المضادات الحيوية والمسكنات من ابرز العلاجات التي تستخدم في التخفيف من الالم واعراض الاصابات الفيروسية والتي تكثر بشدة هذه الايام خاصة مع دخول فصل الشتاء وانتشار العدوي البكتيرية المسبب للعديد من الامراض منها نزلات البرد و الانفلونزا والمخلوي التنفسي وايضا فيروس كورونا .
يذكر ان جميع انواع العلاجات التي نستخدمها في حياتنا كما أفادت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي المنشور عام 2017 أنه حتي العمليات الجراحية تعالج الآثار المترتبة علي الاصابة بالأمراض ولا تعالج مسببات الامراض فكلها تخفف من حدة المرض واثاره فقط .
فبتر القدم المصابة بالغرغرينة لمريض السكر هو أحد أعراض الاصابة بمرض السكر وليس علاجاً لمرض السكر نفسه علينا قياس ذلك علي كافة علاجات جميع أنواع الأمراض .
وقد نشرت وزارة الصحة المصرية انفجراف توضيحياً لأضرار استخدام المضادات الحيوية وذكرت فيه أضرار الإفراط في استخدامها وأيضاً الإفراط في استخدام المسكنات أيضا دون استشارة الطبيب المعالج سوف نتناولها في هذا التحقيق .
حيث أجمع الاطباء علي أهمية عدم استخدام الادوية عموماً بدون استشارة الطبيب لما لها من آثار جانبية ضارة علي المدي القريب والبعيد في أغلب الحالات وتشمل الكبار والصغار علي حد سواء.
كانت وزارة الصحة قد حذرت من خطورة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية من خلال نشر انفوجراف علي صفحتها الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي.
ذكرت خلاله ان المضادات الحيوية مخصصة لعلاج العدوي الناتجة عن البكتيريا أو الفطريات واستخدامها المفرط يؤدي إلي حدوث مقاومة تؤثر علي الجسم وتصيبه بالأمراض.
تقول د. مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة انه غالباً ما يتم بيع المضادات الحيوية في الصيدليات دون الحاجة إلي وصفة طبيب فيعتمد الناس إلي وصف الأدوية لأنفسهم كما أن بعض الأطباء يصفون المضادات الحيوية حتي عندما لا يحتاجها جسم المريض أو يصفون النوع الخاطئ منها حسب المعتقدات الشائعة و تؤدي هذه الممارسات إلي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فتصبح الأدوية غير فعّالة ويتوقَّع أن تصبح مقاومة المضادات الحيوية أحد أكبر التحديات الصحية علي مستوي العالم في هذا القرن بسبب ان الوعي بهذه المشكلة متدنية تماما .
واكدت د. مايسة علي ضرورة عدم استخدام المضاد الحيوي من تلقاء نفسك لعلاج أي التهاب يحدث لك لأن المضاد الحيوي لا يصلح مع العدوي الفيروسية ومعظم الآثار الجانبية المرتبطة بالمضادات الحيوية لا تهدد الحياة ومع ذلك في بعض الحالات يمكن أن تسبب المضادات الحيوية آثارًا جانبية شديدة مثل الحساسية المفرطة التي يمكن أن تسبب الوفاة في بعض الحالات .
أضافت أن الناس تأخذ المضادات الحيوية لإزالة الالتهابات البكتيرية پومع ذلك قد تسبب المضادات الحيوية آثارًا جانبية ضارة لدي الالتهابات الفطرية. فلقد صممت المضادات الحيوية لقتل البكتيريا الضارة ومع ذلك فإنها تقتل في بعض الأحيان البكتيريا الجيدة التي تحمي الناس من الالتهابات الفطرية ونتيجة لذلك يصاب العديد من الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية بالتهابات فطرية في المهبل والفم والحلق.
أوضحت أن العديد من أنواع المضادات الحيوية قد تجعل الجلد أكثر حساسية للشمس فأثناء تناول المضادات الحيوية التي قد تسبب الحساسية للضوء بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورة المرتبطة بالمضادات الحيوية تشمل الحساسية المفرطة والطفح الجلدي حيث يمكن أن تسبب المضادات الحيوية رد فعل تحسسي شديد للغاية يعرف باسم الحساسية المفرطة والتي يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتلقي الشخص رعاية فورية وتشمل علامات الحساسية المفرطة :نبضات سريعة وطفح جلدي أحمر وتورم تحت الجلد و تورم الفم والحلق والوجه والسعال وصعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم والإغماء. منوهة إلي أن الحساسية المفرطة عمومًا تتطور خلال 15 دقيقة من تناول المضادات الحيوية ولكن قد تحدث الحساسية المفرطة لمدة تصل إلي ساعة أو أكثر بعد الجرعة.
اما عن استخدام المسكنات لعلاج الامراض تقول د. مايسة إنها خطأ شائع فالمسكنات تخفف من اعرض المرض والتي تشمل الصداع والآلام المصاحبة والناتجة عن الاصابة بالمرض ولا تعالج المرض في حد ذاته فأي إصابه فيروسية او عير فيروسية "كالكدمات والخبطات أو الجروح القطعية" لها دورة محددة ووقت محدد حسب شدتها تنتهي وتزول فور انتهاء عمرها والمسكنات تقوم فقط بتخفيف الالام الناتج عن هذه الاصابة ولا تعالج الاصابة بحد ذاتها ولا انصح بالاكثار في استخدام المسكنات لتسكين الالام بدون استشارة طبيب معالج ايضا .
نصحت د. ممايسة أيضا بتناول المضادات الحيوية لأعراض البرد أو الانفلونزا حيث طورت بعض البكتيرياپمقاومة للمضادات الحيوية وبعض الإصابات الناجمة عن سلالة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لا تستجيب لأي مضادات حيوية متاحة ويمكن أن تكون الإصابات المقاومة للبكتيريا شديدة وتهدد الحياة.
يقول د. احمد مسعود أستاذ و رئيس قسم امراض الجهاز الهضمي و الكبد و المناظير جامعة الأزهر أن مشاكل الهضم هي واحدة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا نتيجة تناول المضادات الحيوية ولتقليل خطر الإصابة بمشكلات الجهاز الهضمي تأكد من قراءة التعليمات المرفقة مع الدواء وقد تشمل أعراض مشاكل الهضم مثل الغثيان و عسر الهضم و القيء و الإسهال و الانتفاخ.تشنج المعدة أو الألم وتزول معظم مشاكل الجهاز الهضمي بمجرد توقف شخص ما عن تناول المضادات الحيوية ولكن يجب علي أي شخص يعاني من أعراض حادة أو مستمرة التوقف عن تناول المضادات الحيوية والتحدث مع الطبيب.
أضاف. اما بالنسبة لتأثيرها علي الكبد فتعتبر المضادات الحيوية من الأدوية القوية التي تستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهاب الحلق والسل وپالالتهاب الرئويپكما تقتل البكتيريا وتمنعها من التكاثر ولكن پالجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية يمكن أن تؤذي الكبد وتسبب ارتفاع انزيمات الكبد مما يسبب التهاب أو تلف خلايا الكبد. منوهاً إلي أن المضادات الحيوية تسبب أمراضا بالكبد ويتم اكتشاف تأثيرها من خلال ارتفاع الأنزيمات الكبدية موضحا أن أغلبية الحالات تسبب أضرارا خفيفة ولكن بعض الحالات قد تسبب أمراضا خطيرة علي الكبد.
نبه د. مسعود ان سوء استخدام الادوية وخاصة المضادات الحيوية التي تدخل في تركيبتها مواد سامه وخطيرة تدخل مباشرة الي الكبد التي تعتبر مصفاة للدم فتتراكم عبر السنين وتؤدي الي الاصابة بامراض اخري ولا يسهل التخلص منها وبالتالي لا بد من التقليل من استخدامها وخاصة مع الاطفال والمصابين بامراض في الكبد.
يقول د. أحمد أبودومة عضو مجلس ادارة نقابة الاطباء ان مشكلة صرف الادوية بدون روشته طبية امر تقاومه نقابة الصيادلة بشدة ولكن الموضوع يحتاج الي تغيير في اللوائح والقوانين المنظمة لصرف الادوية من الصيدليات وهذا ما يجب ان يحدث منذ سنوات فلا يجب ان يصرف علاج بدون روشتة طبيب ولا يجب ان يأخذ اي انسان دواء بدون استشارة طبيب.
أضاف أنه لا يجب ان يستسهل الانسان الحصول علي الدواء بدون استشارة طبيب نتيجة لخبرته السابقة او نصائح المقربين منه لان كل حالة تختلف عن الاخري فلا ينصح نفس الدواء لعلاج نفس الشخص بنفس الاعراض السابقة فما بالك باشخاص مختلفون.
أوضح أن الامر غير مرتبط بالمضادات والمسكنات ولكن كل انواع الادوية والعلاجات والمكملات فبعض المكملات الغذائية لها اضرار جانبية ايضا.
أكد د. هشام ابراهيم منصور استشاري جراحة الكلي والمسالك بكلية الطب جامعة القاهرة ان اثار المضادات الحيوية علي صحة الكلي كثيرة ومتعددة فكثيرى من الناس يتناول الأدوية بدون وصفة طبية والمكملات الغذائية لتعويض العناصر الغذائية التي يفقدها الجسم وذلك بدون استشارة الطبيب لكن هذه الأدوية والمكملات الغذائية يمكن أن يكون لها آثار خطيرة علي وظائف الكلي علي المدي الطويل فالكلي هي المسئولة عن إزالة السموم بالجسم بما في ذلك الأدوية من الدم والجسم عن طريق البول المضادات الحيوية يمكن أن تؤثر بل وتسبب تلف الكلي في الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلي .
أضاف أنه مع تقدم الناس في العمر تصبح الكلي أيضًا أقل فعالية بشكل طبيعي وكثيرا ما يصف الأطباء كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلي جرعات أقل من المضادات الحيوية.
أوضح د. ماجد رفعت استشاري الحساسية والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس أن اللجوء إلي المضادات الحيوية بشكل كبير يؤثر علي صحة الأطفال ومناعتهم بشكل عام فإن تناول المضادات الحيوية يؤذي البكتيريا النافعة في الأمعاء ووظائف التمثيل الغذائي والاستخدام المبكر للمضادات الحيوية يسبب الربو والحساسية لدي الأطفال عن طريق قتل البكتيريا المفيدة التي تدعم التطور السليم للجهاز المناعي.
أضاف أن المضادات الحيوية توثر علي البكتيريا الضارة وكذلك البكتريا النافعة في الجهاز الهضمي والمناعي مما يترتب عليه العديد من الاثار السلبية علي الطفل ليس فقط في الفترة الأولي من حياته حيث يؤثر علي الجهاز المناعي بصفة مباشرة ويخلق في جسمه أجيالا من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ويصعب علي الطبيب علاج المريض نظرا للتحور السريع للبكتيريا في جسمه.
لفت د. رفعت إلي أن من ضمن اثارها في المستقبلقد تظهر عليه مشاكل كالتهابات القولون والقولون العصبي كما تؤثر علي المخ مما يسبب مرض فرط الحركة وقلة الانتباه والسمنة وزيادة الوزن وما يترتب عليهم من مشاكل صحية كبيرة.
أكد ان استعمال المضادات الحيوية وقت الحاجة وبمقاديير مضبوطة له فوائد تحمي الجسم من أمراض عدة فيجب أن توصف المضادات بوصفة طبيب ولا يقوم الناس بشرائها من الصيدلية دون استشارة مختص فتقنين هذا الدواء هو الحل خاصة وأن أغلب التهابات الأطفال بنسبة ثمانين بالمائة هي التهابات فيروسية ولا تحتاج المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية.
أكدت د. منال حمدي محمود السيد رئيسة فسم طب الاطفال بكلية الطب جامعة عين شمس ان اغلب الامهات تقوم باعطاء ابنائهم ادوية من خلال الخبرة السابقة مع اطفالهن او خبرات وتجارب الاهل والاصدقاء وبدون استشارة الطبيب وهذا ما ينتج عنه في الغالب مشاكل اكبر تؤثر علي صحة الطفل فلا يجب ان يمنح الطفل نفس علاج شقيقه الاكبر او ابن خالته مثلا لان كل حالة تختلف عن الاخري بشكل كبير ولا يجب ان يمنح الطفل دواء تم تخزينه في الثلاجة خاصة المسكنات والمضادات الحيوية والتي تم فتحها واستخدامها وخاصة ادوية الشرب وهذا اهمال شديد جدا .
أضافت أنه في الغالب ما يلجأ الوالدان إلي هذه الأدوية لتخفيف انسداد الأنف وتهدئة السعال وتقليل الحمي. وسهولة توافر هذه الأدوية وعرضها بشكل مبهج علي رفوف الصيدليات يعطيان إيحاء بأنها آمنة. ومع ذلك فالتقرير السنوي لعام 2012 الصادر عن الرابطة الأمريكية لمراكز مكافحة السموم يدرج أدوية السعال والبرد التي تصرف دون وصفة طبية ضمن أكثر ثلاثة منتجات مرتبطة بوفاة الأطفال دون سن الخامسة.
أوضحت أنه علي الرغم من أهمية المضادات الحيوية في القضاء علي البكتيريا المسببة للكثير من الأمراض والالتهابات لقدرتها علي التداخل مع البكتيريا الموجودة في الجسم ثم قتلها ما يجعلها علاجا حاسما للعديد من الأمراض الناتجة عن الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات والفطريات إلا أن أضرار الإفراط في استخدامها سيؤدي إلي مشاكل صحية متعددة.
فتت إلي أن مخاطر استخدام المضادات الحيوية للأطفال في أنها تؤدي إلي مضاعفات طبية خطيرة تصيب جهازهم المناعي برغم فعاليتها عند الإصابة بالعدويپ البكتيرية بما في ذلك التهابات الأذن والالتهاب الرئوي والسعال الديكي والتهاب الحلق والجيوب الأنفية والتهابات المسالك البولية.
أشارت إلي أن الدراسات المعملية أظهرت أن بعض الأدوية والمضادات الحيوية المنتشرة قد تسبب تغييرات فيپالاستجابة المناعيةپلدي الأطفال تجاه الفيروسات والجراثيم و پتؤثر علي صحة الأطفال ومناعتهم بشكل عام» حيث أن تناول المضادات الحيوية يؤذي البكتيريا النافعة في الأمعاء و وظائف التمثيل الغذائي و تسبب پالربو والحساسية عن طريق قتل البكتيريا المفيدة التي تدعم التطور السليم للجهاز المناعي ولهذا فلا انصح باستخدامها بدون استشارة طبيب معالج .
اترك تعليق