تحدى الموت.. هل يمكن تحدى الموت او مقاومته او التغلب عليه؟ مؤكد الاجابة لا.. ولكن بعض الصغار والمراهقين يتخيلون ذلك من خلال ممارستهم للعبة "كتم الأنفاس" التى يتحدون فيها الموت. والتى انتقلت لهم من أحد التطبيقات التكنولوجية ووصل الأمر فى بعض الأحيان لقيام اخرين بعمل فيديوهات على نفس التطبيق لتعليم الاطفال بصورة اوضح كيف يقومون بتطبيقها.
بالطبع ممارسة اللعبة أدت الى العديد من حالات الوفاة وربما ممارستها مع بدء العام الدراسى وانتشارها فى المدارس هو ما دعا وزارة التربية والتعليم لاصدار بيان توعوى للمدارس والأسر لمتابعة الابناء وتوعيتهم بخطورة مثل هذه الألعاب.
كما دعا بعض المهتمين بالعملية التعليمية او اولياء الامور لاطلاق دعوات لغلق هذا التطبيق فى مصر حماية للاطفال.
ولكن ما هو الدور الذى يمكن ان تقوم به الأسرة تحديدا وما هو ايضا المطلوب من الأسرة وهل للاعلام دور فى هذه المسألة؟
قال الاستاذ الدكتور تامر شوقى استاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس: تعد لعبة كتم الأنفاس احدي الألعاب الخطيرة التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة كنتيجة للاستخدام السيء للانترنت من قبل الاطفال والمراهقين.
ونظرا لأن هذه اللعبة تتضمن اشتراك أكثر من طفل أو مراهق في أدائها فقد انتشرت بشكل خاص مع بداية الدراسة وبدء تجمع وانتظام الاطفال بالمدارس
ويمكن تفسير اقبال الاطفال والمراهقين علي هذه اللعبة من خلال عدة أسباب منها :
- ميل الاطفال والمراهقين إلي التقليد الاعمي للالعاب التي يشاهدونها علي الانترنت من خلال تطبيق التيك توك وغيره
- رغبة الأطفال والمراهقين في تصوير فيديوهات لهم أثناء أداء هذه اللعبة للحصول علي أكبر قدر من التفاعلات والاعجابات وبالتالي الحصول علي أموال
- ميل الاطفال والمراهقين الي الالعاب الجماعية التي تتضمن اشتراك زملائهم بها، مما يعطي للطفل الدافعية لكي بظهر بمظهر البطل ليثير اعجابهم
- ميل الاطفال والمراهقين الي الألعاب التي تتميز بالاثارة والمتعة،
- ميل المراهقين الي الالعاب التي يرفضها الكبار كنوع من التمرد التي تتميز به فترة المراهقة ولكي يشعروا بإستقلاليتهم.
وفي ضوء خطورة تلك اللعبة علي حياة الطفل أو المراهق ومستقبله كان لابد من اتخاذ اجراءت عاجلة من قبل الأسرة والمدرسة ووسائل الاعلام لمواجهة تلك اللعبة، وتتضمن هذه الإجراءات:
- اجراء مناقشات مع الطفل سواء في الأسرة أو المدرسة لتوضيح مدي خطورة تلك اللعبة علي حياة من يلعبها ( فالطفل إما تنهي حياته في لحظة، أو قد يصاب بأمراض تستمر معه مدي الحياة نتيجة لاختلال الوظائف الفسيولوجية للجسم خلال اللعبة، أو قد يتم حبسه)، ولا بد من مراعاة أن يكون اسلوب توصيل المعلومات للطفل بسيطا وهادئا وألا يبدي ولي الامر أو المعلم أي علامات تدل علي العصبية في حالة اظهار الطفل تمسكه بها، فتكرار المناقشة يهدوء معه يقنعه بخطورة تلك اللعبة، أما العصبية واصدار الاوامر فقد تدفع الطفل الي العناد والمقاومة.
- عرض نماذج فيديوهات علي الطفل لأطفال أخرين يمارسون اللعبة، ثم يُطلب منه أن يبين خطورة ما قد يحدث للأطفال المشاركين فيها.
- توعية الطفل أو المراهق بأن الجسم خط أحمر لا يجوز لأي حد لمسه سواء في اللعب أو الجد.
- تخصيص بعض الوقت في طابور الصباح لتوعية التلاميذ بخطورة تلك اللعبة، وأنه سيتم توقيع عقوبات معينة علي من يؤديها قد تصل الي الفصل من المدرسة ثلاثة أيام مع استدعاء ولي الأم.
- اعلان العقوبات في طابور الصباح علي من ثبت مشاركته في تلك اللعبة .
- استغلال اليوم الرياضي في المدارس أو حتي حصص التربية الرياضية لإشراك التلاميذ في الأنشطة التي تفرغ طاقاتهم مثل العاب كرة القدم، أو اليد، أو حتي الجري .
- اتاحة الفرصة للتلاميذ للاشتراك في الأنشطة التي تتوافق مع مواهبهم مثل الأنشطة الفنية أوالموسيقية أوالتمثيلية.
- مراقبة استخدام الطفل أو المراهق للانترنت وحذف أي تطبيقات من الهاتف قد تتضمن العاب خطيرة ، مع حث الطفل علي حذفها بنفسه نظرا لخطورتها.
- اشغال الطفل بالمذاكرة والواجبات مع منحه فترات راحة سلبية لا تتضمن استخدام الانترنت حتي يستعيد تركيزه ونشاطه.
- نشر الوعي في وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بخطورة تلك اللعبة من خلال البرامج والاعلانات المختلفة وجعل الطفل أو المراهق بشاهدها ينفسه.
- عرض على الاطفال الاخبار التي تظهر حالات وفاة حقيقية لاطفال استخدموا هذه اللعبة بالفعل.
اترك تعليق