بالرغم من إن مسرحية "سيدتي الجميلة " لم تكن السابقة الاولي في المسرحيات التي تمت إعادة تقديمها. حيث قام الفنان حسن الرداد و الفنانة غادة عادل بإعادة تقديم مسرحية " حواء الساعة 12 " بإسم جديد بعنوان " في نص الليل " بموسم الرياض بنهاية العام الماضي. ومن قبلها تم تقديم مسرحية " الملك لير " للفنان يحيي الفخراني الذي قدمها في أكثر من نسخة بأبطال مختلفين. ومن قبله قدمها الفنان صلاح السعدني ومحمد منير. إلا ان الجدل الذي تشهده "سيدتي الجميلة " جاء غير متوقعاً.
ترقب كبير من الجمهور المنتظر لمسرحية " سيدتي الجميلة " في نسختها الجديدة. والتي سيتم تقديمها علي من 6-10 ديسمبر. ضمن فاعليات موسم الرياض. حيث إن أبطاله يعانون من هجوم كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من النقاد الرافضين إعادة تقديم هذه الرائعة الفنية.
كما انضم للمهاجمين أسرة الفنانين الراحلين فؤاد المهندس وشويكار أبطال المسرحية التي قدمت عام 1969. ووصل الأمر لاتهام السقا بأنه سيهدم تاريخه الفني بسبب هذا الدور. هو والفنانة ريم مصطفي التي ستلعب دور "صدفة ". الذي قدمته الراحلة شويكار.
تعتبر مسرحية "سيدتي الجميلة " من أشهر الأعمال الفنية التي عرضت في ستينيات القرن الماضي. وحققت وقتها نجاحا جماهيرياً كبيرًا سواء علي خشبة المسرح. أو بعد تسجيلها وعرضها علي شاشة التليفزيون. لذلك يعتبر بعض النقاد ان موافقة جميع الابطال الحاليين علي إعادة تقديمها هو مجازفة كبيرة وخطوة جريئة.
تداول أنباء عن ان النسخة الجديدة من مسرحية "سيدتي الجميلة " لن تشهد تغيرات كبيرة عن النسخة القديمة التي قدّمها الثنائي فؤاد المهندس وشويكار. خاصة وأنّ الشركة المُنتجة قررت استبعاد بعض الشخصيات من النسخة المُرتقبة وتخفيف جمل من السيناريو والحوار لتتناسب مع العصر الحالي. فيما يُعاد استخدام نفس الأغاني التي كتبها عبد الوهاب محمد. ولحنها حلمي بكر.
ويؤدي أحمد السقا في النسخة المُعاصرة من مسرحية "سيدتي الجميلة " شخصية فؤاد المهندس. وريم مصطفي تؤدي دور شويكار. ومحمد عبد الرحمن يُجسد نفس الشخصية التي قدمها حسن مصطفي. أما علاء مرسي يظهر بدور پ "حسب الله بعضشي " والد ريم وهي شخصية جمال إسماعيل. بينما تقدم ليلي عز العرب شخصية "إنجي هانم " التي سبق وقدّمتها زوزو شكيب في النسخة القديمة. أما محسن منصور يظهر بدور "الخديوي " التي جسدها نظيم شعراوي.
انتشرت تصريحات عديدة لأسرة الراحلين فؤاد المهندس وشويكار. حيث قالت منه الله ابنة شويكار: "أي عمل يتم إعادة تقدميه بعد ما حقق نجاحا كبيرا. ولا زال يُعرض حتي الآن. تُصبح إعادة العمل فيه ظُلما. وخصوصًا المقارنة بين أيهما أفضل فأنا شايفة إنه ظُلم للأبطال ".
وتابعت منة الله: " الحاجة الناجحة اللي كسرت الدنيا دي صعب إعادتها ". ان موضحة الأعمال الناجحة التي تم تقديمها منذ زمن طويل» سيكون صعب إعادتها مرة أخري.
وعن تجسيد الفنان أحمد السقا والفنانة ريم مصطفي شخصية كل من الفنان فؤاد المهندس. والفنانة شويكار. ردت: أحمد السقا كان حبيب أمي أوي وكانت بتعشقه. وأستاذة ريم فنانة جميلة. وبتعمل لايت كوميدي.. حرام المقارنة ".
أما "محمد " نجل فؤاد المهندس. أكد أن مسرحية "سيدتي الجميلة " لوالده والفنانة شويكار لن يأتي مثلها ابدا. وأنها حققت نجاحا كبيرا ولا تزال تحقق حتي يومنا. ولا يوجد اي مقارنة بين فؤاد المهندس وشويكار واي فنانين آخرين يجسدون المسرحية. فقيمة والده الفنية يعملها الجميع ولا يحتاج إلي شهادة من أحد.
وطالب محمد المهندس القائمين علي العرض الجديد أن يقوموا بتصوير العرض الجديد من المسرحية وإذاعتها علي التلفاز والجمهور من يحكم في نهاية الأمر.
أما عن إمكانية الرفض او قبول إعادة تقديم المسرحية. قال: " للأسف لا تملك حق الموافقة علي إعادة تجسيد مسرحية سيدتي الجميلة من عدمه. موضحًا أن ورثة المنتج سمير خفاجي. هم من يحق لهم الموافقة او لا.
حرصت " الجمهورية أون لاين " علي استعراض رأي النقاد في هذه الأزمة الشائكة. وخاصة في ظل الاعتراضات وسيطرت اراء السوشيال ميديا علي العمل قبل عرضه. حيث انقسم الجمهور بين مؤيد للتجديد ومواكبة العصر بتقديم نسخة جديدة من مسرحية يحبونها. والبعض الاخر رفض تشويه التراث.
وضعت الناقدة ماجدة موريس عدة شروط من أجل نجاح هذه المسرحية بشكلها المعاصر. وقالت: "يجب ان يكون هناك معاجلة مغايرة للنسخة القديمة. وايضا تكون مواكبة للزمن والعصر الذي نعيشه. كما يجب ان يكون بها جهد إبداعي في الكتابة. وخاصة إنه يتم إعادتها بعد 50 عاماً. بالاضافة إن أساسها مسرحية إنجليزية ".
أضافت: " الازمة الحقيقية التي تسببت في كل هذا الانتقاد ان النسخة القديمة بها اجتهاد وفريق عمل جبار وفرقة استعراضية. وتم تقديمها بشكل احترافي من كافة الجوانب. ومازال الجمهور يعشقها ويشاهدها حتي الان. لذلك يجب ان يكون النسخة الجديدة بها نص جديد ومختلف ".
وبسؤالها هل يمكن ان نطلق علي مثل هذه الوقائع "إفلاس فكري ". ردت قائلة: " نعم هو اشبه بالإفلاس. وخاصة في ظل توافر مؤلف محترف في التأليف السينمائي والاغاني. ولديهم كافة الامكانيات المادية. ما الذي يمنع من تقديم عمل جديد ومختلف. لماذا نتقيد بالقديم ؟!. مشيرة ان هذا الامر يسمي "الاستفادة من نجاح سابق ".
أما عن الانتقادات الموجهه للفنان أحمد السقا. قالت: " لانه نجم في الاكشن وهذا ما هو معروف به. ففكرة ن يقدك الكوميديا. ليست في مصلحته. وخاصة ان الجمهور وهو يشاهده سيكون في ذهنه كافة تفاصيل فؤاد المهندس والافيهات التي يقولها وخفة دمه. وايضاً نفس الامر مع ريم مصطفي التي سيتم وضعها في مقارنة مع شويكار.
اختتمت حديثها: " "سيدتي الجميلة " عمل لا ينسي. وبالتالي فريق العمل وضع نفسه في مقارنة صعبة. وما يقومون به مجازفة كبيرة وغير امنه مع جمهور مترقب ومحب للقديم. حيث إنني كنت اتمني ان يقدموا عملاً جديداً في ظل كل الامكانيات الموجودة لديهم.
اختلفت معها الناقدة خيرية البشلاوي التي أوضحت ان أعمال " شكسبير " قُدم منها مليون نسخة. وكل مسرحية من مسرحياته تم ترجمتها بأكثر من لغة في دول مختلفة. قائلة " احنا لا نبتكر. وكله معمول قبل كدة ".
أضافت: " كل عمل يتم تقديمه من منظر معين وبطريقة مختلفة واسلوب إخراجي جديد. وذلك رغبة في تقدير معين ". وتسائلت: " ما الأزمة إننا نعيد المسرحية من جديد. الفيصل لدينا هو المنتج النهائي ومضمونه. هل سيكون جيد وعلي مستوي مختلف ".
أشارت إلي ان فكرة المقارنة بين العملين الجديد والقديم لا تصح. لان الأساس المسرحية ليست مصرية. بل أجنبية. الفكرة إننا قدمناها بالنسخة القديمة بشكل ملئ بالاناقة في النص. وهذا ما نريده في الشكل الجديد لها.
أوضحت البشلاوي إنه لا يمكن ان يطلق علي تجديد الأعمال الفنية "إفلاس " لانه بالتاكيد سيتم تقديمهت بأفكار جديدة ومناسبة للعصر. قائلة " الإفلاس الحقيقي هو إننا نقول ارائنا ونصدر أحكاماً علي عمل لم يظهر للنور بعد. فأنا اراه تحدي لأبطاله ان يقدمون نسخة مميزة. خاصة انه تم تقديم المسرحية بلغات عديدة ".
وعن رأيها في اختيار البطولة لأحمد السقا. قالت: " هو نجم الاكشن بالتاكيد. ولكنه ليس ممثل بسيط. ويستطيع تقديم كافة الأدوار. وهذا ما سنشاهده. لان كل ممثل له بصمة بمفرده ".
بينما قالت الناقدة ماجدة خير الله عبرحسابها الرسمي: "رغم أني لا أحب المصادرة علي أي تجربة فنية. مهما كانت غرابتها. أو كونها تحمل عوامل فشلها. ولكن أن يفكر أحمد السقا بإعادة شخصية فؤاد المهندس في المسرحية الخالدة سيدتي الجميلة. فهذا نوع من الانتحار الفني. ولسنا في حاجه لانتظار النتائج ".
وتابعت: "أما أن تقوم ريم مصطفي بتقديم شخصية صدفة بعطشجي التي قدمتها كتله المواهب شويكار. فهي جرأة تقترب من الوقاحة ".
اترك تعليق