يحتاج المرءُ المسلم اذا ما قرأ كتاب الله تعالى ان يقف على مقصود كلماته حتى يفقه حكم الله منها كما يفيد ذلك فى الامتثال لامره سبحانه يتدبر اياته لتحقيق اثاره من ايمان وخشية ولتحصيل البركة الشاملة منه
ووللوقوف على مقصود اقوال المولى عز وجل يجب ان يعلم المعان اللازمة لمفرداته وخاصة الغير الدارجة منها ومن ذلك كلمة_ اللَّمَمَ ۚ_والتى وردت فى سورة النجم - الآية 32 _فى قوله تعالى "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ"
_وقد جاء فى تفسير الطبرى _عن سفيان قال قال الضحاك _ إلا اللمم _الاولى فى معنى "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم"_ بما دون كبائر الإثم ، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا ، والعذاب في الآخرة ، فإن ذلك معفو لهم عنه _وذلك عندي نظير قوله تعالى " إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا "سورة النساء 31 _فوعد جل ثناؤه باجتناب الكبائر ، العفو عما دونها من السيئات ، وهو اللمم
_كما جاء فى تفسير القرطبى _وفسر ابن عباس كبائر الاثم _بالشرك . والفواحش الزنى وقال مقاتل : كبائر الإثم كل ذنب ختم بالنار والفواحش كل ذنب فيه الحد . وقد مضى في ثم استثنى استثناء منقطعا فقال _ إلا اللمم_ وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه
_و فى التفسير الميسر _ان الله تعالى هو ملك السماوات والارض يجزى الذين اذنبوا واساءوا ويعاقبهم كما يجزى الذين احسنوا بالجنة _ وهم الذين يبتعدون عن كبائر الذنوب والفواحش إلا اللمم، وهي الذنوب الصغار التي لا يُصِرُّ صاحبها عليها، أو يلمُّ بها العبد على وجه الندرة، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات، يغفرها الله لهم ويسترها عليهم
_ وذهب جمهور العلماء إلى أن "اللمم" هو صغائر الذنوب .
_وذكر النووي رحمه الله كلام الخطابي ثم قال :" هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي تَفْسِير اللَّمَم , وَقِيلَ : أَنْ يُلِمّ بِالشَّيْءِ وَلا يَفْعَلهُ , وَقِيلَ : الْمَيْل إِلَى الذَّنْب . وَلا يُصِرّ عَلَيْهِ , وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَيْسَ بِظَاهِرٍ . وَأَصْل اللَّمَم وَالإِلْمَام الْمَيْل إِلَى الشَّيْء وَطَلَبَهُ مِنْ غَيْر مُدَاوَمَة . وَاَللَّه أَعْلَم " اهـ .
اترك تعليق