رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
من الهدي النبوي
"النسلان" .. رياضة الرسول المفضلة
في الإسلام حضر المشي في الكثير من الآيات والأحاديث النبوية. سواء بمدحه مادام في طاعة أو معروف. وبذمه إذا كان في معصية أو إلي خطيئة. لكن عرفت السنة النبوية "النسلان" وهو المشي السريع. الذي يطوي المسافات. ويقوي الجسد ولا يرهقه. ويوفر الوقت.
و"النسلان" هو المشي السريع. وهو وصف لمشية الذئب إذا نهض لفريسته. فهو يمشي بخطي متلاحقة متسارعة. وقد أوصي النبي- صلي الله عليه وسلم- بالنسلان. فقال: "عليكم بالنسلان. إنه يقطع عنكم الأرض وتخفون له". وذلك عندما جاءه نفر من أصحابه يشكون له التعب من سفرهم. فأوصاهم بـ"النسلان" ففي الحديث الذي أورده الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة أن المشاة شكوا إليه من الإجهاد أثناء حجة الوداع. إذ كانوا يمشون من عرفة إلي مزدلفة. ومن مزدلفة إلي مني. فكانت وصيته- صلي الله عليه وسلم- لهم: "عليكم بالنسلان" فخففت تلك الوصية عليهم التعب. ومكنتهم من الوصول إلي غايتهم في وقت أسرع. وبأقل جهد. لذا قال الصحابة: "فنسلنا فوجدناه أخف علينا" لذا وضع المحدث- ابن خزيمة- في صحيحه بابا بعنوان "باب استحباب النسل في المشي عند الإعياء".
وقد أوردت كتب السنة والسيرة الكثير من الأحاديث والروايات عن مشية النبي- محمد صلي الله عليه وسلم- والتي كان فيها قوة وإسراع. فقيل إنه- صلي الله عليه وسلم- "كان إذا مشي تكفأ تكفؤا كأنه ينحدر من صبب" أي كان يسرع في مشيته. حتي يظن الرآي أنه- صلي الله عليه وسلم- ينحدر من مكان مرتفع. ووصف- صلي الله عليه وسلم- بأنه "كان أسرع الناس مشية وأحسنها".
يقول- ابن القيم- في كتابه "زاد المعاد" عن تلك المشية بأنها "هي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء. وأبعدها عن مشية الهوج والمهانة والتماوت". وذكرت كتب السنة أنه- صلي الله عليه وسلم- كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان وكان- صلي الله عليه وسلم- في مشيه لا يلتفت. وهي حالة تشير إلي الابتعاد عن أية شواغل تعطل مشيه. مادام لا يوجد ضرورة لذلك. يقول الصحابي "أبو هريرة" رضي الله عن "ما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله- صلي الله عليه وسلم- كأنما الأرض تُطوي له". وذكر الإمام الترمذي في صحيحه. أنه- صلي الله عليه وسلم- "إذا مشي تقلع" أي رفع قدمه بقوة عن الأرض. وكأن جسمه كله يتحرك في مشيه. وهي كناية عن إبداء القوة والنشاط والحيوية.
اترك تعليق