هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

امرأة من جهنم .. استدرجت طفلة الثلاث سنوات لسرقة " الحلق " الذهبي

تخلت سيدة بمحافظة قنا عن أنوثتها، وارتدت ثوب الشيطان، وتجردت من كافة المشاعر الإنسانية، عندما استدرجت طفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها، لسرقة قرطها الذهبي، ولم تكتف بذلك، بل أقدمت على إشعال النيران في جثة "عصفور الجنة" ووضعتها في كيس بلاستيك لتلقي بها للكلاب الضالة في الشارع، حتى تخفي آثار جريمتها البشعة التي اهتزت لها مدينة نجع حمادي .


تفاصيل الواقعة التي ترصدها بوابة " الجمهورية أونلاين" بدأت مع خروج الطفلة " ريتاج عاطف زكي " البالغة من العمر ثلاث سنوات، من منزل أسرتها متجهة إلى منزل جدها الكائن بذات الشارع كعادتها في كل يوم، حيث تذهب إلى هناك لتلهو، وتارة تعود بمفردها أو تنتظر إلى أن تذهب والدتها أو والدها لإحضارها.

 

ذهب الأب بعد مرور حوالي ساعة ليحضر ابنته من منزل جدها، ليفاجئه الجميع بأن الطفلة كانت تلهو في المنزل أمامهم مع باقي الأطفال، ثم خرجت مرة أخرى بمفردها، وظن الجميع أنها عادت إليهم كعادتها.

 

عاد الأب مرة أخرى إلى منزله ليسأل زوجته إلا أنه اكتشف أن الطفلة لم تعد، فبدأ بمعاونة الأقارب والجيران في البحث عنها، وبعد مرور ساعات طويلة باءت خلالها كل محاولات العثور عليها بالفشل، قرر الأب إبلاغ الشرطة بتغيب ابنته.

 

وتلقى اللواء إيهاب طه مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، إخطارًا من مركز شرطة نجع حمادي يفيد ورود بلاغ من والد الطفلة المقيم ناحية نجع إبراهيم بدائرة المركز، بتغيب ابنته الطفلة " ريتاج عاطف زكي " البالغة من العمر 3 سنوات.

 

أرخي الليل سدوله، وهدأ الجميع، إلا قلب الأم والأب، فكانا يشتعلان مع مرور كل ثانية وهما غير قادرين على الوصول إلى فلذة كبديهما، التي اعتادت أن تنام في حضنهما حتى الصباح.

 

تنفس الصبح؛ ولايزال الأب والأم ينتظران سماع صوت ابنتهما "عصفور الجنة"، لكن صوت شقشقة العصافير على أغصان الشجر، كانت تملأ الآذان، والأبوين يحاولان أن يجدا صوت " ريتاج " بين العصافير .. لكن دون جدوى .

 

خرج الأب يبحث في الشوارع مجددًا عن طفلته، حتى جلس على قارعة الطريق يرقب حركة المارة، لعل وعسى تظهر ابنته، والأم كذلك تجلس أمام المنزل، والدموع تتساقط من عينيها دون توقف، بل إن صوتها بُح من كثرة النحيب طوال ساعات الليل.

 

في تلك الأثناء، فوجئ أحد المواطنين حال سيره بالشارع بأطفال مدرسة النقراشي الابتدائية بذات الناحية يتجمعون حول كيس بلاستيك أثار الذعر والرعب في نفوسهم، بعدما وجدوا بداخله ما يشبه الجسم الآدمي .. اقترب منهم الرجل الذي تجاوز الستين من عمره، وهو يقول للأطفال : " متخافوش .. يمكن دي معزة ماتت وصاحبها رماها في الكيس " ، وبدأ الرجل يتفحص محتوى الكيس، حتى أصابته الصدمة من هول ما رأى، حيث شاهد جثة طفل صغير، ولكنها مشوهة الملامح نتيجة حروق نارية بالوجه.

 

وعلى الفور تم إخطار مركز شرطة نجع حمادي بالواقعة، فانتقلت على الفور قوة أمينة، من مباحث المركز بقيادة اللواء على العاصي مدير المباحث الجنائية، والمقدم عبدالمجيد مختار، رئيس فرع البحث الجنائي بنجع حمادي، والرائد محمد امبابي، رئيس مباحث المركز، وبالفحص تبين العثور على الجثة وسط القمامة أسفل سور مدرسة النقراشي الابتدائية بنجع حمادي، وبمناظرتها تبين أنها لأنثى لم تتجاوز الثالثة من عمرها وفى حالة تفحم نتيجة تعرضها لحروق نارية.

 

تم نقل الجثة لمشرحة مستشفى نجع حمادي، وعلى الفور تم استدعاء والد الطفلة " ريتاج " الذي أبلغ بتغيب ابنته في الليلة الماضية، وبعد حضوره إلى مركز شرطة نجع حمادي، تم إبلاغه بأنه تم العثور على طفلة يشتبه أن تكون نجلته وتم إيداعها مستشفى نجع حمادي لحين التعرف عليها.

 

تهلل وجه الرجل، وتسلل السرور الممزوج بالقلق إلى قلبه، فتارة يشعر بالسعادة لعودة فلذة كبده، وتارة يساوره القلق بعد نقلها للمستشفى خشية أن يكون قد أصابها مكروه.

 

كلما اقتربت خطوات الأب من المستشفى، كان السرور يتلاشى ويتبدل إلى قلق، وزاد من هذا الشعور عند وصوله للمستشفى ووجد قوات الشرطة تصطحبه ناحية المشرحة بدلًا من الأقسام الداخلية، فأخذ يصرخ " انتوا واخدينى على فين .. بنتي مالها " ، ووسط محاولات لتهدئة الرجل، انفجر بالبكاء وأصر أن يشاهد ابنته، فلن يهدأ له بال إلا بعد أن يضمها إلى حضنه مرة أخرى.

 

دخل الأب إلى المشرحة وخطواته تتثاقل، هموم الكون بأكمله حطت على كتفيه، وما إن أبصر الطفلة أخذ ينظر إليها ويتفحصها جيدًا حتى تعرف عليها من بقايا ملابسها، وملامح وجهها التي أخفتها الحروق النارية، فخر الرجل على جثمان ابنته وهو يبكي بحرقة شديدة، حتى تمكنت قوات الشرطة من السيطرة عليه وإخراجه من المشرحة.

 

وبإخطار اللواء إيهاب طه، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، وجه بتشكيل فريق بحث وتكثيف التحريات لكشف ملابسات الواقعة وضبط مرتكبها في أسرع وقت، وتنفيذًا لذلك بدأ الرائد محمد امبابي رئيس مباحث مركز نجع حمادي، في تكثيف تحرياته لفك طلاسم الواقعة.

 

وما إن علمت الأم بما جرى لابنتها، سقطت مغشيًا عليها وتعرضت لحالة انهيار عصبي نقلت على إثرها لمستشفى نجع حمادي العام.

 

وبعد مرور عدة ساعات، أسفرت جهود فريق البحث الجنائي، بمشاركة قطاع الأمن العام، وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن قنا، ووحدة مباحث مركز شرطة نجع حمادي بإشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أن وراء ارتكاب الواقعة، سيدة تدعى "شيرين.ح.ا" 27 عامًا مقيمة بمنزل مجاور لمنزل الطفلة المجني عليها.

 

وعقب تقنين الإجراءات، تم استهداف المتهمة وضبطها، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة.

 

أدلت المتهمة باعترافات تفصيلية حول الواقعة، وقالت أنها أبصرت الطفلة تخرج من منزل أسرتها في الاتجاه لمنزل جدتها كعادتها في كل يوم، وقررت أنها اعتزمت خطف الطفلة للاستيلاء على قرطها الذهبي، فأخذت تراقب منزل جدة الطفلة لحين خروجها، وما إن أبصرتها حال سيرها أمام منزلها قامت باستدراجها لداخل شقتها بحجة اعطائها حلوى، وقامت بالاستيلاء على قرطها الذهبي .

 

أضافت المتهمة في أقوالها : " أنا مكنتش عايزة أموتها .. أنا كنت هاخد الحلق بس لكن هي فضلت تبكي وأنا خفت حد من الجيران يسمعها وكنت أحاول اسكتها فحطيت يدي على بقها فماتت "

 

وذكرت المتهمة أنها خشيت من افتضاح أمرها، فقامت بحرق جثة الطفلة في منزلها وقامت بوضعها بأحد الأكياس البلاستيكية، وإلقائها بمكان العثور عليها حتى تأكلها الكلاب الضالة ويختفي أي أثر لها.

 

وقالت الشيطانة مرتكبة الواقعة، انها بعد أن تخلصت من الجثة توجهت لإحدى محلات الصاغة بدائرة المركز، وقامت ببيع القرط الذهبي مقابل مبلغ مالي، لتنفق على أولادها الثلاثة، وأرشدت عن مكان المبلغ المالي، ومكان بيعها للقرط الذهبي "بائع بالمحل المُشار إليه، مقيم بدائرة المركز" وتم ضبطه، وبمواجهته قرر بشرائه القرط الذهبي دون علمه أنه من متحصلات جريمة سرقة.

 

وبالعرض على النيابة العامة، أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وكيفية ارتكاب الجريمة، كما أمرت بحبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات بعد أن قامت بتمثيل جريمتها في نجع ابراهيم أمام مدير النيابة ووسط إجراءات أمنية مكثفة.

 

وعلق والد الطفلة "ريتاج" على الواقعة قائلًا : " بنتي مماتتش .. بنتي راحت لربنا .. أنا بس زعلان من اللي حصلها .. ذنبها ايه عصفورة الجنة علشان يتعمل فيها كده .. أنا عايز حق بنتي من الشيطانة اللي كانت عامله نفسها بني آدم وعايشه وسطينا .. وحسبنا الله ونعم الوكيل". 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق