وأضاف التقرير "تأسس هذا التكتل الإقليمي على أساس "الدول الناطقة بالعربية"، ثم جرى في وقت لاحق انضمام دول تتحدث اللغة العربية إلى جانب لغات أخرى مثل جيبوتي1977 عام، والصومال عام 1974، وجزر القمر التي انضمت في عام 1993”، وتوجد المزيد من الدول التي يدور الحديث حول إمكانية حصولها على عضوية الجامعة العربية، بعضها يرتبط جغرافيا بالمنطقة، وله جذور للغة العربية مثل تشاد وإرتيريا، وبعضها الآخر يرتبط بالمنطقة بوشائج الجغرافيا مثل دولة جنوب السودان التي انفصلت في عام 2011 عن جمهورية السودان، الدولة العضو بالجامعة العربية، ونوع آخر من الدول لعلاقاته التاريخية والثقافية مع المنطقة العربية، مثل تركيا.
ونظرا لأن ميثاق الجامعة العربية يرتكز على عضوية التأسيس والانضمام، ولا يتيح الانضمام إلى "الجامعة" بصفة مراقب، فالعضوية الكاملة هي الباب الممكن للدخول إلى هذا التكتل الإقليمي حتى الآن.
وأورد "يشار إلى أن دولة جنوب السودان كانت طلبت في عام 2018 الانضمام إلى الجامعة العربية، إلا أن هذا الطلب رفض في اجتماع لمجلس الجامعة العربية الذي يتخذ قراراته بالإجماع. ومع ذلك يبقى جنوب السودان مرشحا للانضمام إلى الجامعة بحكم روابط لا غني عنها للطرفين، خاصة أن قرار الرفض، كما تقول تقارير، كان بتأثير موقف صادر عن السودان الذي كان وقتها برئاسة الرئيس المخلوع عمر البشير.
وبالنسبة لدولة تشاد، صاحبة الحدود المشتركة والروابط السكانية مع السودان وليبيا، فقد جرى اتخاذ قرار في القمة العربية التي انعقدت في مدينة سرت الليبية في عام 2010، بالتباحث مع الحكومة التشادية بشأن انضمام هذه البلاد إلى الجامعة العربية.
وبالمناسبة، يشار إلى أن الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، كان قد دفع بمقترح بشأن العضوية تحدث عن فتحها أمام الدول التي تنص دساتيرها على اعتماد اللغة العربية لغة رسمية، علاوة على مقترح آخر يقضي بتشكيل رابطة لدول الجوار العربي في القارتين الإفريقية والآسيوية.
وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أن الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي كان قد زار مقر الجامعة العربية في القاهرة، في أول حادثة من نوعها، على الرغم من أن الهدف كان الحديث حول الأوضاع الحدودية بين تشاد والسودان على خلفية أزمة دارفور.
كما أن الرئيس التشادي إدريس ديبي شارك في أعمال القمة العربية التي انعقدت في موريتانيا عام 2016، وكانت مشاركته في صفة ممثل عن رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وعلى الرغم من أن تشاد استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2019، وذلك خلال زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، بنيامين نتنياهو، إلى إنجامينا، وقبل ذلك زيارة الرئيس التشادي ديبي لتل أبيب في عام 2018، إلا أن فرص انضمام هذا البلد إلى الجامعة العربية لا تزال قائمة تمليها عوامل الضرورة والمنفعة المتبادلة.
ويبدو أن تركيا مهتمة بالدخول إلى الجامعة العربية، حيث طلبت أنقرة مطلع عام 2003 الحصول على صفة عضو مراقب في الجامعة، وذلك أثناء زيارة، هي الأولى من نوعها، قام بها رئيس الوزراء التركي في ذلك الوقت، عبد الله غول، لمقر الجامعة العربية في القاهرة.
وصرّح حينها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأنه بحث مع غول إمكانية انضمام تركيا إلى جامعة الدول العربية بصفة مراقب، لافتا إلى أن الطلب التركي سيعرض على الاجتماع التالي لمجلس الجامعة العربية، في حين أن رئيس الوزراء التركي تحدث عن رغبة بلاده في الانضمام إلى الجامعة العربية، مفيدا بأن هذ الإجراء سيجري عرضه على البرلمان التركي للموافقة عليه.
ويبدو أن إمكانية حصول تركيا على نوع من العضوية في الجامعة العربية قد تقلصت في السنوات الأخيرة، حيث صرّح الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في أكتوبر عام 2010 من مدينة سرت الليبية بأن تركيا غير مرشحة للانضمام إلى الجامعة العربية، في حين أبدى ترحيبه بترشيح تشاد، مشيرا إلى وجود اهتمام كبير في هذا البلد الإفريقي باللغة العربية، التي تعد الثانية هناك.
وعلى الرغم من ذلك، فإن حصول تركيا على نوع من العضوية في الجامعة العربية غير مستبعد، في حال تواصل التقارب الحالي بين الطرفين، وإذا واصلت أنقرة سعيها في هذا الاتجاه. انتهي
يأتي توقيت نشر التقرير بمناسبة انعقاد قمة الجزائر غدا الثلاثاء، إلا أن اختزاله في رابط اللغة فقط بين أعضائها أقل بكثير من حجم الجامعة ودورها منذ تأسيسها عام 1945.
ولعل أهداف قمة الجزائر توضح أن الروابط بين الدول الاعضاء أكبر من اللغة، فلديها قواسم كثيرة دينية وثقافية وتاريخية وعلمية، حيث أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية القمة العربية المقبلة التى ستستضيفها الجزائر برئاستها غدا الثلاثاء فى لم الشمل العربى ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التى تواجهنا جميعا، والتى تقتضى إزالة كافة أسباب التوتر فى العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا فى المنطقة، مشددا على أن القمة ستعطى دفعة مهمة للموقف الفلسطينى وتتخذ قراراتٍ لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.
وفي مقدمة ميثاق الجامعة العربية ورد أنه " تثبيتا للعلاقات الوثيقة العديدة التي تربط بين الدول العربية، وحرصا على دعم هذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام تلك الدول وسيادتها، وتوجيها لجهودها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها، واستجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطارالعربية. فقد اتفقوا على على عقد ميثاق لهذه الغاية….”.
في حين تنص المادة الثانية من ميثاق تأسيس الجامعة العربية على " الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها".
وللجامعة مؤسساات تتيح إجراء برامج سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية لتنمية مصالح العالم العربي، على سبيل المثال، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
اترك تعليق