، ولا يصخَبْ، فإن سابَّهَ أحدٌ، أو قاتَلَه؛ فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ )، ويقولُ سيدُنَا جابرٌ (رضي اللهُ عنه): إذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُك وَبَصَرُك وَلِسَانُك عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، ولْيَكُنْ عَلَيْك وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً ، ويقولُ سبحانَهُ في شأنِ الحجِّ: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ، ويقولُ سبحانَهُ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}، وقد شملَ الأمرُ بالإتقانِ شأنَ تكفينِ الميتِ وتجهيزِهِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إذا كفَّنَ أحدُكُم أخاهُ، فليُحسِّن كفنَهُ).
كما قدموا دعوة للشباب إلي اتقان العمل وان العمل عبادة قائلين
أنَّ إتقانَ العملِ سبيلُ الأممِ المتحضرةِ، التي يحملُهَا حبُّهَا لأوطانِهَا، ووعيهَا بدورِهَا في رقيِّهِ وتقدمهِ على إحسانِ العملِ وتجويدِه والتميزِ فيهِ، وهو خيرُ سبيلٍ لاغتنامِ قدراتِ الشبابِ وطاقاتِهِم فيمَا يخدمُ الدينَ والوطنَ، فكثيرٌ مِن مظاهرِ التقدمِ والتطورِ الذي يعيشُهُ العالمُ في العصرِ الحديثِ في شتّى المجالاتِ قائمٌ على أكتافِ الشبابِ الذين أسهمُوا بجهدِهِم وإتقانِهِم في خدمةِ الإنسانيةِ.
على أنَّنَا نؤكدُ أنَّهُ لن يحترمَ الناسُ دينَنَا ما لم نتفوقْ في أمورِ دنيانَا، فإنْ تفوّقنَا في أمورِ دنيانَا احترمَ الناسُ دينَنَا ودنيانَا، وأنَّه لن يكونَ ذلك التفوقُ إلّا بأنْ نجعلَ مِن إتقانِ العملِ ثقافةً عامةً في كلِّ شيءٍ، في العلمِ، والصناعةِ، والثقافةِ، والعملِ الحرفِي والمهنِي، بل وفي جميعِ جوانبِ حياتِنَا، مدركينَ أنَّ إتقانَ العملِ واجبٌ تحتمهُ تعاليمُنَا الشرعيةُ وروحُنَا الوطنيةُ.
وأنَّ العملَ يتحولُ إلى عبادةٍ ما دامَ مقرونًا بشرفِ وسموِّ الغايةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ في رجلٍ تعجبَ أصحابُ النبيِّ ﷺ مِن جلدهِ ونشاطهِ وإتقانهِ: (إنْ كان خرجَ يسعَى على ولدِهِ صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرجَ يسعَى على أبوينِ شيخينِ كبيرينِ فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرجَ يسعَى على نفسِهِ يعفُّهَا فهو في سبيلِ اللهِ)
اللهم وفقنا لكل ما تحبه وترضاة واحفظ مصر واهلها من كل سوء ومكروه
اترك تعليق