إفتتح الفنان العالمى المصرى إياد عرابى، والمقيم فى ألمانيا بالعاصمة "برلين" معرضه فى منطقة "مقعد السلطان قايتباى الأشرف بصحراء المماليك" بمحافظة القاهرة، وكان الإفتتاح أمس "السبت" ويستمر لمدة خمسة عشر يوماً فى أهم الأماكن التاريخية المهمة، وسط حضور كبير من المهتمين بمجالات الفنون.
الجدير بالذكر، أن الفنان مصرى إياد عرابى مقيم فى برلين، تخرج بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، جامعة جنوب الوادى عام 2015 بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف والأول على الكلية والجامعة، ولديه استوديو خاص فى قلب برلين، شارع Proskauer Str.4، ويمارس التعبير بالفنون البصرية منذ عام 2009.
أمضى إياد عرابى السنوات التسع الماضية فى صقل مهاراته بالفن ببعديه التعبيرى والتجريدى، فهو فنان مدفوع برؤيته وخبرته الفريدة، ساعياً بجد ومثابرة للكشف عما وراء التقنية والحدود التقليدية للفنون الجميلة مجربا بوعى ومفاهيمة - متزرعة بخبرة أكاديمية وموهبة فطرية تعبيرية المزاق بالوسائط المتعددة ليصيغ أفكاره ورؤياه للعالم فى صيغ بصرية تجمع بين تقنيات عديدة ووسائط عديدة، عبارة عن سيمفونية من الخطوط الديناميكية المليئة بالحركة والطاقة والتعبير الغنى بالألوان.
حصل إياد عرابى على العديد من الجوائز الفنية، وقام بتدريس الرسم والتصميم فى العديد من الأكاديميات، وطافت أعماله مدن بمشاركاتهه بالمعارض الجماعية واقامة معارضه الفردية الدولية.
ومن أعماله أثر الفراشة:
أثر الفراشة مفهوم بصرى وممارسة فنية تستند إلى إنشاء سيمفونيات بصرية ديناميكية من خلال نبض العناصر الفنية وطاقاتها التعبيرية " الخط واللون والملمس وغيره ..." مع التزرع بموضوعات مستلهمة من الواقع المحيط، وذلك لتعكس حركة ذلك الكائن الرقيق وأثره الجوهرى فى تكوين العالم، الذى يبدو فى الوعى الجمعى تأثيراً عابراً بصريا ًومعنوياً، ولكنه فى حقيقة الأمر يكون أثراً فاعلاً لا يمكننا أن نغفله، وخاصة فى العامين الماضيين بكل تأثيرها البيئي على حياتنا.
العرض عبارة عمل فنى متكامل ومترابط ينظمه إياد من منظور مفاهيمى، ويتشكل من أعمال تصويرية قوامها الخط واللون وأعمال تجريبية بين تقنيات طباعة الفوتغرافية والتصوير الضوئى اليدوية مع الرسم والتلوين على الورق، هذا التجريب يعتبر مسار من البحث المستمر منذ 2015 الذى أسلكه يهدف الى سبر أغوار فى الحدود بين طباعة الصور الضوئية اليدوية والرسم والتلوين.
كما يضم مقطع فيديو صغير الحجم مستوحى من اقتباسات من الفنان الفلسفى آلان ويلسون واتس، الذى اكتشف كيف أننا تعودنا على فكرة أن الأحداث التى غيرت العالم كانت أشياء مثل إنفجار القنابل الكبيرة، أو قرارات السياسيين المهووسين، أو الزلازل الهائلة، أو الحركات السكانية الواسعة، لكننا الآن ندرك أن هذه نظرة قديمة جدًا يتبناها الناس تتعارض تمامًا مع الفكر الحديث. فوفقًا لنظرية الفوضى الخلاقة، فإن الأشياء التى تغير العالم هى الأشياء الصغيرة. فراشة ترفرف بجناحيها فى غابة الأمازون وعاصفة تدمر نصف أوروبا. لذلك ليس المرء وحده فى هذا العالم ، ولا يوجد عمل بلا عواقب بالنسبة للآخرين.
وفى المقابل تعكس كيف يمكن للأحداث الصغيرة التي لا نلاحظها أن تسهم في تحديد المسارات والأحداث الكبرى، التي لا يمكننا أن نتجاهل رؤيتها أو إدراكها، وذلك من منظور أن الأشياء الصغيرة هى التى تغير العالم. فالفراشة التى تحرك جناحيها في غابة الأمازون يمكن أن تؤثر على مسار الإعصار فى الولايات المتحدة، هذه الإستعارة التى إستخدمها عالم الأرصاد وعالم الرياضيات إدوارد نورتون لورينز لتوضيح نظرية الفوضى الخلاقة، ولعل هذا يكون مؤثراً بشكل خاص في وقت يواجه فيه العالم تحديات بيئية غير مسبوقة واضطرابات سياسية واقتصادية. وهذا المفهوم الذى يتبناه "إياد عرابى" يعكس اشتباكه ومعايشته الفكرية لواقع الإنسان فى محيطه العالمى وما يواجهه من تحديات.
اترك تعليق