هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صفعتان من روسيا والصين.. على وجه العقوبات الغربية ..!

هواوي تتوصل لطريقة تصنيع الشرائح الإلكترونية المتقدمة!
مخاوف من تطوير بكين تقنيات عسكرية تفوق قدرة جيوش الناتو!!
غابة من سلاسل التوريد.. تزود روسيا بالمنتجات المحظورة ..!!
شركات غامضة في تركيا وهونج كونج.. توفر أشباه الموصلات لموسكو!!

تفجر في الآونة الأخيرة سيل من المعلومات حول كيفية تمكن كل من روسيا والصين التغلب على الحظر الغربي المفروض على كلتا الدولتين، خصوصًا فيما يتعلق بالأجهزة والمكونات الإلكترونية التي تدخل في الصناعات العسكرية والمدنية الدقيقة، فيما يمكن وصفه بأن العقوبات الغربية تلقت صفعتين على وجهها من جانب كل من موسكو وبكين.


ابتكرت الصين طريقة تصميم الشرائح الإلكترونية الدقيقة التي لم يتقنها في السابق إلا الغرب، في تحد قد يقوض العقوبات، كما استطاعت روسيا التعامل مع غابة كثيفة الأدغال من الشركات وسلاسل التوريد للحصول علي التكنولوجيا الغربية.

تكشف إيداعات براءات الاختراع أن شركة هواوي الصينية أحرزت تقدمًا في تقنية حاسمة لتصنيع الشرائح، مما يزيد من احتمالية أن تبدأ الشركة في صنع بعض من أصغر وأقوي الرقائق الدقيقة بنفسها.

ذكر تقرير لصحيفة التلجراف أن مثل هذا التطور يسمح لبكين بالتغلب على العقوبات الغربية.. حيث تقوم واشنطن وبروكسل ولندن حاليًا بمنع وصول شرائح الكمبيوتر المتقدمة الغربية الصنع للصين، خوفًا من احتمال أن تطور الدولة الشيوعية قدرات عسكرية تتجاوز قدرة جيوش الناتو والغرب على المقاومة.

تعد هواوي واحدة من كبري الشركات الخاصة في الصين، وتسجيل براءة الاختراع الصيني لتقنية الشرائح الدقيقة تم التوصل إليه في نوفمبر ولكن تم الكشف عنه للعالم أواخر ديسمبر فقط، وهو يصف طريقة استخدام الأشعة فوق البنفسجية لحفر الأعمال الداخلية لشريحة الكمبيوتر في قطعة من السيليكون.

باستخدام تقنية الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV)، يمكن تصنيع ترانزستورات بحجم نانومتر فقط. وتحتوي أقوي شرائح الكمبيوتر على ملايين الترانزستورات، والتطورات في التصغير تسمح بإنشاء شرائح، قوية للغاية.

لم يتم اختراق هذه التقنية عالية التخصص إلا من قبل شركة ASML ومقرها هولندا وتبلغ قيمتها 208 مليارات يورو، لكن أسرار صناعة الرقائق الخاصة بـ ASML محمية من قبل الشركة والغرب.

قالت وزيرة التجارة الخارجية الهولندية، ليسجي شرينماخر، لبرلمان البلاد في نوفمبر، إن تكنولوجيا رقائق ASML جوهرة في تاج البلاد يجب حمايتها.

استهدفت العقوبات التجارية الأمريكية المفروضة على الصين هذا الصيف، بالتحديد، واردات تكنولوجيا الأشعة فوق البنفسجسة الشديدة EUV، وقد استمالت الولايات المتحدة المسئولين الهولنديين لرفض منح أي تراخيص تصدير إلي الصين، وفقًا لشبكة لبلومبرج.

أنباء توصل هواوي إلي طريقة لتطوير الشرائح نفسها، تثير قلق المسئولين الغربيين.

تتراوح تكلفة آلات EUV من 150 إلي 300 مليون دولار وهي بحجم حافلة، وتحتاج المصانع ما بين 9 -18 آلة، مما يجعل تكلفة مصانع الشرائح الجديدة تصل إلي المليارات.

قالت هواوي إن "العمل عاد كالمعتاد" وأعلن رئيس مجلس الإدارة، إريك شو، إن الشركة خرجت من "الأزمة" بعد عامين من الاضطراب الناجم عن العقوبات الأمريكية.

كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض عقوبات على شركة هواوي في عام 2019، ومنها حظر استخدام تشغيل الهاتف المحمول الذي يعمل بنظام أندرويد من جوجل. حيث كان قِسم الهواتف الذكية في هواوي يعتمدعلي هذا النظام.

اتبعت دول غربية أخري عمليات حظر مماثلة، وأمر رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، بوريس جونسون، بإزالة معدات هواوي من البنية التحتية للاتصالات البريطانية عام 2020.

تم فرض القيود خوفًا من تعاون هواوي مع حكومة الصين وإتاحة باب خلفي أمام بكين للوصول إلي أنظمة الاتصالات الأمنية البريطانية.

تسببت العقوبات في انخفاض إيرادات هواوي العالمية بمقدار الثلث عام 2021، لكن شو قال إن مبيعات هواوي لعام 2022 على الطريق الصحيح وبلغت حوالي 636.9 مليار يوان "76.6 مليار جنيه استرليني".

شرائح الذكاء

كانت إدارة بايدن قد أضافت في ديسمبر الماضي، شركة (YMTC) الصينية لصناعة شرائح الذاكرة و21 شركة صينية "رئيسية" في قطاع شرائح الذكاء الاصطناعي إلي القائمة السوداء التجارية لتوسيع نطاق حملتها على صناعة الشرائح في الصين.

تمت إضافة شركة YMTC إلي القائمة خوفًا من أن تنقل التكنولوجيا الأمريكية إلي شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة المدرجة سابقًا في القائمة السوداء، الكيانات الصينية لشرائح الذكاء الاصطناعي البالغ عددها 21 والتي تمت إضافتها إلي القائمة السوداء للتجارة، تواجه عقوبة أشد.. حيث تمنع الحكومة الأمريكية وصولها إلي التكنولوجيا المصنوعة في أي مكان في العالم باستخدام معدات أمريكية.

من الأسماء البارزة شركة PXW Semiconductor Manufactory Co، وهي شركة تصنيع شرائح مدعومة من حكومة مدينة شنجن ويقودها مسئول تنفيذي سابق في هواوي.

جاء ذلك بينما كان يستعد الكونجرس لوضع اللمسات الأخيرة على تشريع يمنع الحكومة الأمريكية من شراء المنتجات التي تحتوي على أشباه الموصلات التي تصنعها YMTC أو CXMT الصينيتان لصناعة رقائق الذاكرة أو SMIC، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين.

كما استهدفت وزارة التجارة الأمريكية تسعة كيانات صينية بزعم أنها تسعي إلي دعم التحديث العسكري الصيني.

وتمت إضافة ما مجموعه 35 كيانًا صينيًا إلي القائمة السوداء للتجارة الأمريكية، والمعروفة باسم قائمة الكيانات التي لم يتم التحقق منها، بالإضافة إلي شركة YMTC التابعة ومقرها اليابان.

تكنولوجيا المعلومات

فيما يتعلق بروسيا، فقد تغلبت علي العقوبات من خلال غابة كثيفة الأدغال من سلاسل التوريد، وقد ظهرت في مارس الماضي شركة جديدة بتركيا، واسمها Azu International Ltd Sti وتقدم نفسها على أنها تاجر جملة لمنتجات تكنولوجيا المعلومات، وبدأت في شحن أجزاء الكمبيوتر الأمريكية إلي روسيا.

أظهرت سجلات الجمارك الروسية أن الشركة كانت تعمل بنشاط كبير، وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخرًا قيودًا على مبيعات التكنولوجيا الحساسة لروسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، كما علقت العديد من شركات التكنولوجيا الغربية تعاملاتها مع موسكو.

شارك في تأسيس الشركة رجل أعمال تركي يدعي جوكتورك أجواز، وتدخلت Azu International للمساعدة في سد فجوة العرض، على مدي الأشهر السبعة التالية صدّرت بما لا يقل عن 20 مليون دولار من المكونات إلي روسيا، ومن بينها شرائح مصنوعة في الشركات الأمريكية.

كما تظهر تقارير رويترز، يدير أجواز شركة لتجارة منتجات تكنولوجيا المعلومات بالجملة في ألمانيا تُدعي Smart Impex GmbH، قبل الغزو،  تظهر سجلات الجمارك الروسية أن الشركة الألمانية شحنت منتجات أمريكية إلي عميل في موسكو قام باستيراد بضائع من Azu International.

تعد Azu International مثالاً على كيفية بقاء قنوات التوريد إلي روسيا مفتوحة رغم قيود التصدير الغربية وحظر الشركات المصنعة، تظهر سجلات الجمارك الروسية أن ما قيمته 2.6 مليار دولار من أجهزة الكمبيوتر والمكونات الإلكترونية الأخري تدفقت إلي روسيا في الأشهر السبعة حتي 31 أكتوبر الماضي، وأكثر من 777 مليون دولار من هذه المنتجات من صنع الشركات الغربية حيث تم العثور على رقائقها في أنظمة الأسلحة الروسية.

پكشفت مجموعة من التقارير التي بثتها وكالة رويترز ومنها تحقيق مشترك أجرته الوكالة والمعهد الملكي للخدمات الموحدة Royal United Services Institute (RUSI)، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره لندن، لأول مرة، عن تفاصيل سلسلة التوريد العالمية التي تواصل تزويد روسيا بمكونات أجهزة كمبيوتر غربية ومعدات إلكترونية. حدد التحقيق مجموعة من المستوردين والمصدرين الغامضين، مثلAzu International، ووجد أن شحنات أشباه الموصلات لا تزال تصل إلي روسيا من هونج كونج وتركيا ومراكز تجارية أخري.

أنشأ رجل أعمال روسي، شركة أوو فورتاب Fortap ومقرها سانت بطرسبرج، في أبريل واستورد بما لا يقل عن 138 مليون دولار من الإلكترونيات، بينها أجزاء الكمبيوتر الأمريكية، وأظهرت سجلات الجمارك الروسية أن أحد أكبر موردي فورتاب هو شركة Bion Group Ltd Sti التركية، التي كانت تتاجر في المنسوجات سابقًا، وتوسعت في مجال الإلكترونيات بالجملة.

سجلات الجمارك

قامت شركة استيراد روسية أخري، أوو تيتان- ميكرو Titan-Micro، بتسجيل عنوان: منزل يقع في غابة على الحافة الشمالية لموسكو، واستوردت أيضًا مكونات كمبيوتر غربية منذ الغزو، وفقًا لسجلات الجمارك.

لا تحدد السجلات الجمركية -التي اشترتها رويترز من ثلاثة مزودين تجاريين -النوع الدقيق لأشباه الموصلات والمنتجات الإلكترونية الأخري، ولا تظهر ما يحدث للمكونات بمجرد وصولها إلي روسيا، ذكرت رويترز أن رقائق الشركات الغربية، ظهرت داخل الصواريخ وأنظمة الأسلحة التي نشرها الجيش الروسي- بأوكرانيا.

قال متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية: "منذ بداية الغزو، تم تقليص وصول روسيا إلي أشباه الموصلات بنسبة 70%، تقريبًا بفضل الإجراءات غير المسبوقة للتحالف المكون من 38 دولة وليس من المستغرب أن تعمل روسيا جاهدة للالتفاف حول الضوابط ".

من بين الشركات التي تشحن التكنولوجيا الغربية إلي روسيا شركة مسجلة في هونج كونج تسمي Pixel Devices Ltd، وشحنت الشركة بحوالي 210 ملايين دولار من الإلكترونيات لروسيا منذ الأول من أبريل، منها حوالي 50 مليون دولار من منتجات Intel وAMDحتي 31 أكتوبر الماضي، وفقًا لسجلات الجمارك الروسية.

المالك الحالي لـPixel Devices هي شركة من سنغافورة، وهي بدورها مملوكة لشركة من سيشل، وفقًا لسجلات شركة هونج كونج وسنغافورة، مدير Pixel Devices الوحيد في الوقت الحالي هو بيري رورا كانو، وهو إسباني، مدرج أيضًا كمدير لشركة Asia Global Neolink، أكد رورا كانو لرويترز، عبر الهاتف من إسبانيا، أن أجهزة Pixel تقوم بشحن أشباه الموصلات ومنتجات أخري إلي روسيا.

قالت Pixel Devices إنها كانت تزود روسيا بمعدات تكنولوجيا المعلومات لعدة سنوات و"من الممكن" أنها شحنت منتجات Intel وAMD العام المنصرم "كجزء من عقود طويلة الأجل".

تُظهر سجلات الجمارك الروسية أن العميل الرئيسي لأجهزة Pixel في روسيا هو شركة في سانت بطرسبرج تسمي أوو كومبليجا KompLiga. وفقًا لسجلات الجمارك. منذ 1 أبريل، استوردت كومبليجا بحوالي 181 مليون دولار من منتجات وأجزاء تكنولوجيا المعلومات، بشكل حصري تقريبًا من Pixel Devices.

تقدم شركة أووف نوفيلكو اللوجيستية ومقرها موسكو المشورة للشركات الروسية حول كيفية الاستمرار في استيراد البضائع الأجنبية.

طرق بديلة

في سبتمبر، نظمت نوفيلكو Novelco ندوة في موسكو لعملائها حول "كيفية إيجاد طرق بديلة لنقل البضائع" إلي روسيا، في عرض تقديمي مدته 45 دقيقة بعنوان "تكتيكات واستراتيجيات التجارة الخارجية للتغلب علي العقوبات"، حث الرئيس التنفيذي للشركة، جريجوري جريجوريف، الشركات على تخزين المنتجات وتطوير مجموعات متنوعة من الموردين من أكثر من دولة واحدة ونقل البضائع عبر دولة ثالثة لحل مشكلات الشحن.

في مارس، سجل جرجورييف في اسطنبول شركة تسمي Smart Trading Ltd Sti، حسبما تظهر سجلات الشركات التركية، منذ ذلك الحين، شحنت الشركة بما لا يقل عن 660 ألف دولار من منتجات أشباه الموصلات المصنعة في الولايات المتحدة. وفقًا لسجلات الجمارك الروسية.

في تدوينة له في أغسطس، قال أحد كبار التنفيذيين في F+tech، وهي شركة روسية لتصنيع معدات تكنولوجيا المعلومات وتعتمد على من المكونات المستوردة، إن أعمال شراء الأجزاء الأجنبية تتطلب حرية التصرف.

وجدت رويترز في سجلات الجمارك أن شحنات الأجهزة التناظرية والمكونات الأمريكية الأخري تصل مباشرة من الاتحاد الأوروبي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق