الفرح والحزن _جبلت عليهما النفس البشرية فهما امران فطريان يخمد احدهما اذا طغى الاخر على نفس المرء فكيف يأتى الله تعالى ويقول "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ "_هل يريد لنا الله تعالى الغم والحزن رغم انهما هدفا الشيطان الذى يسعى الى تحقيقهما فى الانسان لييأس ويقنط من رحمة الله تعالى
والاجابة على ذلك السؤال تأتى من كل نفس سوية تعلم فضل الله تعالى ورحمته التى سبقت غضبه فما القصة
وقد بين اهل العلم ان قصة الاية التى وردت فى الاية 76 سورة القصص تحكى عن فرح قارون الذى يصحبه الكبر والبغى على الناس ففرح البطر والظلم والتفاخر على الناس هو الفرح المنهى عنه وهو مقصود المولى عز وجل
وقد بين امام الدعاة الشيخ _محمد متولى الشعراوى _رحمة الله عليه خلال شرحه لخواطره حول هذه الاية " إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ"القصص: 76
ان النهى عن الفرح المحظور يكون لانبساط النفس لأمر يسرُّ الإنسان لمجرد المتعة لا لامرينفعه كشارب الخمر الذى يشربه لمتعته المؤقتة مشيراً ان هناك فرق بين المتعة والمنفعة وضرب ايضاً مثالاً على على يسر النفس بالمتعة المؤقتة _ بمريض السكر الذى يأكل المواد السكرية متعة رغم ضررها على صحته مشيراً الى ان الفرح يجب ان يكون للشئ النافع وان كان مراً كالدواء الذى يجلب الشفاء
وقد وردت ايات عدة بالقرآن الكريم يتضح فيها الحث على الفرح من قبل الله تعالى منها
_ "قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ. "يونس: 58 _فضل الله ورحمته من الامور التى توجب الفرح
_ويقول تعالى " وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ٱللَّهِ"الروم: 4-5 _فالفرح كان لانتصار الدعوة والمبدأ الذى آمن به وحارب لاجله فهو شئ نافع
اترك تعليق