الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي،وقد بدأت من اليوم الأربعاء.
تعددت أقوال الفقهاء حول صيام تلك الأيام ومنها:
ابن باز: حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام على صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما: صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر، ونرى تأكيد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [الأنعام: 160]، وكذلك في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر.
وقد أكد الشيخ ابن باز رحمه الله أن الأفضل أن تكون هذه الأيام الثلاثة في الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري، إذا استطاع الشخص صيام هذه الأيام كان ذلك أفضل، وقد سميت هذه الأيام بيض لابيضاض ليلها بالقمر وابيضاض نهارها بضوء الشمس، أما إذا صام هذه الأيام الثلاثة في غير وقت الأيام البيض في أول أو وسط أو آخر الشهر فلا بأس في ذلك ويحصل على الأجر إن شاء الله، كما ذكر ابن باز أيضًا أنه إذا صام الشخص في بعض الشهور وعجز عن ذلك في شهور أخرى فلا حرج في ذلك.[5]
ابن عثيمين:
صيام ثلاثة أيام من كل شهر أمر مستحب في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء وغيرهما من الصحابة بصيام ثلاثة أيام من كل شهر كما أوصى عبد الله بن عمرو بذلك، إلا أن الأفضل أن تكون هذه الأيام أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، لكن من عجز عن صيام أيام البيض يمكن أن يصوم في بقية الشهر حسب قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وقد جاء في قول الشيخ أيضًا إمكانية صيام هذه الأيام الثلاثة متتالية أو متفرقة، حيث يجوز أن تكون في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره، فالإسلام دين يسر لا عسر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعين، فحين سئلت عائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم.
اترك تعليق