قال د: عبدالرحمن عبدالعال استاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن جوهر الشائعة يقوم علي التأثير في نفوس أكبر قدر ممكن من المواطنين، ما يمس مصالح الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فليس من شروط الشائعة أن يحدث الضرر فعلا بل يكفي أن تحدث الشائعة أي قدر من الخطر في نفوس المواطنين ولو لم يتحقق ضرر فعلي، لأن من يبث الشائعة يهدف في الأساس إلي إلقاء الرعب والفزع في نفوس الناس والإضرار بمجموع المصالح العليا للوطن وبهذا المفهوم تعد الشائعة من نوع الأسلحة المتولدة من رحم التكنولوجيا والاتصال.
وأفاد بأنه ينبغي التركيز علي أن نجاح مواجهة الشائعات تعتمد علي الاقناع ومخاطبة العقول فهي قضية وعي، لأنها مواجهة مجتمعية في الأساس يتشارك فيها جميع أجهزة الدولة ومؤسساته الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك من العوامل المساعدة للقضاء عليها ذلك أن الشائعة تستهدف عقل الإنسان ووجدانه وليس جسده، بمعني أنها تخاطب معنوياته دون مادياته أو ممتلكاته وأيا كانت مكانته الاجتماعية عظم شـأنها أو من احاد الناس فهي تستهدف تحطيم معنويات الشعوب ومع مرور والوقت يصاب من يروجون الشائعات ومن يتلقوها ويروجون لها أيضا بغير وعي بأمراض اجتماعية ونفسية باعتبار أن الفرد هو المستهدف من الشائعات.
أضاف أن تأثير الشائعات بالإضرار بالأمن القومي بات من الأمور الشائكة والمعقدة لأنه يستهدف إضعاف الروح المعنوية للشعب بالعمل علي بث روح الفرقة والانقسام والكراهية والبغضاء بين صفوفه وأطيافه، ويرجع السبب إلي أن الشائعة تنتشر بسرعة فائقة بين الناس لذا فهي حرب للعقول مسرح القتال فيها عقول الناس لجذبهم وتشكيل وجدانهم وقناعتهم بالكذب والافتراء أيا كان مصدرها فقد يكون مصدرها دولة معادية أو أشخاص تابعون لتلك الدولة أو جماعة إرهابية مارقة تلجأ إلي التضليل بهدف زعزة الاستقرار وخلق حالة من عدم الثقة في قيادة البلاد تؤدي إلي الفزع بين الناس والتوتر الاجتماعي وبث روح اليأس في نفوس الشعب ثم تمثل تهديدا وشيك الخطر. فتصاب مصالح المجتمع بالتفكك.
أشار د: عبدالرحمن إلي أن الشائعات تعمل على توجيه الرأي العام والإضرار بالأمن القومي للبلاد بطرق تعتمد علي التضليل وإيهام الناس بغير الحقائق في كافة المجالات، فيصبح الرأي العام أداة للإفساد في المجتمع وليس أداة للإصلاح والتقويم، وتنعدم قيم المجتمع ومثله العليا ومبادئه السامية وينحرف الكثير عن الطريق الصحيح بسبب غياب الوعي في قراءة الأحداث والمستجدات ويصاب المجتمع في مصالحه الجوهرية التي تحفظ كيانه وتماسكه ويتزعزع الاستقرار وتكون الشائعات حينئذ قد أدركت أهدافها نحو الإضرار بالأمن القومي للبلاد.
اترك تعليق