هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الألمان يجهزون الشموع ومواقد الفحم.. وأرفف المتاجر خالية من السلع 

استعدت الحكومة الألمانية للشتاء. بتطبيق إجراءات غير مسبوقة. في محاولة لترشيد استهلاك الطاقة. مع وقف تدفقات الغاز الروسي.


وأغلقت السلطات الألمانية أضواء المباني العامة والتاريخية والتماثيل والنصب التذكارية واللوحات. وقررت الحكومة الألمانية تحديد درجة حرارة أجهزة التدفئة. وإيقاف تشغيلها في الأماكن العامة. وإيقاف استخدام المياه الساخنة لغسل اليدين.

ورغم تلك الإجرءات. حث وزير المالية السابق فولفانج شويبله. مواطني بلاده علي الكف عن الأنين. والاستعداد للشتاء بالسترات والشموع في حال انقطاع الكهرباء وسط أزمة الطاقة. وقال في مقابلة مع تليفزيون "بيلد". يتعين علي الألمان ارتداء معطف أو اثنين في الشتاء القارس. وأضاف إن القادة الأوروبيين أثاروا القلق من احتمال حدوث انقطاعات للكهرباء هذا الشتاء. بسبب نقص إمدادات الطاقة.

وهو ما يتوجب الاستعدادا له بالشموع وكشافات الإضاءة.  وحذر السياسي المخضرم البالغ من العمر 80 عاما. أن يتصور الألمان أن بإمكان الحكومة حل المشكلات المالية مثل التضخم المرتفع. وتكاليف الطاقة. 

ولجأ المواطنون الألمان إلي اقتناء الحطب بعد انقطاع الغاز الروسي. وينفض سكان برلين الغبار عن أفران حرق الفحم والأخشاب التي وضبوها منذ حقبة الحرب الباردة. وبالتوازي. ترتفع أسعار وقود الملاذ الأخير وهو الحطب. الذي بات يسمي  بـ"الذهب الجديد" الذي يسعي الألمان لاقتنائه. مع ارتفاع فاتورة الطاقة بنحو 3 أضعاف السعر السابق.

وقد قررت الحكومة الألماينة تدفئة المباني العامة في الشتاء بـ 19 درجة فقط. وقال نوربرت سكروبيك. عامل تنظيف مداخن في برلين. إنه شهد زيادة في الطلب مع تجديد سكان برلين المواقد القديمة وتركيب أخري جديدة. ويخشي أن يؤدي إقبال السكان المحليين علي شراء أجهزة تدفئة متنقلة إلي تسريبات خطرة لأول أكسيد الكربون إذا تم تركيبها أو استخدامها بشكل غير صحيح. 

ونتيجة لوقف واردات الغاز من روسيا. ارتفعت أسعار الطاقة بشدة. ويكافح المواطنون من أجل الحصول علي الغذاء. والسلع الأساسية.

وتضررت المخابز في ألمانيا بشدة من تداعيات أزمة الطاقة.  وذكر الخباز الألماني توبياس إكسنر بأنه قام بتركيب أفران جديدة موفرة للطاقة. واختصر ساعات عمله. حتي فكر في الخبز في درجات حرارة منخفضة. بحسب ما نقلته شبكة "ذا لوكال" الألمانية.

وقال فريدمان بيرج. العضو المنتدب لاتحاد الخبازين الألمان. إن 70% من المخابز الحرفية لديها أفران غاز. وأسعار الغاز ترتفع بشكل كبير الفترة الأخيرة. كما أن هناك اثنان من المكونات الرئيسية يستخدمها الخبازون وهما الدقيق والزيت. ويعدوا من بين المكونات التي تأثرت بالحرب الروسية في أوكرانيا.

وتحدث إكسنر. صاحب 36 فرعا من المخابز. والذي يعمل عنده 220 موظفا. أنه يكافح أيضا لتفادي الأزمة. وأضاف أن القمح الآن أغلي 2.5 مرة مما كان عليه قبل الأزمة. في حين ارتفعت تكلفة لتر النفط من 82 سنتًا إلي أكثر من 3 يورو.

أشار إكسنر إلي أن فواتير الطاقة تضاعفت 4 مرات تقريبًا مقارنة بعام 2020. كما أنه يتردد في زيادة أسعار الخبز. حيث يعتقد أن عملائه لن يدفعوا هذه الأنواع من الأسعار. وتتعرض العديد من المخابز في ألمانيا بالفعل للانهيار نتيجة للزيادات الأخيرة في التكاليف. حيث نظم آخرون احتجاجات للمطالبة بمساعدة عاجلة من الحكومة.

وأجبرت تكاليف الطاقة المرتفعة شركة من بين كل 10 شركات عاملة في ألمانيا علي خفض حجم إنتاجها أو الاستغناء عن جزء من العمالة. وبدأت شركات ألمانية مثل "فولكس فاجن" تحويل الجزء الأكبر من نشاطها الإنتاجي إلي خارج ألمانيا. كما بدأت شركات غير ألمانية مثل شركة "تسلا" الأمريكية بتجميد خطط للاستثمار في ألمانيا. 

وتعاني ألمانيا وضعًا اقتصاديًا مأساويًا. إذ أعلنت. الأسبوع الماضي. عن ارتفاع معدلات التضخم فيها إلي 01%. وهي المرة الأولي التي يصل فيها لأعلي مستوي منذ أكثر من 70 عامًا. ما ينذر بانكماش الاقتصاد لدي برلين خلال عام 2023. وذلك جراء ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.

ولمواجهة ذلك لجأت برلين إلي اتخاذ عدة تدابير حاسمة من أجل توفير الطاقة. أبرزها إطفاء أضواء العديد من المعالم والمباني التاريخية. بلغت نحو 200 مبني في العاصمة الألمانية. وسط مخاوف من نقص الطاقة في الشتاء. 

وعلي مستوي المواطنين الألمان. فدفعهم الخوف من الأزمة إلي حالة من الذعر. وذهبوا للشراء بكميات كبيرة في بداية الأزمة من أجل تخزين الطعام. حتي لجأ بعض المتاجر إلي وضع قيود علي عمليات الشراء للأسر. لتصبح زجاجتا زيت فقط للفرد. وكمية محددة من الدقيق والأرز والمكرونة. وغيرها من السلع الاستراتيجية.

وبعد مرور أشهر علي استمرار تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية. أصبحت الأرفف في المتاجر الألمانية فارغة من السلع الغذائية. لتسيطر علي الأسر الألمانية حالة من التقشف جراء ارتفاع الأسعار بمعدل غير مسبوق. بالإضافة إلي تضخم تكلفة المعيشة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق