أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الإسرائيلية. فوز تكتل بنيامين نتنياهو بـ64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وذلك وفق ما أعلنت لجنة الانتخابات الإسرائيلية.
ومن شأن هذه النتائج أن تعبد الطريق أمام عودة نتنياهو السياسية عبر ولاية سادسة قياسية في السلطة. اعتمادا علي سيطرة أربعة أحزاب علي رأسها حزبا "الصهيونية المتدينة". وحزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير.
ووفق مراقبين. فقد كانت أحد العوامل الأساسية التي رجحت فوز كتلة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية. هو الصعود غير المسبوق لليمين المتطرف. ولعل صعود حزب "الصهيونية المتدينة" اليميني المتطرف واحتلاله موقعاً بارزاً في المشهد السياسي الإسرائيلي المتشظي أحد أكبر المفاجآت الانتخابية. فقد حصد هذا الحزب 14 مقعدا في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء وبذلك أصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست الإسرائيلي. وبالتالي لا مناص أن بن غفير. احد أركان الحزب. سيتولي منصباً وزاريا في أي حكومة يشكلها زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي فاز بأكبر عدد من مقاعد الكنيست.
وأشار تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي. إلي أنه لسنوات عديدة. حافظ نتنياهو علي مسافة من اليمين المتطرف. وخاصة مع بن غفير وحزبه. لكن منذ انتخابات 2019. طور علاقته مع السياسي اليميني المتطرف حيث عمل علي توحيد توجهاتهم المختلفة. وقام علي عكس أي زعيم سابق في الليكود. بتطبيع هذه العلاقة داخل دائرته الانتخابية.
ويري المراقبون أن صعود اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطا علي علاقات إسرائيل مع العالم. فصعود حزب الصهيونية المتدينة وبن غفير سوف يزعج بايدن ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان بن غفير قدأعلن قبل عقد الانتخابات. أنه سيطلب تولي حقيبة الأمن الداخلي في أي مفاوضات مقبلة لتشكيل حكومة مع نتانياهو وقال بن غفير إنه يريد إنشاء وزارة جديدة لتشجيع هجرة ما أطلق عليهم "الأعداء والأشخاص غير الموالين" للدولة. كما يسعي لإصدار قوانين لتنفيذ حكم الإعدام بحق من يسميهم "إرهابيين".
وينتمي بن غفير لليمين المتطرف. الذي يري أن إسرائيل دولة يهودية قومية وصهيونية. ويناهض تأسيس دولة فلسطينية بالقرب من إسرائيل ودعم في الماضي عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين. ودعا إلي الطرد القسري للمواطنين العرب. وكان يتصدر اقتحامات المستوطنيين للمسجد الأقصي.
يقول أيمن الرقب. أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس. إن وصول بن غفير إلي الحكم وهو صاحب سياسات أكثر تطرفا ضد العرب. سيكون له دلالته الواضحة وقد يمثل صدامًا. متوقعًا أن تؤثر نتائج الانتخابات الراهنة علي مسار السلام.
أوضح الرقب أنه علي الصعيد الداخلي. تم استنفار الناخب الإسرائيلي ليشعر بالاستقرار بعد 5 جولات من الانتخابات. نتج عن ذلك وصول اليمين إلي الحكم. ومن ثم قد نري بن غفير وزيرا للأمن في حكومة نتنياهو. وقد يشكل ضغطا علي نتنياهو نفسه. لأنه بالتأكيد سنري المزيد من الأزمات في بُنية هذه الحكومة الجديدة. وسيمثل إزعاجا لكل من يتحدث في أوروبا أو العالم عن السلام.
وبعد إعلان نتائج الانتخابات. ستبدأ المشاورات مع الأحزاب والائتلافات يوم التاسع من نوفمبر. وعند تكليف شخص لتشكيل الحكومة والأقرب هو نتنياهو سيمنح 28 يوما لهذه المهمة. وفي حال فشله سيمدد له 14 يوما. لكن الرقب يشير إلي أن نتنياهو بدأ بالفعل في المشاورات قبل أن تظهر النتائج الرسمية.
ومن غير المرجح أن يتراجع نتنياهو عن وعده المركزي في حملته الانتخابية بضم جميع أعضاء كتلته إلي حكومته. بما فيهم بن غفير وشريكه في الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش.
أثبت نتنياهو علي مدار 15 عامًا كرئيس للوزراء. بأنه زعيم حذر في الأمور الدبلوماسية والأمنية. في حين انتقد البعض في المجتمع الدولي رفضه تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين لدفع عملية السلام. إلا أنه كان مترددًا تقليديًا في تغيير الوضع الراهن في الضفة الغربية لصالح حلفائه في حركة الاستيطان. وغالبًا ما كان يتردد قبل إلزام الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية كبري.
ومن غير المتوقع أن يتغير هذا النهج الحذر. وسيكون السؤال هو ما إذا كان من الممكن الوثوق بأن بن غفير -الذي لديه تاريخ من الأعمال الاستفزازية ضد العرب الإسرائيليين والفلسطينيين- سيكون معتدلاً الآن بعد أن يصبح في منصبه ولن يشعل النيران التي سيضطر نتنياهو إلي إخمادها.
اترك تعليق