الساعة كانت تقترب من الواحدة فجرًا تقريبًا وكان الدكتور ابرام اكرم الشاروني استاذ مساعد بقسم الأمراض الجلدية في علم تصبغات الجلد جامعة مدينة اوساكا اليابانية.اخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية والتجميل بجامعة بانكوك تايلاند t.l.o.d عضو الجمعية العالمية الآسيوية للامراض الجلدية يقود سيارته "لانسر شارك" عائدًا من مدينة رأس غارب برفقة زوجته الصيدلانية نانسي ارمانيوس وطفلتهما الرضيعة هانا متجهين إلي مسكنهما بمطاي وبعد مرور عدة ساعات أثناء سيره بطريق الموت الشيخ فضل رأس غارب متخطي أتوبيس نقل فوجئ بقدوم سيارة في المقابل حاول تفاديها فاصطدام بتنك الاتوبيس مما أدي إلي اشتعال النيران في السيارة الملاكي والاتوبيس واسفر عن مصرع الطبيب وأسرته وإصابة 8 ركاب بجروح طفيفة وكدمات وتم نقلهم إلي المستشفي متأثرين باصابتهم بحروق.
في مشهد مهيب تهتز له الأبدان جسدت روح الأخوة والمحبة بين نسيجي الأمة خرج الآلاف من أبناء مركز ومدينة مطاي تودع جثمان الدكتور إبرام اكرم الشاروني وزوجته الدكتورة نانسي ارمانيوس ونجلتهما الطفلة هانا إلي مثواهم.
الأخير بمدافن العائلة بقرية البهنسا بمركز بني مزار وأجري الأنبا جورجيوس اسقف مطرانية مطاي مراسم صلاة الجنازة علي الجثامين بكنيسة العذراء والانبا صموئيل بقرية هوارة غرب مركز مطاي وسط حالة من الذهول والحزن الشديد الذي سيطرة علي المشيعين.
قالت الدكتورة سارة اكرم طبيبة الأسنان بأن شقيقها الدكتور ابرام هو توءم روحها وكل حياتها ودنيتها كان الحاجة الحلوة في حياتها كان يشاركها الألعاب والضحك والإبتسامة منذ الطفولة وكان متفوق علميا، منذ صغر سنه ومن أوائل الطلاب في المراحل التعليمية عموما والثانوية خاصة كان بيخدم في كل من تعامل معه يحبه وجهه بشوس وصاحب ابتسامة دائما لا يرد طالبيه وتفوق في كلية الطب وتخصصه في الأمراض الجلدية ودرس وحصل على منحة في تايلاند وحصل منها على الماجستير والدكتوراه من جامعة يابانية لتفوقه العلمي.
فقدت نور عيني وحياتي أصبحت هباء لا تساوي شئيا عائشة بالجسد بلا روح كانت الصاعقة عندما تلقيت خبر وفاته اثر الحادث الأليم ولكن هي إرادة ربنا أولا واخيرًا ذهب اخي بلا عودة هو وزوجته والملاك الطاهر نجلته هانا لم اتملك نفسي من شدة وهول الصدمة وأمتلكني الحزن لانه كان كل شئ حلو في حياتي أنا وبابا وماما راح ابرام وراحت كل حاجة حلوه في حياتنا بشوف صورته في كل مكان في البيت كأنه يجلس ويتحدث ويسير، معانا شي لا يصدقه عقل أنه انتقل إلي السماء في لحظة ربنا يصبرنا ويقوينا علي فراقك يا ابرام.
قال الدكتور بيشوي ملاك مدرس مساعد بالجامعة انه فقد اخ عزيز وصديق عمره وأنه كان دائما على اتصال به وعلمه العزف علي البيانو منذ كان عمره 7 سنوات وكفاءته والدته بشراء بيانو له ثم تعلم ودرس وأصبح اشهر عازف بيانو وكان صوته روعة في الألحان وكان يشارك في الأنشطة الطلابية ويقوم بالعزف في الجامعة فكان صديقي القريب مني في السراء والضراء نتحاجج ونتسامر نتبادل الآراء والأفكار حول مختلف المواد الدراسية والحياتية كنت أخ له كنت معه في أدق تفاصيل حياته فتم اختياره الوحيد بمنحة بجامعة بانكوك بدولة تايلاند وشهد له الجميع بتفانيه للعمل وعشقه وشغفه في دراسة الأمراض الجلدية في علم تصبغات الجلد فقام أستاذه الياباني المشرف على المنحة بترشيحه دون غيره بأن يستكمل دراسة الدكتوراة في دولة اليابان لتفوقه العلمي وعلي الرغم من وجود جائحة كورونا وإغلاق الدول والمطارات إلا أنه كان يعلم أنه نابغة سابق سنه فقامت السفارة اليابانية بمنحه التأشيرة واستقباله في المطار أثناء ذروة أزمة كورونا ثم عاد إلي أرض الوطن بعد حصوله علي الدكتوراه من جامعة اوساكا، اليابانية وبدء طريقه وفتح عيادة واشتهر بين أهالي عروس الصعيد بشطارته وتشخيص الأمراض الجلدية ونال من العديد من الأمراض الصعبة الشفاء ويقول إنه ذات يوم وقع الكشف علي 300 مريض في مؤسسة تابعة لخدمات مطرانية الكاثوليك وحقق نجاح غير طبيعي في عمله ولم يغفل الجانب الإنساني فكان يساعد بعض المرضي ويقوم بشراء العلاج لهم عامة ومرضي الأورام خاصة وكان يخصص 500 جنبه لبعض الحالات إلا أنه قام برفع المبلغ إلي 1500 جنبه محاولا مساعدتهم نظرًا للظروف المادية الصعبة التي يعانون منها.
أضاف بأن هناك محطات كثيرة في حياتي مع شقيق الدرب رغم صغر. سنه كان مجتهد بيعافر علشان يوصل لحاجات هو بس اللي شايفها وعارف قيمتها محدش تاني شايف غيره.
هكذا اعتدنا منه التميز والتألق باحثا عن العلم والتطور ومتابعة الابحاث والكتب العلمية بشغف لمعرفة ما وصل إليه العلم في تخصصه من كبار العلماء والأساتذة مما جعله أن يحصل على الدكتوراه من اعرق الجامعات علي الرغم من صغر سنه الذي لا يتجاوز الثلاثون عاما فهو ليس. استاذ جامعيا أو استاذ متفرغ ولكن كان نابغة في تخصصة ونجح في تحديد تشخيص حالات المرضي فاكتسب الشهرة سريعا بين أبناء عروس الصعيد فعيادته كانت مزدحمة طوال اليوم.
قال زميل طفولته القس بافلي القمص عبد المسيح كاهن كنيسة ابو سيفين والانبا بيشوي بقرية الزورة بمغاغة أنه كان من اطيب الشخصيات قلبه عامر بمحبة ربنا والاخرين ومساعدتهم كان يفعل الخير دون أن يدركه أحد منذ أيام الدراسة فكنا بمدرسة سان جورج الابتدائية والإعدادية بمرحلة التعليم الأساسي ومنها مدرسة مطاي الثانوية بنين حتي الجامعة و كن نسير سويًا من قريتنا إلي جامعة المنيا فدرس الطب وتخرجت دفعته عام 91وانا درست بكلية الآداب وبعدها تخرج وبدء حياته العلمية وتزوج يوم 7مايو ورزق بـ هانا طفلته الجميلة كانت دائما الابتسامة لاتفارق وجهه والإبتسامة الحلوة يحب الناس ويساعد المرضي كان دائما يتطلع للأفضل ويفكر في مستقبله ولم يكن من الشباب التي تكتفي بيومه ولكن كان لدية خطة وطموح ويكمل عمله علي أكمل وجه في حياته العملية والعلمية والأسرية والخدمية فأسرته والده استاذ الفيزياء اكرم وليم ووالدته المهندسة سهير ربة منزل وشقيقته الوحيدة الدكتورة سارة طبيبة الأسنان فهو من أسرة طيبة ومعروف عنهما الخير والكل يحترمهم ويقدرهم.
واختتم صديق العمر كلامه قائلا: كان يشخص بعض الحالات عن بعد وان دل ذلك يدل علي عشقه وحبه وتفانيه في تخصصه وكان يتميز عن الآخربن في أخلاقه وعلمه وعلاقته مع ربنا وكان يخصص مبالغ مالية للمحتاجين وأخوة، الرب والكشف مجانا عليهم.
ناهيك عن متابعة حالات المرضي باستمرار وعندما علمت بالواقعة فقام المقدمان يحي شاهين رئيس مباحث مركز شرطة بني مزار ومحمد صلاح رئيس مباحث مركز شرطة مطاي بإنهاء كافة الإجراءات القانونية وتسليم تصاريح الدفن.
قال المحاسب محب ماهر بأنه زميل دراسة مع الدكتور ابرام حتي العام الجامعي وتربطه علاقة صداقة وأخوة وأنه انسان جميل وصاحب صاحبه ويتمتع بالنخوة والرجولة ابن بلد وسمعنا بالحادث وهرعنا إلي المستشفي ولكن قضاء ربنا ونفذت مشيئة ربنا باسترداد وديعة اثر الحادث الأليم مفيش كلام يقال غير ربنا يرسل معونة لوالده ووالدته وشقيقته ومحبيه.
اترك تعليق